لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

في حادث محطة مصر.. نادية تبكي: "معيش فلوس أجيب تذكرة تانية"

06:17 م الأربعاء 27 فبراير 2019

حادث قطار محطة مصر

كتبت- شروق غنيم:

داخل محطة مصر؛ لم تكُف نادية سعد عن البكاء، تقبض على تذكرة سفر إلى الصعيد في يديها، ترمق الجرار المنكوب، تستعيد لحظات الرعب التي عايشتها، ترد على مكالمات أبنائها المستمرة، يزداد نحيبها إذ تتذكر أن تأجيل رحلتها يعني أنها لن تستطيع رؤية شقيقها المريض الفترة المُقبلة "معيش فلوس أجيب تذكرة تانية بعدين".

منذ الأمس وشعرت نادية بانقباضة إزاء مسألة السفر "من لما جيت حجزت التذكرة"، أخبرتها شقيقتها في المنيا بالتراجع عن القرار "قالت لي بلاش مسافرة لو حاسة بحاجة"، غير أن السيدة الستينية طردت الهواجس عن نفسها "لازم أسافر.. أخويا جاتله جلطة ولازم أروح أطمن عليه".

في السابعة صباحًا قدمت نادية إلى محطة مصر؛ جلست في انتظار قطارها المنطلق نحو المنيا في تمام الثانية عشر ظهرًا على رصيف رقم 9. اعتادت السيدة الستينية على القدوم مبكرًا قبل أي سفر، غير أن هذه المرة أتت مبكرًا عن المعتاد "عايشة لوحدي في البيت قولت آجي أقعد في الهوا لحد ما القطر ييجي" تقولها بلكنتها الصعيدية.
قرابة التاسعة ونصف صباحًا انقلب حال المحطة؛ ضّج المكان بصوت ارتطام قوي "مبقيتش عارفة جاي منين"، لم تستوعب نادية ما يحدث، انتفض جسدها الهزيل "منظر النار كان وحش أوي"، اتسعت هالة الهلع وجرفت السيدة الستينية معها " طلعت أجري أتكفيت على وشي، ناس حاولوا يقوموني بقيت أقولهم هموت".
تدافعت الأحداث كما أقدام الركاب المهرولين "المطافي جت والحكومة"، خمدت النيران ونُقل القتلى والمصابين، لم يتوقف رنين هاتف صغير تحمله نادية، يطالبها أهلها بالعودة إلى منزلها في منطقة شبرا والعزوف عن فكرة السفر، أتت الساعة الحادية عشر ونصف غير أنها تخبرهم بعدم رحيلها وانتظار القطار "بيقولولي في داهية التذكرة مش لازم تيجي، بس لو مسافرتش النهاردة هجيب منين 60 جنيه عشان أسافر؟" فلم يكن أمامها حلًا سوى الانتظار حتى يأتي قطارها.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان