"خير" المواسير أشعل "إيتاي البارود".. كيف وصلت أخبار البنزين إلى القرى المجاورة؟
-
عرض 8 صورة
-
عرض 8 صورة
-
عرض 8 صورة
-
عرض 8 صورة
-
عرض 8 صورة
-
عرض 8 صورة
-
عرض 8 صورة
-
عرض 8 صورة
كتب - أحمد شعبان وعبدالله عويس:
تصوير - عبدالله عويس:
عند المدخل الجنوبي لعزبة المواسير التابعة لمركز إيتاي البارود بمحافظة البحيرة، بدا المشهد غير مألوف، صباح اليوم الخميس؛ رائحة البنزين تملأ الأجواء، هياكل دراجات نارية وسيارة ملاكي وجرار زراعي التهمتهم النيران وأصبحت رماداً، العشرات يقفون بأعين مشدوهة وتساؤلات لا تتوقف عن تفاصيل ما جرى عشية ذلك اليوم.
في تفاصيل ما جرى يوم أمس الأربعاء، روايات متعددة ومعلومات متناثرة تنناقلها ألسنة من عايشوا الحريق الذي وقع بعدما تسرب بنزين إلى ترعة صغيرة تحاوط أرضاً زراعياً تزيد مساحتها عن الفدانين، جراء كسر في خط بترول بالعزبة، تابع لشركة طنطا للبترول، يمر في أرض مملوكة للحاج حسين شرف الدين، والذي بدوره أجّرها لآخرين، وفق ما يقول عرفة عبد المقصود ومحمود محمد، وحسان حمدي اللذين يملكون أرضاً زراعية مجاورة للترعة الصغيرة.
ليلة الثلاثاء كانت هناك محاولة لسرقة خط البترول، الذي وُضعت مواسيره على عمق متر ونصف قبل 17 عاماً، وقام اللصوص بتركيب محبسين أو "كلبسين"، للتحكم في خروج البنزين، لكن حدث كسر في الخط، تُرك على إثرها الخط مفتوحاً، فكان التسريب الذي ملأ الترعة الصغيرة وقطعة أرض مجاورة، بحسب الثلاثة، وحين علم الحاج حسين بما حدث، جاء إلى أرضه، وأبلغ شركة طنطا للبترول بوقوع تسريب في الخط التابع لها، في التاسعة صباحاً، والتي بدورها حضر فنّيوها ومسئوليها ومعهم رجال الشرطة، لاستطلاع الأمر، قرب الظهيرة.
حضرت الشرطة ومعها رجال الحماية المدنية، فضلاً عن سيارات تابعة لشركة البترول، وحفّار، وتمكن فنيو الشركة من إيقاف التسريب، بعدها توافد أهالي القرية وبدأوا في ملء زجاجاتهم وما تيسر لهم من "جراكن" وبراميل وأوانٍ منزلية، بالبنزين، الذي ملأ الترعة الصغيرة، بحسب إسماعيل الشاعر، أحد سكان المنطقة، الذي صور عدة مقاطع مصورة للأهالي أثناء تعبئة البنزين "أهل العزبة ناس فلاحين غلابة ميعرفوش ففرحوا والبنزين والشرطة لم تمنعهم فنزلوا يملوا الجراكن"، على حد قول الشاب العشريني حسام كامل، أحد سكان العزبة.
بمرور الوقت وصلت أخبار "ترعة البنزين" للعزب والقرى المجاورة، منها "معنيا والمجاورة"، وبينما فرضت قوات الشرطة كردوناً أمنياً عند موقع التسريب، لم تفعل الأمر نفسه بطول الترعة الصغيرة التي تأخد مساراً يُشبه حرف U، جرى فيه البنزين المتسرب في الترعة في اتجاه الشرق، ثم تتعرج الترعة جنوباً لمسافة تصل لحوالي 70 متراً قبل أن تتعرج باتجاه الغرب بطول130 متر تقريباً.
لم تستطع الشرطة إيقاف الأهالي خلال تعبئة البنزين، تعطّل الطريق، بمرور الوقت يزيد عدد الباحثين عن البنزين، ومعه سيارات و"تكاتك" ودراجات نارية، بطول الطريق المؤدي إلى إيتاي البارود وطول الممر الترابي الذي يحاذي الترعة الصغيرة ويصل بين عزبة المواسير والمجاورة وعدد من العزب الأخرى، البعض انشغل بتعبئة البنزين وآخرين انشغلوا بتوثيق اللحظة، فيما علق فريق ثالث في الزحام وتعطّل عن الذهاب ناحية إيتاي البارود شمالاً أو قرية "معنيا" لقضاء مشوار أو ما شابه، قبل وقوع الحادث الأليم بعد غروب شمس ذلك اليوم المشهود.
فجأة اندلعت النيران لتباغت الجميع، ارتفعت ألسنة اللهب وفي غمضة عين كانت قد غطت الترعة، الملأ بالبنزين، السائل القابل للاشتعال، لتحرق النيران 7 أشخاص، وتخلف وراءها 16 مصاباً، كذلك احترق جرار زراعي، علق سائقه في الزحام، و3 دراجات نارية و5 "تروسيكلات" و6 "تكاتك" و"شفاط زراعي"، وسيارة ملاكي.
طوال اليوم، الخميس، ظلّ أهالي عزبة المواسير يمرّون على موقع الحريق، يوزعون نظراتهم على الرماد المنثور على الأرض، يقفون معلقين عيونهم على الترعة الصغيرة، لا تتوقف ألسنتهم عن تناقل أخبار الحادث، السؤال عن المفقودين، فيما ظلت سيدة خمسينية ترفع يديها حمداً لله وتُتمتم "لو كان الحريق قريب من العزبة كان شالها بحالها".
فيديو قد يعجبك: