لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

"أول مرة تركب طيارة".. قصة ضحية مصرية في حادث إثيوبيا

07:29 م الثلاثاء 12 مارس 2019

كتبت- شروق غنيم:

مرت إثنا عشر ساعة؛ تفقدت الأم خلالهما هاتفها بين الحين والآخر، تنتظر مكالمة لم تأتِ من ابنتها بعد. تنتظر أن يأتيها من نيروبي عاصمة كينيا صوت ابنتها يخبرها بالوصول بسلام. لم يبارح القلق نفس الأم لاسيما أن ابنتها تستقل الطائرة لأول مرة في حياتها، حاولت التحايل على الأمر فهاتفت رئيسها بالعمل تستفسر عن سبب التأخير، فجاءها الخبر، لن يرّن هاتفها مجددًا باسم الابنة، إذ انتقلت دعاء عاطف إلى بارئها ضمن 148 راكبًا آخرين في حادث تحطم الطائرة الأثيوبية.

الأحد الماضي أعلنت الخطوط الجوية الإثيوبية مصرع جميع ركاب طائرة من طراز بوينج 737 ماكس 8 في رحلتها المنطلقة من أديس أبابا صوب نيروبي، عاصمة كينيا، وكان على متن الطائرة 149 راكبًا، من بينهم 12 عربيًا وستة مصريين.

ووفقا لهيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي"، وقع الحادث في الساعة 08.44 بالتوقيت المحلي، بعد 6 دقائق من إقلاع الرحلة من العاصمة الإثيوبية، ولم يتضح بعد سبب الحادث.

قرابة الثامنة مساء، أي بعد قرابة 12 ساعة من وقوع الحادث، تحاول الأم في منزلها بالوادي الجديد استيعاب الأمر، ذهبت ابنتها في رحلة عمل لكنها لن تعود "محدش في البيت كله كان مصدق، إزاي وأنا مكلمها الصبح قبل ما تركب الطيارة" يحكي إبراهيم شقيق دعاء الأصغر لمصراوي "كلمنا ناس كتير لحد ما اتأكدنا الساعة 10 بليل من الخارجية".

اعتادت الأسرة على رحلات عمل ابنتهما صاحبة الـ26 ربيعًا، غير أنها لأول مرة تسافر خارج البلاد وتستقل طائرة، رشحها مديرها بمركز بحوث الصحراء إلى مهمة عمل في العاصمة الكينية، إذ عملت دعاء منذ عام 2013 كباحثة بالمركز، كما حصلت على درجة الماجستير قبل أربعة أشهر في تخصص إنتاج حيواني، كما يحكي شقيقها لمصراوي.

كان الوصال بين إبراهيم وشقيقته الأكبر قويًا، وفي لحظاتها الأخيرة قبيل إقلاع الطائرة كان حاضرًا حين حدثته على إحدى تطبيقات المراسلة "كان فرح ابن خالتي قبل سفرها بيوم وطلبت مني صورنا سوا يومها"، كعادة الأخ الأصغر "كنت بنكشها وأقولها مش هبعتلك حاجة وفضلت تلِح عليا وقالت لي ابعت قبل ما الطيارة تطلع والنت يفصل"، غير أنه استمر في مداعبتها "فقالت لي أنا سايبالك خمسين جنيه في البيت قبل ما أسافر، وبعتلها كام صورة وقفلنا كلام على كدة".

من التلفاز عرفت الأسرة كل تفاصيل الحادث "شغلناه بعد كلام مدير دعاء نشوف إيه حصل"، تجلس الأم أمامه مشدوهة من مشهد الطائرة المنكوبة "وكان عندها أمل متكونش طيارة دعاء"، يتذكر إبراهيم حين كانت والدته تشاهد أخبار سقوط شهداء "مكنتش تستحمل وممكن متنامش الليل وتفضل تبكي، تقول سلامته وسلامة أمه، رغم إنها متعرفوش غير أنها شافت صورته، فموقف إنها تشوف دعاء في نفس الموقف مكنش هيّن عليها".

لم تكل دعاء يومًا من البحث عن فرص لتطوير مهاراتها، سعت للحصول على الدكتوراة، بحثت عن منح بالخارج "ولقت منحة في الصين وهتقضي فيها 3 سنين، كانت متحمسة لها وقالت لي إنها بتفكر بعد ما ترجع من السفر تفكر كويس في الخطوة دي" يتذكر إبراهيم خطط شقيقته "كان كل همها العلم، كان نفسها تفضل ناجحة وترفع راس أبوها وأمها".

لا يتوانى إبراهيم في البحث عن الأخبار المتعلقة بالحادث، يحاول التوصل لتفسير لما حدث "عاوز أعرف التحقيقات حصل فيها إيه، مش عاوز حق أختي يروح هدر"، فيما تنتظر الأسرة معرفة مصير ابنتهما "إمبارح كلمنا السفير المصري في إثيوبيا وقالنا الإجراءات ممكن تاخد أسبوع أو أسبوعين"، أغلق إبراهيم المكالمة وبداخله أمنية واحدة "في حتة مني عاوز أشوفها حتى لو مشيت خلاص".

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان