لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

معارض وعرض كاراتيه.. كيف احتفلت جامعة القاهرة بيوم ذوي الاحتياجات؟

06:01 م الخميس 19 ديسمبر 2019

كتب- محمود عبدالرحمن:

صباح الإثنين الماضي، استيقظت "بسمة محمد"، من ذوي القدرات الخاصة، وصديقتها "أماني"، استقلتا قطارًا متجهًا إلى القاهرة، من محل إقامتهما بمركز طنطا بمحافظة الغربية، كانتا على موعد مع عرض لمنتجاتهم اليدوية التي قامت كل منهما بتصنيعها.
ليست المرة الأولى لبيع منتجاتهما، لكن هذه المرة بدا الأمر مختلفًا، يملأهما الحماس، فعرض منتجاتهما سيكون ضمن فعاليات الاحتفال باليوم العالمي لذوي الإعاقة، الذي تعقده جامعة القاهرة كل عام "ده أول معرض نحضره، فقولنا نبيع شغلنا وكمان نحضر الاحتفال" تذكر بسمة.
قبل أسبوعين، علمت الفتاة التي تعاني من "إعاقة بصرية" باحتفال الجامعة، أخبرت صديقتها التي تعمل معها بنفس المهنة منذ 4 سنوات وتعاني من إعاقة حركية، وتم الاتفاق على السفر والحضور.

وحين وطأت أقدامهما الجامعة، بدأت كل منهما في ترتيب المشغولات على إحدى الطاولات التي تم تخصصيها بأحد الممرات الموجهة للمكتبة المركزية بالجامعة، استعدادًا لبدء العرض "مكنتش بروح معارض، اتعودنا بنبيع لأهل القرية بس لما عرفنا قولنا لازم نشارك" تقولها أماني.

الصورة الاولى

بجوار إحدى الطاولات، كانت "هالة علي"، القادمة من محافظة بني سويف بالصعيد، تجلس على كرسيها المتحرك، تتجاوب مع أسئلة الطلاب حول خطوات وكيفية تصنيعها المشغولات اليدوية التي تبيعها. تمسك بعضها بيديها بينما تشرح لهم بحماس الخطوات "الناس بتكون مستغربة إزاي واحدة من ذوي الإعاقة وعملت كل ده"، لذا لا تدخر جهدًا لذلك، خاصة وأنها المرة الأولى التي تعرض فيها هالة، منتجاتها بالجامعة.

قبل ذلك اعتادت "هالة" عرض منتجاتها في معارض تقيمها مؤسسات خيرية لذوي الهمم، "رحت معارض كتير بس في الجامعة ليها طعم مختلف بين الطلاب".
كذلك فإن إقامة المعرض في جامعة القاهرة يجعله يحظى بإقبال مرتفع ويخلق حيوية، نظرًا لكثافة الطلاب، وفق "أسماء جمال"، المسئولة عن قسم المنسوجات اليدوية والمعارض بدار السندس بالقاهرة.

الصورة الثانية

تكفل الدار الأيتام من ذوي الاحتياجات الخاصة "بنعمل معرض شهري في الدار لمنتجات الأطفال بس أول مرة يكون في جامعة". لذا جمعت صاحبة الـ26 عامًا جميع المشغولات لدى الدار لعرضها، فيما ترى أن المعرض له مردود كبير على الأطفال "أول ما عرفوا إننا هنشارك في معرض بين الطلاب كانوا مبسوطين جدا". كذلك تتمنى أن تشارك جميع الجامعات الأطفال ذوي الإعاقة في يومهم العالمي لتشجعيهم.

تأخّر احتفال جامعة القاهرة باليوم العالمي لذوي الإعاقة عدة أيام، عن اليوم الذي حددته الجمعية العامة للأمم المتحدة في الثالث من ديسمبر من كل عام، والسبب يرجع لانشغال إدارة الجامعة بالتجهيز ليوم الاحتفال وإرسال دعوات الحضور لبعض المؤسسات والجمعيات الخيرية التي تهتم بالأطفال ذوي الإعاقة للمشاركة، بحسب ما يقول الدكتور محمد سامي الصادق، نائب رئيس الجامعة، فيما يلفت إلى أن الجامعة أنشأت مركزا متخصصا لأصحاب الاحتياجات الخاصة، يقدم العديد من الخدمات ومجموعة من الدورات التدريبية التي تسهل العملية التعليمية لهم.

الصورة الثالثة

وسط زحام الحضور، كانت أسماء محروس، مدرس بكلية التمريض بالجامعة، تتنقل مع مجموعة من زملائها بالكلية بين الأطفال من ذوي الهمم، لقياس الضغط والسكر لهم، وتقديم النصائح والإرشادات الطبية، وذلك على سبيل المشاركة من الكلية وتقديم الرعاية الطبية لهم.

حول الطاولات التي امتلأت بمنتجات يدوية مختلفة الأنواع، تواجد الطلاب بكثافة للشراء. "حاجات حلوة جدا وكمان بسعر معقول وإننا نشتري يعتبر كمان تشجيع ليهم"، تقول منة عادل، الطالبة بكلية التجارة، التي لم تفوّت الفرصة وظلت تتشاور مع صديقاتها حول اختيار ما تشتريه من المنتجات المعروضة.

الصورة الرابعة

لم يقتصر الحضور على الطلاب فقط، كان لأساتذة الجامعة حضور كذلك، بعضهم شارك بمنتجات صنعها بيديه، مثل "أميمة عبد العزيز، أستاذ الفلسفة بكلية الآداب بالجامعة، من ذوي الإعاقة وضمن المشاركين بالمعرض، ليست هذه المرة الأولى التي تشارك في المعرض، بل منذ بضع سنوات على ذلك "دايما بشارك في المعرض بالحاجات اللي بعملها"، تقولها بفرحة.

احتفال جامعة القاهرة باليوم العالمي لذوي الإعاقة لم يقتصر على إقامة معرض للمشغولات اليدوية التي صنعها ذوو الهمم، ففي الوقت الذي انشغل فيه المشاركون بعرض منتجاتهم، كان محمد محمد، مدرب منتخب مصر لذوي الاحتياجات الخاصة للكاراتيه، يقوم بعمل تدريب سريع لأعضاء المنتخب الذين جاءوا من محافظات مختلفة، استعداد لعمل عرض للحاضرين قبل تكريمهم، من إدارة الجامعة بعدما حققوا مراكز متقدمة في العديد من الدول.

الصورة الخامسة

"تم ارسال دعوة لنا من الجامعة لتكريم الفريق" يقولها المدرب صاحب الـ48 عامًا، موضحًا بأنه تلقى اتصالًا من مركز خدمة المجتمع بالجامعة، يدعوه لتكريم الفريق تقدير لمجهودهم بالفترة الماضية، يقول إن التكريم والتشجيع من الأشياء المهمة التي يستخدمها في أوقات التدريبات، لما تعطيها من حماس وقوة لهم، متمنيًا أن تستمر الجامعة بتكريم العديد من النماذج الناجحة منهم.

الصورة السادسة

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان