لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

بدأت من سيارة مرسيدس.. "صلاح" مهندس غاوي تجميع النماذج المصغرة

02:14 م الجمعة 13 ديسمبر 2019

مهندس صلاح دربالة

كتبت-دعاء الفولي:

حتى الآن، لا تمر أيام قليلة إلا ويعكف صلاح الدين دربالة على هوايته، يدخل عالمه المليء بالقطع الصغيرة، يفردها أمامه بتأنٍ، يقرأ كثيرا عن المجسم الذي سيعمل عليه، يتأكد من خلو الأجواء حوله، ويبدأ في التركيب.

أكثر من عشرين عاما مرت على افتتان دربالة بالمجسمات الصغيرة، يتذكر كيف أحبّها حين أحضر له والده سيارة مرسيدس صغيرة مُفككة وطلب منه تجميعها "ومن ساعتها دي أكتر حاجة بتبسطني".

لا يعرف دربالة سببا محددا لُحبه للنماذج المصغرة، ربما لعلاقة الصداقة التي تنشأ بينه والعمل، وربما لأنه يؤرخ لفترة زمنية معينة "ويمكن عشان الموضوع محتاج صبر وصعب رغم إنه هواية".

مع بداية تصنيع المجسمات، جرّب دربالة أشكالا عديدة، غير أن أكثر ما أحبه كان المركبات الحربية الموجودة في معركة العلمين، التي وقعت في مصر خلال الحرب العالمية الثانية "لأن فيها مركبات مختلفة الأشكال بين الألماني والإيطالي وغيرها"، قرأ دربالة كثيرا عن الحرب العالمية الثانية، احتفظ بصور للمركبات حينها فنفذ العديد منها.

الصورة  1

هواية دربالة مُكلفة كثيرا "سواء على مستوى الفلوس أو الوقت"، فأحيانا يضطر المهندس المعماري لاستيراد القطع من الخارج "ده مُتعب عشان الإجراءات"، فيما يعمل في أوقات أخرى على مجسمات من الصفر، إذ يبدأ بدراسة شكل المركبة جيدا ويُصنّعها بنفسه بمقاسات أصغر معتمدا على مادة البلاستيك بشكل أساسي أو خليط من عدة مواد.

على مدار سنوات عُمره ظل العمل على المجسمات حاضرا في ذهن دربالة "لكن مش دايما الظروف بتتيح ليا إني أشتغل"، مر بفترات تقطع، حتى تعرّف على من يُشاركه الهواية عبر موقع فيسبوك "دخلت جروب لمُحبي النماذج المصغرة وبنعرض شغلنا وبنتعلم من بعض"، باتت علاقته بالهواية أعمق، شارك في معرض لأول مرة العام الماضي ضمن مجموعة أخرى من العارضين للنماذج المصغرة، حتى أنه باع إحدى المركبات.

لا يهدف دربالة للتربح مما يفعل "بالعكس لما بنحط شغل على الجروب والناس بتقول لنا بكام طول الوقت بنزعل"، هدفه تعريف المحيطين بفكرة النماذج وإعطائهم معلومات بسيطة عن الحقبة التي يُمثلها المجسم، لكنه جرّب بيع إحدى أعماله العام الماضي "كنت أول مرة أشارك في معرض وجالي حد من المنظمين قاللي حُط سعر على دبابة كنت عاملها"، لم يعرف المهندس الرقم التقديري "حطيت رقم يغطي التكلفة وقلت أجرب واتباعت في دقايق"، يتذكر دربالة شعوره وقتها؛ اختلط بين السعادة أن المركبة لاقت رواجا، والحزن على فقد أحد أعماله.

الصورة   2

سنويا، يزور دربالة متحف العلمين العسكري الذي يؤرخ لمعارك الحرب العالمية الثانية "بتبقى من أمتع أوقات حياتي حتى لو الزيارة متكررة"، يتابع تفاصيل المكان بشغف، يقف دائما أمام طراز الدبابات الألمانية، يتمنّى لو يستطيع صناعة المزيد من نماذجها والمشاركة بها في المتحف "هي شبه مش موجودة"، يُدرب نفسه على تصميم المشاهد الحربية أيضا "بحاول أتعلم إزاي أبين الصدأ اللي على الدبابات أو إزاي".

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان