لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

مفيش حاجة تستاهل إزهاق روح.. كيف يرى كمسارية حادث قطار طنطا؟

08:00 م الثلاثاء 29 أكتوبر 2019

كمسري أحد القطارات

كتب ـ أحمد شعبان ومحمود عبدالرحمن:

وجهت اتهامات لكمسري من الطاقم المسؤول عن تحصيل الغرامات ومراجعة تذاكر الركاب، بقطار رقم 934، بإجبار شابين تخلّفا عن دفع ثمن التذكرة والغرامة، على القفز من القطار الذي تحرك من الإسكندرية متجها إلى الأقصر، ليدفع أحدهما حياته ثمناً، بديلاً عن ثمن التذكرة، فيما أصيب الآخر بكسور خفيفة.

لا تخلو قطارات السكك الحديد من مناوشات بين محصلي التذاكر والركاب المتخلفّين عن دفع ثمن التذاكر، عادة ما تنتهي بالإجبار على الدفع أو تحرير مخالفة للراكب، حال إصراره على التهّرب من دفع ثمن التذكرة والغرامة، لكنها لم تُسفر عن نتائج مثل التي خلّفها حادث قطار طنطا، بحسب ما يقول محصلو تذاكر ومشرفي قطارات، يعلّقون على تصرّف كمسري قطار طنطا، بحكم عملهم سنوات طويلة في تحصيل التذاكر بالسكك الحديد، وكانوا أطرافاً، في وقائع شد وجذب مع الركاب حول تحصيل التذاكر، والتعامل مع الممتنعين عن الدفع.

"مفيش حاجة تخلّي حد يرمي حد من القطر عشان فلوس"، يقول "عرابي محمد"، مشرف قطار بالسكة الحديد، التي عمل بها لما يزيد عن 20 عاماً، شهد خلالها مناوشات عديدة بينه وبين ركاب استقلوا القطار بدون تذاكر، واختلف رد فعله بين مرة وأخرى.

"لما حد بيقولي مش معايا فلوس وبتأكّد فعلاً إنه مش معاه وحالته على قده بسيبه"، فعل الرجل الخمسيني ذلك عدة مرات، وفق ما يذكر، وبالنسبة لمن يمتنع عن دفع ثمن التذكرة، وهو يقدر، والأمر يرجع لتقديرات الكمسري، يأخذ بطاقته ويُسلّمه إلى شرطة القطار للتعامل معه، عندها تنتهي مهمّة المشرف او الكمسري "والشرطة تتصرف معاها زي ما هي عايزة، تاخد إجراء ضده أو تسامح"، يقول عرابي.

أسئلة كثيرة تدور في عقل "عرابي"، يقول بلهجة استغراب لا تخلو من تبرير "مفيش مشرف ممكن يعمل كده، وممكن يكون ده حصل بحسن نية"، وبمزيد من الاستغراب والاستنكار يسأل: "مش ممكن يكون حصل إن تطاول عليه أحدهم، وخلوه يعند معاهم، أصل مش معقول يكون أجبرهم على النزول والقطر ماشي عشان مش معاهم فلوس؟!"، فيما يوضح أنه في حالة التسامح مع الركاب المتخلفين عن دفع ثمن التذاكر، يحاول بقدر الإمكان تجنب حدوث مشاكل مع اللجنة المشرفة على القطار، عن طريق إبعاد المتخلفين عن مقاعد بقية الركاب.

لا يزال "مصطفى علي"، مشرف قطار، عاجزاً عن استيعاب الحادث، لا يرى الرجل الذي يعمل في السكك الحديدية منذ 34 عاماً، سبباً يجعل مشرف قطار أو كمسري أو غيرهم يأمر أحد الركاب بالقفز من القطار أثناء سيره "عمرها ما حصلت إن حد يعمل كده احنا أحياناً مش بنرضى ناخد بطاقة الركاب حتى لو مدفعش فلوس علشان المشاكل"، موضحًا أنه في حالة تعنّت المشرف مع أحد الركاب نتيجة سواء معاملته نقوم باستدعاء شرطة القطار والتعامل معه.

منذ أمس يتابع مصطفى القنوات والمواقع الإخبارية لمعرفة ما ستؤول إليه القضية، ويقول أن ما يوجه لزميله مجرد اتهامات، ربما تثبت التحقيقات برأته منها، ويري أن طلب الكمسري منهم النزول قد يكون خشية من توقيع مشرف القطار جزاء عليه من قبل لجنة الإشراف، "المشرف بيتعرض لخصم كبير من مرتيه لو اللجنة لقت راكب مش قاطع تذكرة، وده بيخليه يتعامل بحزم مع الركاب"، كذلك فإنه من الممكن أن تتهم اللجنة بعض المشرفين بأخذ الأموال من الركاب بدون إعطائهم التذاكر "المشرف طبعا بيكون خائف على مرتبه ووظيفته وممكن يكون اتعامل بحسة نية إنهم ينزلوا من القطار لحظة توقفه بين المحطات لعدم التسبب له بحدوث مشكلة"، على حد قول مصطفى.

فيما يذكر، أحد مشرفي القطارات، الذي رفض ذكر اسمه، أن هناك بعض الأسباب الأخرى التي تجعل بعض المشرفين لا يتغاضون عن السماح للركاب بعدم دفع ثمن التذكرة، هي النسبة التي حددتها هيئة السكة الحديد يحصل عليها كل مشرف مقابل كل تذكرة لها غرامة، يقول غرامة قطار الـ"VIP" تصل 30 جنيه المشرف بياخد منها 10 جنيه، ويحصل على 8 جنيه على غرامة القطار المكيف المحددة بـ 20 جنيه، بينما يحصل على 4 جنيه على غرامة القطار العادي المحددة بـ10 جنيه"، وهذا ما يجعل المشرف حريص على تغريم كافة الركابين الذي استقلوا القطارات بدون تذاكر، وفي كثير من الأحيان تكون هناك مناوشات بين المشرف والراكب تنتهى بتعنت المشرف بعمل محضر للراكب بشرطة السكة الحديد بالمحطة.

مناوشات الركاب والمشرفين على ثمن التذكرة، لم تُسفر عن نتائج مثل التي خلّفها حادث أمس في قطار طنطا، بحسب ما يقول "جمال محمود"، الذي يعمل في هيئة السكة الحديد منذ 41 عاماً، عمل سابقاً كبير مشرفين، والآن هو مدير إحدى المناطق بالهيئة، يقول "فيه إنسان يمتص غضبك لكن الكمسري في النهاية بشر بيتعامل مع مئات الأشخاص مش واحد ولا اتنين، فممكن الأعصاب تفلت منه لسبب أو لآخر وميعرفش يسيطر عليها، لكن برضو مهما حصل الواحد عمره ما يتسبب في إزهاق روح"، وفق ما يقول.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان