لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

في الذكرى الـ30.. كيف غير الإنترنت حياتنا؟

12:39 م الأربعاء 13 مارس 2019

جوجل

كتب- محمد زكريا:

على صفحة بـ"فيسبوك"، تضم آلاف المبرمجين المصريين، طرح أحدهم السؤال: "ماذا لو لم توجد الشبكة العنكبوتية العالمية"، مئات الردود كُتبت، لكن اتفقت في أغلبها، على أن أحدا لا يتخيل حياته دون الإنترنت، خاصة أن عمل المجتمعين على الصفحة مربوطا كليا بتلك الشبكة، التي تصل العالم كله بعضه بعض في فضاء إلكتروني، كأنه قرية صغيرة.

الشبكة العنكبوتية العالمية، يعود اختراعها إلى العالم الإنجليزي، تيم بيرنرز لي، في عام 1989، أي قبل 30 عاما بالتمام. وهي نظام يعمل على ترابط المستندات ببعضها البعض، أو هو مجموعة من النصوص الفائقة التي تعمل فوق الإنترنت. ويستطيع المستخدم، تصفح هذه المستندات باستخدام متصفّح ويب، كما يستطيع التنقل بين هذه الصفحات عبر وصلات النص الفائق. وتحوي هذه المستندات نصوص وصور ووسائط متعددة.

كغيره من المبرمجين، لا يتصور أحمد حسنين، شكلًا لحياته خارج الإنترنت، يقفز إلى عقله، أن دونه، ربما كان عاطلا، أو ذو عقل يملأه الصدأ، وكأن رأسه من حديد، بات الشاب يرى العالم من وراء شاشة الحاسب الآلي، يتعلم من الإنترنت كل ما هو جديد، ينقل من معارفه إلى عمله، الذي يقوم في الأساس عليه، ومن صفحاته يضطلع على ما يدور بالعالم.

في العام 2010، دخل الشاب كلية الحقوق، لكن لم يكن يهوى دراسة القانون، كذا لم يرضى بالعمل محاميا، لذا حول دفته منذ البداية، إلى داخل الشبكة العنكبوتية، تدرب على البرمجيات في إحدى الشركات الخاصة، وقبل أن يمر عامين، أصبح "مبرمج ومصمم مواقع"، بات عمله الذي يتكسب منه رزقه، وكل حياته الآن.

حسن الشافعي أيضا، لا يكتمل يومه دون الإنترنت، بالأحرى دون الرجوع إلى ما أفرغته الشبكة العنكبوتية من تكنولوجيا للاتصال. يعمل صاحب الـ29 عاما، سائقا على عربة ملاكي، لصالح شركة أوبر، وهي إحدى الشركات التي تعتمد في عملها على برنامج اتصال إلكتروني، لذا يمتن لذلك الاختراع الذي مر على وجوده 30 عاما، فمن دونه لربما عانى في معيشته.

في العام 1990، كتب تيم، أول متصفح ويب، أثناء عمله في واحد من أكبر مختبرات الفيزياء في العالم، بالقرب من جنيف في سويسرا. وفي يناير من العام 1991، صدر الويب خارج مختبر الفيزياء، وخصص للمؤسسات البحثية، حتى أصبح متاحا للجمهور العادي، في أغسطس من نفس العام، ليكون أحد أهم أسس تطوير عصر المعلومات.

يعمل الشافعي محاسبا، لدى إحدى الشركات الخاصة، ويتقاضى 4000 جنيه شهريا، تزوج الشاب قبل عام، وزادت مصروفاته، لذا لجأ إلى العمل سائقا، لتلبية حاجته المتزايدة، وبخاصة مع الارتفاع المستمر في أسعار كل ما يتحصل عليه من سلع وخدمات، لم يجد أفضل من العمل على التطبيق الإلكتروني.

أمام لاب توب، كان مؤمن حسين، يتصفح عددا من المواقع الإلكترونية، عندما وقعت عيناه على ذلك الاحتفال، الذي أعدته شركة جوجل، بمناسبة مرور 30 عاما على "ويب"، إذ غيّر موقع البحث الشهير شعاره الرسمي إلى هيئة شاشة كمبيوتر تدور بداخلها الكرة الأرضية.

ماذا لو أن سنواتك لا يتخللها الإنترنت؟ عندما لاح السؤال ببال حسين، حضرت الثورة التي انطلقت في مصر بالعام 2011، وكان للتواصل الفضل الأكبر في نجاحها، أيضا تلك الخطبة التي عقدها على فتاة، تعرف عليها عن طريق وسائل التواصل الاجتماعي، قبل أن يضحك على أيامه التي أضاعها على صفحات الويب، وعطَّلته عن دروسه في الثانوية العامة، ربما لاقى بغير الشبكة العنكبوتية مصيرا آخر.

في خطاب، نشره تيم، على الموقع الرسمي لشركة "web foundation"، بمناسبة تلك الذكرى الـ30، اعترف العالم الإنجليزي بأن "شبكة الإنترنت تواجه الآن الكثير من المشاكل"، فإلى جانب انتقاده لأنشطة الهجوم الإلكتروني مثل القرصنة والمضايقات، تحدث عن تلك النظم التي تعتمد على جذب المستخدمين للدخول على صفحاتها.

لذا لا ينسى حسين الحديث عن أزمات أخرى يسببها الإنترنت أبرزها الاستقطابات والمشاحنات والتلاسن، وهو ما يعلق بذهن مصطفى علاء، عندما تأتي سيرة صفحات ومواقع التواصل الاجتماعي، لكنه يعيب على تلك الثقافة المجتمعية التي دفعت الاستقطاب إلى المقدمة، ولا يحمل الشبكة العنكبوتية المسؤولية كاملة.

علاء، يقضي أغلب وقته في تصفح الإنترنت، بحكم عمله بالصحافة، يقول إن التفاعل مع الويب جزء من ضروريات المهنة، وإلى جانب عدم ارتباطه بالتلفزيون أو الراديو، يجد الشاب على الشبكة العنكبوتية براحا أكبر، لذا لا يتخيل حياته دونها.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان