"الشيف المهندس".. رحلة أحمد بدأت بالميكانيكا وانتهت بعشق الحلويات
كتبت-دعاء الفولي:
يتذكر أحمد القاضي افتتانه بذلك الفن، كيف أخذته المقادير الدقيقة لصناعة الحلويات، فقرر بين لحظة وأخرى التخلي عن مجال الهندسة ليبدأ طريقه منذ 30 عاما، مازال متمسكا به حتى الآن، يتعلم فيه بشكل يومي، ويُدرس خبرته للآخرين.
عام 1980 تخرج القاضي في كلية الهندسة، جامعة القاهرة، قسم الميكانيكا "ساعتها والدي عرض عليا شغل في مكان حكومي مهم وانا قولتله عايز اشتغل حر"، لم يكن في عقل الشاب وقتها ترك مجال دراسته، لكنه أراد تجربة شيئا جديدا، فانضم للعمل مع خاله الذي امتلك محلا كبيرا للحلويات "انبهرت بأداء الشيفات ساعتها"، غير أنه لاحظ تغير طعم المُنتج بشكل يومي "ده لأنهم كانوا بيتبعوا وصفة بس مفيش منهج بيمشوا عليه".
دراسة الهندسة غيّرت في شخصية القاضي، باتت الدقة جزء من حياته، لذا حينما أحب صناعة الحلوى، قرر فعل ذلك بالطريقة الصحيحة؛ سافر إلى سويسرا ثم فرنسا لدراستها باستفاضة، عاد أواخر الثمانينيات وهو يعلم عن الصناعة الكثير، لم يكن حلمه العمل كطاهي فقط "كنت عايز أعلم الناس.. لأني لما جيت أتعلم ملقتش أماكن في مصر بتدرس الحلويات بشكل علمي".
بأدوات بسيطة بدأ القاضي رحلته "بقيت أعمل كورسات بسيطة لسيدات البيوت"، لم يفعل ذلك بمفرده، حيث اتفق مع هيئة المعونة الأمريكية التي رشحت له طاهي من سويسرا، فيما ظل على تواصل مع أساتذته بالخارج لعدة سنوات.
بين الإسكندرية وبورسعيد والقاهرة طاف القاضي، يُعطي خبرته للآخرين، يشعر بالفخر حين يتذكر سيدات افتتحن مشاريعهن الخاصة بعد التعلم على يده، فيما أكثر ما يُسعده ردود فعل سيدات البيوت وحتى أزواجهن "فيه مرة دكتور جامعة كلمني قاللي إنه بقاله 15 سنة متزوج وأول مرة يدوق حلويات مختلفة كدة من إيد مراته"، فيما لا ينسى الجملة المتكررة "إنت خليتنا ندوق حاجات كنا بس بنسمع عنها وبنخاف نجيبها عشان غالية".
مهنة القاضي مُرهقة، يمتلك حاليا أحد المحلات ويعمل في مصنع للحلويات "ممكن نشتغل 20 ساعة في اليوم غير المواسم المعروفة"، لكنه يجد أثرا طيبا في المقابل، كما أن المُنتج النهائي يُرضيه "الشغل في الحلويات زي البصمة.. لو الشيف ملوش روح مش هينجح".
خبرات كثيرة ينتظر القاضي إعطائها للآخرين، لذلك وقبل شهرين افتتح أكاديمية جديدة لفنون الحلويات، رفقة الشيف الفلسطيني إيهاب فضل "هنجمع فيها اللي اتعلمناه بالإضافة للمناهج العالمية في الطهي".
فيديو قد يعجبك: