تُحف سلاف.. فتاة جزائرية تُعاند الإعاقة بالفن
كتبت-دعاء الفولي:
منذ كانت طفلة، تجمع سُلاف دهيبي القواقع، تصنع منها أشكالا جميلة. ظهرت موهبتها باكرا، غير أن حادث تصادم شاحنة بدّل حياتها، صارت الطفلة الجزائرية قعيدة، احتاجت وقتا كي تفهم ما ألمّ بها، لكنها حينما كبُرت واجهت ما بها بجسارة، حاولت صقل موهبتها، تعلمتها منزليا وبالتجربة، حتى باتت تطوف بلدها في معارض فنية مختلفة، تعرض فنها.
مشوار ليس يسير قطعته الشابة العشرينية، فبسبب صعوبة نقلها لم تذهب سُلاف إلى المدرسة، لكنها تعلمت القراءة والكتابة منزليا مع أشقائها، كما فعلت مع مهنتها أيضا، فالقواقع التي كانت الطفلة تجمعها في الصغر، صنعت منها في شبابها أشكالا مختلفة لديكور المنزل؛ بين مراكب صغيرة وأباجورات وغيرها، فيما استعانت أيضا بالكريستال والصدف في منتجاتها.
"أصعب شيء في المجتمع هو اعتقادهم إننا مش هنقدر نعمل شيء".. تقول سلاف، تتذكر نظرات الشفقة لها من البعض "يقولوا لي ماتتعبيش حالك"، والإنكار من آخرين، تلك النظرات التي ما تلبث أن تتحول لفخر حين يُشاهدون مُنتجاتها التي طوّرتها، ومن خلال مشاهدة فيديوهات مختلفة "كان وقتها اعمل من المنزل فقط لكن صار عندي ورشة فيما بعد أعرض فيها منتجاتي".
عشرات المعارض شاركت فيها سُلاف، بات اسمها معروفا، غير أن أكبر مشكلة مازالت تواجهها هو صعوبة التحرك "لازم أحد أفراد الأسرة يصطحبني إلى المعرض.. للأسف مازال الاهتمام عندنا بذوي الاحتياجات قليل". الوقت علّم سُلاف الكثير، باتت يداها أسرع في إنجاز المنتجات "يمكن القطعة الواحدة تأخذ مني ساعة أو ساعتين بالكثير".
تأمل سُلاف أن "أخرج في معارض فنية بعيدا عن الوطن"، تدعمها أسرتها بكل ما أوتيت من قوة، يُطلقون عليها لقب "الفنانة"، فيما تستمد هي قوّتها من كلمات من يشاهدون أعمالها "أما يكونوا مُعجبين بفكرة جديدة أنجزتها وأسمع منهم تعليقات عن مدى إتقانها".
فيديو قد يعجبك: