"الدم واحد".. حكايات التبرع بالدم لمصابي "محطة مصر"
كتب - طارق سمير:
ما أن واتتهما البيانات الخاصة بالمستشفيات التي تستقبل المتبرعين بدمائهم لإنقاذ ضحايا حادث قطار محطة مصر، لم تترد "مروة" وصديقتها "فاطمة" في التوجه إلى قصر العيني، لنجدة أي من المصابين.
واصطدم صباح اليوم الأربعاء، جرارا برصيف رقم 6 بمحطة سكك حديد مصر بوسط القاهرة، ما أسفر الحادث عن وفاة 20 شخصًا وإصابة 43 آخرين، بحسب وزارة الصحة، فيما حدد المسؤولون 5 مستشفيات لينتقل إليها المواطنين للتبرع بالدم، من بينها القصر العيني.
كعادة كل صباح، قصدت الفتاة الثلاثينية محل عملها في القصر العيني بمكتب المحاماة، وبدأت في تصفح الـ"فيسبوك" بعدما فرغت من تجهيز أوراق القضية التي تتابع تحقيقتها، فوجدت منشور لأحد أصدقائها يحمل صور الحادث المنكوب في محطة مصر.
انقبض قلب المحامية من منظر الجثث المتفحمة بعد أن أحاطتها النيران في كل الأرجاء القريبة من الرصيف المحترق، علاوة على الفيديوهات المتداولة للحظة التهام الحريق للمترجلين في المحطة وركضهم في كل جانب حتى ينجيهم أي من المتواجدين.
ضغطت السيدة الثلاثينية، على مؤشر البحث بـالموقع الإلكتروني لتجد أقرب مستشفى لمكان وظيفتها، فوجدت مستشفى القصر العيني. ذهبت على الفور نحوها بعدما استأذنت لبضع دقائق حتى تتبرع وتعاود من جديدة.
"مكنش ينفع أفضل ساكته، كنت لازم اتحرك بأي مساعدة" تعبر بها "مروة" فور وصولها للمستشفى، وجدت صفين من المتبرعين لم تتخط أعمارهم الـ30 عاما "معظهم جروبات من شباب الجامعة، من ضمنهم طلاب طب القصر العيني". اصطفت "مروة" ضمن المنتظرين دورهم للتبرع بالدم، ووجوه الشباب يعتليها ذهول من هول الحادث -على حد تعبيرها- وألسنتهم تتبادل أحاديث عن ضرورة محاسبة من تورط في الواقعة.
لم تكن "مروة" بمفردها، فجاورها طالبة كلية التجارة "فاطمة" التي انفزعت من الحادث، وحاولت أن تساهم في مساعدة مصابي الحادث "أنا كنت في البيت ولما شوفت الخبر على الفيسبوك دمي اتحرق".
في غضون دقائق جهزت الفتاة العشرينية حالها، وهرولت من محل سكنها في منطقة فيصل نحو المسشتفى "مكنتش حابه أفضل قاعدة مكاني واتحسبن على اللي كان السبب في اللي بيحصل"، أخذت دورها في "طابور" التبرع، حتى انتهت من غرضها التي سارعت من أجله، وتوجهت لمنزلها من جديد.
ما تزال المستشفى تستقبل المتبرعين حتى تلك اللحظة، والأطباء والرواد والموظفين على قلب رجل واحد لمساندة المتضررين من الحادث الأليم.
فيديو قد يعجبك: