بالصور - في أسوان.. وحدة غسيل كلوي من "مصروف" الأطفال
-
عرض 6 صورة
-
عرض 6 صورة
-
عرض 6 صورة
-
عرض 6 صورة
-
عرض 6 صورة
-
عرض 6 صورة
كتب- محمد مهدي
منذ أيام، وقف أهالي قرية سلوا بأسوان وعلامات السعادة على وجوههم، وهم يشاهدون أمام أعينهم عمل وحدة الغسيل الكلوي لأول مرة داخل قريتهم البسيطة، لتُنهي عهدًا من المرارة والشقاء من أجل علاج مرضى الفشل الكلوي بالمكان، لكن ذلك لم يتحقق في يوم وليلة، إذ احتاج إلى تضافر جهود الجميع حتى الأطفال في جمع الأموال اللازمة لتحقيق حلمهم بالجهود الذاتية "فضلنا سنة بنجمع في الفلوس لحد ما قدرنا نبني الوحدة" يقولها عبدالرحمن الأمين، أحد المشاركين في جمع التبرعات.
كانت القرية تعاني منذ سنوات طويلة من نقص الإمكانيات الطبية، واحتياج أهلها من مرضى الفشل الكلوي إلى قطع 30 كيلو ذهاب ومثلهم في العودة من أجل الحصول على جلسات الغسيل في أقرب وحدة لهم بمدينة كوم إمبو، قبل أن تقع كارثة وقعت على رؤوسهم "تلاتة من المرضى ماتوا وهما في الطريق للعلاج، والسواق كمان" حادث على الطريق أودى بحياتهم فانتفض عبدالرحمن رفقة عدد من الشباب يطالبون بسرعة التصرف لمنع تكرار المصيبة.
في البداية ذهبت الأراء إلى التوجه للمسؤولين عن سلوا، لكن قرروا في نهاية الجلسات التي عقدت بين العائلات على ضرورة التكاتف فيما بينهم وجمع المبالغ المطلوبة بالجهود الذاتية "عشان الدنيا تبقى أسرع، بدل ما الدنيا تتعطل عشان الروتين" بالفعل بدأ عبدالرحمن رفقة صديقه حسن الملك وعدد من زملائهم في جمع الأموال "الناس كانت متحمسة بس قولنا نمشي قانوني" التحقوا بجمعية سلوا بحري للتكافل الاجتماعي، ودارت عجلة التبرعات في القرية.
دهشة تملكت "عبدالرحمن" خلال تلقي التبرعات "بقيت ناس تبعت فلوس من كل مكان" أبناء القرية يرسلون مبالغ مالية من كافة المحافظات والدول التي يعملون بها، الأغنياء والبسطاء "اللي يديني معاشه، واللي يقولي لو أنا مش معايا فلوس بس هأجي أساعد في النقل أو التنضيف لما تعملوا الوحدة" يلتقي أشخاص لا يعرفوهم يمنحونه آلاف من الجنيهات وحين يسألهم عن هويتهم أثناء منحهم الوصل "يكتبوا فاعل خير ويمشوا" فضلًا عن مشاركة أصحاب الحرف في تجهيز الوحدة الصحية "النجار يبعت خشب، والكهربائي يجي يشتغل ببلاش".
مشاهد عديدة هزت الشاب الصعيدي على مدار عام منها "لما أطفال المدارس راحوا على مكتب البريد وفتحوا الحصلات بتاعتهم واتبرعوا بيها" كانت تبرعات الأطفال تبدأ من 5 جنيهات وعلى ملامحهم سعادة بالغة بمشاركتهم في هذا الحدث "تلاقي العيال تقول مش هنجيب لعب ولازم ندفع في الوحدة الصحية".
تمكن عبدالرحمن رفقة الأهالي من جمع مليون جنيه، بقت خطوة مهمة وهو توفير المكان قبل شراء الأجهزة الطبية اللازمة "كلمنا وزارة الصحة وخصصت لنا مكان في البلد" تم الاتفاق على إتمام الخطوات الآخرى تحت إشراف الوزارة بدلًا من الوقوع في أي خطأ لعدم خبرتهم الكافية في الأمور الطبية "وساعدنا وقتها رجل أعمال في شراء 4 أجهزة بمفرده" وجرت أعمال التجهيز بمتابعة من المسؤولين حتى صارت جاهزة لاستقبال المرضى منذ عدة أشهر.
انتظر الأهالي وصول المسؤولين لافتتاح المكان لك لم يأتِ أحد، لكن أرسلت إليهم وزارة الصحة طاقم تمريض، كانت ليلة لا تُنسى، لن يحتاج المرضى لقطع مسافات طويلة للعلاج، مُجرد أمتار أو دقائق تفصلهم عن الوحدة الصحية "بدأنا نشغل الوحدة من أيام، واستقبلت حالات وعملوا الجلسات" وسط حالة من الرضا والفرحة من الأهالي، بينما يطالبون بتوفير أطباء متخصصين بجانب التمريض خاصة أن أعداد المرضى كبير "المكان هيكون متاح لكل القرى المجاورة، مش بس قريتنا".
فيديو قد يعجبك: