لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

"عايزين نرجّع التذاكر".. كيف بدا المشهد في المترو أثناء تعطل الخط الأول؟

03:25 م الخميس 17 أكتوبر 2019

كتب ـ احمد شعبان:

صباح اليوم، كانت محطة مترو الشهداء على موعد مع صخب أكبر وزحام يختلف عن الذي اعتاد عليه رواد المحطّة الرئيسية، فعلى رصيف اتجاه المرج بالمحطة وقف العشرات لمدة تزيد على الساعة، في انتظار قطار لا يأتِ، فيما كانت الأجواء متوترة، وبدا الضيق والسأم على وجوه الركاب من طول وقت الانتظار الذي عطّلهم، وجملة واحدة تتردد على ألسنتهم بعدما فقدوا الأمل في قدوم قطار "عايزين نرجّع التذاكر!"

على غير عادته، خرج "إبراهيم محمود"، 28 عاماً، من منزله في بولاق الدكرور، ساعتين مبكراً، عن الموعد المقرر لبدء ساعات عمله في منطقة غمرة، لم يساعده على الوصول في الموعد المحدد، فهو لم يزل، حتى قرب الساعة الثانية عشرة ظهراً، عالقاً في محطة مترو الشهداء، بعدما توقف حركة المترو في محطات "غمرة والدمرداش ومنشية الصدر" بالخط الأول "المرج- حلوان"، بسبب سقوط رافعة ونش تابعة لشركة إعلانية على الشبكة الهوائية للمترو.

وتسبب الحادث في تشغيل جزئي لحركة القطارات لعدة ساعات حيث تعمل من محطة كوبري القبة حتى محطة المرج الجديدة، ومن محطة الشهداء حتى محطة حلوان، لحين إصلاح الشبكة الكهربائية التي تضررت بفعل رافعة الونش.

يترقب الواقفون على الرصيف قدوم كل قطار، على أمل أن يُكمل السير في اتجاه دون تغيير، تشرأب أعناقهم، ينهض منهم من افترش الأرض، ثم لا يلبثوا أن يعودوا مرة أخرى إلى أماكنهم، وصخبهم وضيقهم، بعدما يُغيّر القطار اتجاهه دون أن يعبأ بهم.

على الرصيف المتجه إلى حلوان، وقف كمال عوض، في انتظار القطار ليذهب إلى محطة المعادي، كان الرجل يعبث بهاتفه فلم يلحظ وصول القطار من حلوان، لا من المرج كالعادة، وحين وقف داخله، لاحظ نقاشا متوترا بين الركاب، ليخلع السماعة من أذنه: "لقيت الناس بتقول هو إزاي القطر جاي من حلوان ورايح حلوان، هيرجع بضهره يعني، وطبعا ضحكنا وافتكرناه هزار بس طلع كلام بجد" قالها الرجل الذي ظل لدقائق يسأل من حوله "يا جماعة هو رايح المرج ولا رايح حلوان، أنا مش فاهم حاجة ".

المشهد كان عبثيا، ركاب يقسمون أنهم قادمون من حلوان وفي طريقهم إلى المرج، وآخرون يصرون على أنه بالفعل قادم من حلوان لكنه عائد إلى هناك، وما بين هؤلاء وهؤلاء، آخرون نزلوا من القطار تماما للتأكد من وجهته، وركوب القطار الذي سيأتي بعده: "مفروض الإذاعة الداخلية تقول للناس هيا رايحة فين مش سايبينهم كده".

لم يعرف طارق علي بشأن العطل، كل ما شعر به أن زحاما في المحطة على غير العادة، لكنه كان محظوظا بوجود أحد أفراد الأمن، يناقش بعض رواد المحطة بشأن العطل، واتجاه قطار المترو: "أنا مفهمتش هما بيتناقشوا في إيه أساسا، بس لما وقفت فهمت"، قالها طارق، وهو يقف داخل العربة المتجهة إلى محطة المعصرة، بينما كان آخرون داخل العربة نفسها يحسبون أنها متجهة إلى المرج، ومع أول محطة وصول بعد الشهداء أدركوا أنهم كانوا على خطأ: "لا حد قالنا ولا عرفنا، أنا فاكره مكمل للمرج عادي" قالها أحد الركاب قبل أن ينزل من العربة، بحثا عن وسيلة مواصلات أخرى ليذهب بها إلى وجهته.

لم يصبر الركاب على طول انتظارهم، توجّه عدد منهم إلى العاملين بالمحطة، يسألون بغضب عن موعد قدوم أي قطار يقلهم إلى وجهاتهم، ارتفع صوت أحدهم مطالباً بحل عاجل "ما دام مش هييجي قطر تبقوا نرجع التذاكر، احنا ذنبنا إيه نتأخر"، وبعد أخذ ورد فتح العاملون الباب الحديدي المجاور لماكينات التذاكر أمامهم، فتوجهوا إلى نوافذ بيع التذاكر، وبدأ شد وجذب بين الركاب وعمال المحطّة بنوافذ البيع.

"لما المترو مش شغّال ليه بيقطعولنا تذاكر"، تقول السيدة فاطمة حسين بغضب، بعدما تأخرت عن الذهاب إلى منطقة كوبري القبة، لتعود بأطفالها من الحضانة، "هيطلعوا الساعة 12 ولازم أكون موجودة هناك بدري"، تبرر السيدة غضبها بأن زوجها في عمله في منطقة المعادي، ولا يوجد أحد غيرها ليصطحب الأطفال عائدين إلى منزلهم في منطقة الدقي.

أمام نوافذ بيع التذاكر علا صوت المواطنين، لما وجدوه من رد فعل العاملين بالمترو، وفق ما يقول "محمود رمضان"، الذي أصرّ على إعادة التذكرة والحصول على النقود التي دفعها، حتى يستقل أحد الأتوبيسات خارج المحطة، للتوجه إلى أحد المستشفيات بالدمرداش لزيارة أحد أقاربه "محدش ليه قالي وأنا بقطع تذكرة من الجيزة للدمرداش إن المترو مش شغال، بدل العطلة دي".

عند الثانية عشرة إلا ربع، قدم قطار استقبله الواقفون بفرح، فُتحت الأبواب فهرولوا للركوب. وبعد عشرة دقائق تحرك القطار، وقل الزحام، فيما أتى قطار آخر استقله ما تبقى من العالقين، وعاد الهدوء من جديد للمحطة الصاخبة.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان