لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

حيلة المتزوجين.. محاولات الهروب من روتين التموين والأسعار

05:51 م الجمعة 01 مارس 2019

محاولات الهروب من روتين التموين والأسعار

كتب- محمد زكريا:

بعد شهرين من زواجه، توجه حسن السعيد إلى مكتب التموين، كانت نيته أن ينفصل بحصته التموينية عن أسرته، أن تكون له بطاقة تخص عائلته الجديدة، لكن اصطدامه بإجراءات طويلة ومعقدة، دفعه التخلي عن رغبته تلك.
بات الشاب شهريا، يعتمد على جزء مما تستلمه أسرته، والتي تحصل على دعم لـ6 أفراد، لم يتغير منه شيئًا، بعد مضي الحكومة قدما في تنقية كشوف غير المستحقين للدعم، وهو ما فضله السعيد، بعيدا عن بيروقراطية الأوراق الرسمية.

يعمل السعيد محاسبا لدى إحدى شركات القطاع الخاص، يحصل على راتب لا يتعد 4 آلاف جنيه شهريا، لذا يقول إنه لا غنى عن تلك الحصة القليلة من الخبز والسلع، والتي يستلمها أهله باسمه وبدلا عنه، بعد أن ارتفعت الأسعار في السنوات الأخيرة.
وتطبق الحكومة منذ سنوات، بموجب اتفاق مع صندوق النقد الدولي، برنامجا للإصلاح الاقتصادي، الهدف منه تخفيض عجز الموازنة العامة ودفع عجلة التنمية، ما وصفه بعض المراقبين بالقاسي، إذ ارتفع معدل التضخم بنسب غير مسبوقة، وقلت معه القدرة الشرائية لقطاع كبير من المواطنين.

أحمد حسام أيضا يتضرر من ارتفاع الأسعار، لكنه لا يعتمد أساسيا على حصة التموين، لذا عند زواجه، لم يسع في عمل بطاقة تخصه، فقط يكتفي بين الحين والآخر بالعودة إلى أسرته، والحصول على أعداد من أرغفة الخبز أو بضع من السلع التموينية.
لا ينوي حسام تعديل ذلك الخلل التمويني، يقبل تماما بأن تبقى حصته على بطاقة أسرته، أهله في أكثر الحاجة إلى الدعم الحكومي، فارتفاع الأسعار كان له وطأة أقل عليه وزوجته، بعكس والده ووالدته، الذين يعانون من ارتفاع الأسعار.
68.8 مليون مواطن، هم عدد المستفيدين من الدعم التمويني، وقال الدكتور علي المصيلحى، وزير التموين والتجارة الداخلية، إنه تم اكتشاف بعض الفئات التي تحصل على التموين غير فقيرة ولا تستحق الدعم.

لذا تم تحديد 5 مؤشرات لتحديد غير المستحقين للدعم، منها استهلاك الكهرباء، واستهلاك المحمول، وكذلك من له أبناء في المدارس الأجنبية، ويدفع أكثر من 30 ألف جنيه سنويا لتعليم أبنائه، وكذلك من له سيارة موديل فوق 2014، أو ممن يشغلون الوظائف العليا، وكذلك الحيازة الزراعية فوق 10 أفدنة.
مي عمر، واحدة ممن ينطبق عليهم شروط غير المستحقين للدعم، فابنتها طالبة بمدرسة ألمانية، تدفع لتعليمها ما يفوق الـ30 ألف جنيه، لكن الشابة منذ البداية لم تهتم بعمل بطاقة تموينية بعيدا عن أسرتها، فما تزال تحصل على نصيبها من بطاقة الأسرة، ورغم عدم احتياجها الشديد للدعم التمويني، إلا أنها ترفض التخلي عن تلك الحيلة، لا تعلم مي ما تخبئه الأيام القادمة، لذا لا تبخل في الحفاظ على أي مكتسب، حتى لو كان رغيف خبز مدعم.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان