لماذا فشل التشغيل التجريبي لماكينة الفكة؟.. والمالية: هنركب واحدة كمان
كتب- محمود عبدالرحمن:
لم تكد تمر 5 أشهر على بدء التشغيل التجريبي، حتى اشتكى المواطنون من توقف ماكينة "فك العملة" عن العمل، وهو ما اعترف به مسئولو محطة مترو الشهداء.
فما سبب فشل التشغيل التجريبي لماكينة الفكة؟ وهل يعني ذلك فشل التجربة أم أن وزارة المالية تخطط في المضي قدما فيها وتركيب ماكينات جديدة للتيسير على المواطنين.
أول سبتمبر الماضي، أعلنت وزارة المالية، في بيان رسمي، تركيب أول ماكينة "فكة" بمحطة الشهداء. وقالت إنها تتيح لركاب المترو استبدال عملات ورقية فئة 10 و20 جنيها بعملات معدنية، ما يحد من الزحام على شباك التذكر، لافتة إلى أن تركيب الماكينة للتجربة وفي حالة تحقيق نتائج ملموسة، سيتم تعميمها بباقي محطات المترو.
بعد مرور أسبوع واحد على التشغيل، أعلنت مصلحة سكة العملة، أن الماكينة نجحت في توفير الفكة لشراء تذاكر المترو دون تكدس أو تزاحم على شباك التذاكر، كما جاء على لسان رئيسها اللواء عبد الرؤوف الأحمدي.
الماكينة لا تعمل
إلا أنه وبعد مرور5 أشهر على تركيب الماكينة وتشغيلها، رصد مصراوي توقفها عن توفير العملات المعدنية، وبين الحين والآخر يترد عليها أحد ركاب المترو، في محاولة عبثية للحصول على الفكة، كما حدث مع مصطفي إبراهيم، الذي حاول الاستفسار من المارة والعاملين بالمترو عن سبب توقف الماكينة دون أن يحصل على أي رد.
ماكينة الفكة تعبأ بـ7 آلاف جنيه معدني في المرة الواحدة، وفي الأيام الأولي لتشغيلها كنا نعيد تعبئتها مرتين يوميا ليكون إجمالي الفكة التي توفرها الماكينة في اليوم الواحد 21 ألف جنيه، وفق ما صرح المهندس محمد محمود، مسؤول التشغيل لـ"مصراوي".
أما على أرض الواقع، يسارع مصطفي إبراهيم إلى ماكينة الفكة، محاولا استبدال ورقة 10جنيهات بعملات معدنية، لكن الماكينة لا تستجيب فيقول بغضب، "شكلها مش شغالة أصلا".
على بعد خطوات من الماكينة، يقف محمد مجدي، عامل بإحدى منافذ بيع الحلويات بالمحطة. يرد غاضبا عندما سألناه إذا ما كانت الماكينة تعمل بعض الوقت أم أنها معطلة بصورة مستمرة: المكنة كانت موفرة لنا الفكة، خصوصا إننا بنبيع بالتجزئة وأسعارنا تبدأ من 2 جنيه، لكن دلوقتي مش شغالة خالص، وكانوا وضعوا عليها ورقة إنها عطلانة وبعد كده مشتغلتشي خالص".
يؤكد كلامه، تصريحات حمدي محمود، عامل بأحد فروع شركة اتصالات بمترو الشهداء: "أنا كنت لما بتزنق في فكة لعميل بروح أفك منها أما حاليا بايظة ومنعرفش هتشتغل أمتى؟"
مسئول بمحطة المترو اعترف بالعطل قائلا: "المكنة مش شغالة من أكتر شهر، لكن إدارة المحطة لا تعرف سبب العطل، ربما يكون عطلا، وربما لم توفر مصلحة سك العملة عملات معدنية لتزويد الماكينة".
في سبتمبر الماضي، وفرت وزارة المالية 50 ألف جنيه معدنية بخزينة محطة رمسيس، كرصيد احتياطي من أجل تزويد الماكينة بالعملة، بحسب ما أكد أشرف حسين، مسؤول توريد العملة المعدنية للمحطة، الذي أوضح أن عملية التزويد بالعملة لا تستغرق 10 دقائق.
"مش عطلانة بس مش شغالة"
"الماكينة لا يوجد بها عطل، لكن عدم تشغيلها يرجع إلى إدارة المترو ومصلحة سك العملة"، يوضح المهندس عماد رجب حجاج، مندوب التوكيل الإنجليزي مورد الماكينة لمصلحة سك العملة سبب توقفها عن العمل، مضيفا: إدارة المترو استلمتها وهي المسؤولة عن تشغيلها، والوكيل مسؤول فقط عن صيانتها في حالة حدوث الاعطال و"لما بيحصل عطل بيكلمنا الأستاذ أشرف مسؤول التوريد وبنروح نصلحها على طول وآخر عطل كان من أكثر من شهر".
بدوره، أكد أشرف حسين، مسؤول توريد العملة المعدنية للمحطة والمسؤول الأول حديث مهندس صيانة، قائلا: "أنا معنديش عمال فاضية أخليها تقعد جنب الماكينة علشان يزودوها بالعملات كل ما تخلص".
وأوضح أنه بات يكتفي بتزويدها بـ 4 آلاف جنيه مقسمة على مرتين، الأولى في الصباح والثانية في نهاية اليوم، وهو ما نفاه اثنان من العاملين بالمنافذ التجارية بالمحطة.
يقول حمدي محمود: " أول ما بفتح الصبح الساعة 9 ونص كنت بروح أفك 20 جنيها علشان أعرف أشتغل، لكن دلوقتي مش بلاقي فيها حاجة ولا صبح ولا بالليل"، هو ما أكده محمد مجدي البائع بأحد منافذ المواد الغذائية.
وأبدى الدكتور شريف حازم، مستشار وزير المالية للشؤون الهندسية، استغرابه من توقف ماكينة فك العملات المعدنية، متسائلًا هل التوقف بسبب عطلها أو شيء آخر؟ وشدد على أنه سيتواصل مع مصلحة سك العملة للاستفسار عن السبب.
وعند مواجهته برد موظف مصلحة سك العملة المسؤول عن الماكينة أشرف حسين حول عدم توفر موظفين، قال مستشار الوزير: الوزارة ستعقد اجتماعا مشتركا مع مصلحة سك العملة وإدارة تشغيل المترو، لحل مشكلة العمال أو الموظفين المؤهلين للعمل والإشراف على الماكينة، خاصة أنه جارٍ الانتهاء من تركيب ماكينة ثانية جديدة بالخط الثالث بسعة أكبر وإمكانيات أحدث خلال الأيام المقبلة.
فيديو قد يعجبك: