"دوقني" اللصيمة وغموس الزيتون.. شاب يوثق أكلات أهل شمال سيناء
-
عرض 7 صورة
-
عرض 7 صورة
-
عرض 7 صورة
-
عرض 7 صورة
-
عرض 7 صورة
-
عرض 7 صورة
-
عرض 7 صورة
كتبت-إشراق أحمد:
طيلة فترة دراسته في منحة السياحة والفنادق، لم ينس هيثم بيومي حلمه، وما إن جاءت الفرصة لتقديم الطلاب أفكار عن ثقافة الطهي، سرعان ما تحدث الشاب عن مشروعه المصور، "دوقني" للتعرف على المطبخ المصري في محافظات الجمهورية. لم يعلم بيومي وقتها أن بين الدارسين زميلاً من شمال سيناء، سيعيده إلى برنامجه الإلكتروني بعد غياب شهور، إذ سافر الشاب إلى المحافظة الحدودية وأعد حلقة عن "أكلات" أهل المنطقة، عايش الحياة على طبيعتها في المكان الذي التصقت سيرته –منذ سنوات- بالإرهاب والحرب عليه، ليعود بصورة مختلفة له ولمن شاهد الحلقة.
في شهر يوليو المنصرف، وبعد رحلة قطعت 11 ساعة من السفر، وصل بيومي إلى شمال سيناء، تحديدًا منطقة المساعيد. تحقق وعد صديقه "آدم" له باستضافته في منزله، وتصوير حلقة جديدة "لما عملت بريزنتيشن وقت الدراسة في منحة الإتحاد الأوروبي اتكلمت عن برنامجي"، حينها انجذب زميله ابن شمال سيناء للفكرة، وأصر أن يستقبله، فدب الحماس في نفس بيومي، رغم الخوف الذي انتابه وضاعفه حديث البعض له "صحاب ليا قالوا لي ليه تخاطر بنفسك"، لكن الشاب وجد في السفر مغامرة تستحق، خاصة مع وجود دعوة لحضور حفل زفاف "سيناوي".
"كيف تبدو حياة الناس اليومية في سيناء في ظل الأوضاع المتأزمة؟" كان ذلك على رأس الأسباب التي عددها بيومي بينه ونفسه، بعد عرض صديقه "آدم"، أراد الشاب أن يكمل أهداف برنامجه "دوقني" بعد مضي نحو 4 سنوات على إنطلاقه، فلا يكتفي بتوثيق المطبخ المصري ونشر ثقافة الطهي، بل يكون هناك "دور مجتمعي"، فبذهابه لهذه المنطقة إما أن يثبت الصورة المأخوذة عنها أو ينفيها.
سببان آخران دفعا بيومي للسفر؛ فبعد بحث عن الطعام السيناوي على الإنترنت، وجد أنه لا ذكر أكيد عن الأكلات في تلك المناطق الحدودية، لذلك كثيرًا ما رجع إلى صديقه آدم لمعرفة معلومات وتفاصيل وقت إعداده قبل السفر، أما السبب الثالث كان توقف البرنامج لفترة طويلة وإعتماده كطاه محترف "كان لازم خطوة أني بقيت شيف الناس تلمسها في المحتوى، فكنت عايزة أرجع بحاجة قوية وكويسة"، فلم يكن هناك بديل عن السفر.
في 21 أكتوبر الماضي، نشر بيومي الحلقة الجديدة، تحت عنوان "أخطر مكان ممكن تاكل فيه في مصر". 13 دقيقة استغرق لإخراجها 10 أيام من العمل، وسبقها شهرين من الإعداد "كنت بذاكر واسأل وأدور عشان أحط تصور اللي عايز أعمله"، لكن على الأرض خلال أسبوع أمضاه تبدلت الخطة "50% من اللي كانت عايز أعمله نفذته والباقي طلع من الأجواء".
من الإفطار حتى العشاء، استعرض بيومي طعام أهل سيناء. داخل إحدى المزارع أُعد لـه أصناف مختلفة من فتة الحلبة، وغموس زيت الزيتون والزعتر والهريسة الحارة والعجوة بالبيض، ومع الذهاب إلى شاطيء الريسة، وثق تفاصيل إحضار وجبة خاصة بأهل سيناء وهي "اللصيمة".
يقول بيومي إنها "أكلة" يعتز بها أهل شمال سيناء، حتى أنهم يعدونها أسبوعيا، يصنعونها من الطحين والخبز ومزيج من الطماطم والبصل والبطيخ غير الناضج المسمى "العجر"، فيما يلزم طهوها على البحر وسط مجموعة من الأصدقاء، وهي أجواء لم يكن معد له "وأحنا قاعدين أنا وصديقي انضمت لنا ناس تانية محدش فيهم كان يعرف بعمل ايه لكن أكلنا وغنوا واستحملوني وأنا بطلع لقطات كويسة". حرص بيومي على إظهار الحالة التلقائية للمتواجدين وقت إعداد "اللصيمة"، فترك لهم المجال للحديث خلال نحو 3 ساعات أمضوها لإتمام مهمة تصوير تلك الجولة، مِن شرح كيفية تحضير الخبز تحت الرمال، مع الإشارة لعادات أهل سيناء في تناول الطعام بالأيدي والتحية.
عبر كاميرا هاتفه المحمول، مزج بيومي بين هدفه في التعرف على المطبخ السيناوي وتفاصيل الحياة في أبعد نقطة حدودية استطاع الوصول إليها، وأخرج ذلك في لقطات من الفرح الذي حضره، وملاعب كرة قدم والمصيفين على الشاطئ، مما كان له أثر بالغ على من شاهدوا الحلقة.
ردود فعل كثيرة تابعها هيثم منذ لحظة نشر الحلقة "واحد علق قال لي أخويا جيشه في سيناء ومكناش بننام لكن أمي اطمنت شوية لما شافت الفيديو"، وأخبره آخر "إيه ده يعني مفيش جماعاتا إرهابية.. أنا عايز أجي"، فيما واصل استقبال تعليقات أهل شمال سيناء المثنية على فعله، ولمست نفسه منها ما قاله أحدهم له "كنا محتاجين حد يقول علينا كلمة كويسة".
بعد أسبوع في شمال سيناء عاد هيثم، تملأ نفس الشاب نشوة الفرحة بما عايش، والتجربة المختلفة التي خاضها "دي أول حلقة أصورها مش في مطاعم أو أماكن بتعمل أكل وكان التركيز على البلد وأهلها، فيما لا يغادره مشوار الرحلة التي لم تكن يسيرة "عدينا على 12 كمين عشان نوصل"، وحتى بعد الرجوع "كنت مشغول جدا إزاي أطلع قعدة زي اللصيمة مثلا. الـ3 ساعات اختصرهم في دقايق"، لكنه يمتن للفرصة، وما أحدثته من تغيير رؤيته "كنت رايح وفي بالي هشوف البيوت البدوية والدمار لقيت الناس متعايشة حتى في وقت الحظر اللي في أماكن بيبقى لوقت طويل".
كانت المغامرة بالنسبة لـ"الشيف" الثلاثيني ترحال، تعرف فيه أكثر على منطقة لم يذهب إليها، لمس في أهلها كرمًا وشهامة مغايرة، وصديق جديد عرفه عن قرب "آدم مكنش بس صديق بيعمل معايا واجب لكن بيحب سيناء وحابب يطلع الصورة الحلوة لناسها"، لم يرجع هيثم كما كان؛ تغير توقعه المسبق عن المكان، ظنه منطقة فقيرة مدمرة، لا يخرج أحدهم من منزله "لكن العكس لقيت ناس متعايشة حتى وقت الحظر اللي بيقعد فترات طويلة"، فيما يدفعه الحماس لإخراج حلقة أخرى عن شمال سيناء، ويخطط لزيارة الجانب الآخر من أرض الفيروز، في الجنوب، ليقابل المزيد من الحكايات عن الناس والأكلات.
فيديو قد يعجبك: