لإنقاذ ضحايا حادث محطة مصر.. طوابير الشباب على أبواب بنك الدم
كتبت - مها صلاح الدين:
جلس يوسف - شاب في أوائل العشرينات - بوجه عابس على المقاعد الخارجية لبنك الدم بوسط القاهرة، ينتظر أصدقاءه الذين يتبرعون بالدم بالداخل، لإنقاذ ضحايا حادث قطار محطة مصر، بعد أن فشل في مشاركتهم. أخبره من بالداخل أنه لا يستطيع التبرع بالدم مرتين خلال شهر واحد.
جاء يوسف، طالب كلية الهندسة برفقة ثلاثة آخرين من زملائه، مثل عشرات غيرهم، قرروا النزول لإنقاذ من يمكن إنقاذه من الضحايا، ولو بقطرة دماء.
جلست مروة وشيرين على المقعد المجاور، تنتظران الحصول على إذن بالدخول. كانت مروة في طريقها إلى محاضرتها، بكلية الطب البشري بجامعة القاهرة، حينما علمت بأمر الحادث من مواقع التواصل الاجتماعي وهي في مترو الأنفاق، قررت فورا قطع طريقها والتوجه نحو بنك الدم بعد أن شاهدت بشاعة الصور ومقاطع الفيديو التي نشرت للضحايا.
وقتها، اتصلت بها شيرين، زميلتها في كلية الفنون التطبيقية، كانت في طريقها من مدينة بنها إلى منزل شقيقتها في مدينة السادس من أكتوبر، علمت بنيتها بالتبرع بالدم لأجل مصابي الحادث، فلحقت بها إلى بنك الدم.
كانت هذه هي المرة الأولى التي تشارك فيها الفتاتان في حملة انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي لإنقاذ مصابي إحدى الحوادث، "الصور كانت فظيعة كنا لازم نعمل حاجة"، تقول مروة.
في هذه اللحظة، خرج ثلاثة شباب من الداخل رافعين أكمام ملابسهم، في مشهد يدل على أنهم قد أنهوا مهمتهم، محمد وسيد وعلي، يعملون في مكتب محاسبة في شارع 26 يوليو، علموا بأمر الحادث أثناء تأدية عملهم، كانت صور الضحايا هي محركهم أيضًا، يقول محمود: "أنا من المنوفية، وده طريقي كل أسبوع، دايما بسافر بالقطر، وكان ممكن أكون مكانهم".
على الجانب الآخر، جلست "إسراء"، تسد أذنيها بسماعات الهاتف، وتنتظر دورها في صمت، قبل أن تقول: "جيت علشان الناس إللي اتصابوا.. أنا متعودة على كده".
اعتادت المحامية الشابة على التردد على بنك الدم في كل حادث كبير، "من أيام الثورة والمظاهرات، لحد حوادث الطرق والقطارات أنا دايمًا باجي هنا"، تقول إسراء، وتعود لصمتها من جديد، قبل أن تناديها إحدى الممرضات لتتم مهمتها.
فيديو قد يعجبك: