"على عيني غيابك".. رقصة أخيرة مع فرقة التنورة (صور)
-
عرض 16 صورة
-
عرض 16 صورة
-
عرض 16 صورة
-
عرض 16 صورة
-
عرض 16 صورة
-
عرض 16 صورة
-
عرض 16 صورة
-
عرض 16 صورة
-
عرض 16 صورة
-
عرض 16 صورة
-
عرض 16 صورة
-
عرض 16 صورة
-
عرض 16 صورة
-
عرض 16 صورة
-
عرض 16 صورة
-
عرض 16 صورة
كتابة وتصوير- شروق غنيم:
مشهد مهيب؛ على المسرح صعد عادل يوسف مؤسس فريق التنورة، يحلق على الخشبة في رقصته الأخيرة مع الفرقة، عيون الحاضرين تودعه، يقبض أعضاء "التنورة" على دموعهم لكنها تأبى رحيل الرجل الستيني فتنفلت، امتلأت القاعة عن آخرها، لم يتوانَ البعض في الجلوس على الأرض فقط لأجل صاحب الصاجات، بينما في الخارج يقف جمع لم يستطع الدخول لاكتمال عدد الحفل. لمدة ساعتين ونصف أدى عادل رقصة العمر، ينكسر صمت الحضور حين يأتي دوره في العرض "أيوة يا عم دولا يا أسطورة.. هتوحشنا يا فنان"، علاقة وثيقة ربطت عم عادل بجمهوره، لن تُحل حتى بتقاعده.
بالأمس الأربعاء، كان آخر عرض لعادل يوسف، مؤسس فرقة التنورة عام 1978، إذ بلغ الستين عامًا وحان وقت التقاعد وفقًا لقانون وزارة الثقافة. يومًا كهذا لم تكن لتفوته ياسمين فهمي صاحبة الـ36 عامًا. قضت قرابة نصف عمرها وهي تحضر عروض التنورة "ويوم ما عّم عادل يمشي لازم أجيله، أقل تكريم نقدر نقدمه للشخص اللي متعنا طول الفترة دي".
لكن بالأمس لمست السيدة الثلاثينية شيئًا مختلفًا في أداء عادل نفسه، في حركاته وتفاعل الجمهور نفسه معه، حتى في الأعداد التي ظلت واقفة بالخارج علّها تجد مدخلًا لوداع الرجل "النهاردة أدائه كان غريب، عملنا رقصة العمر، بيقدر ياخد روحك وعقلك في حتة تانية".
"كاريزما" الرجل الستيني تطغى على المسرح، يتوحّد مع العرض؛ يتمايل بجسده، يطبق الصاجات فترّن ببهجة، بينما شعره المنسدل يتناثر مع أداؤه. تصفيق حاد يعّم أرجاء المكان، استعد الجمهور أيضًا لهذا الحدث كما صاحبه، أحضر له محبوه الهدايا، حين أطّل عليهم في أول أداء هموا بتسليمها له، مصور طبع صورة التقطها له، أخرى أطّرت صورته ببرواز خشبي، تلمع أعين عم عادل، يكف دموعه ثم يُكمل دورانه على المسرح.
من الثالثة عصرًا وبدأ الحضور يأتون فرداى، يمرون على وكالة الغوري أولًا، المكان المعتاد لإقامة عروض التنورة، لكن أفراد الأمن يحيلونهم إلى قبة الغوري لأن الأول به إصلاحات، يسألون عن موعد العرض، متى حجز التذاكر، والسؤال الأساسي "هو عم عادل هيمشي فعلًا؟".
فيأتيهم الرد بوهن من كريم الشافعي، عضو فرقة التنورة "آه النهاردة آخر يوم له معانا". لم يرد صاحب الأربعين عامًا أن يقدم عرضًا اليوم لكنه أتى رغم كل شئ "مكنتش حابب أشوف اللحظة دي، حاسس إن ضهري اتكسر، كإن حاجة بتتشد من قلبي اسمها عادل يوسف".
قبل عشرين عامًا أتى الشافعي صغيرًا إلى فرقة التنورة، تلقفه عم عادل، سقاه الفن، علمه كيف يهيم حُبًا في الله من خلال رقصاته "وإن من كان لله اتصل ومن كان لغير الله انقطع وانفصل، وهو الشخص اللي خلى ليا شخصية في العرض، كان دايمًا يقولي لازم يبقى ليك كيان على المسرح.. ده أبويا الروحي".
كان لعم عادل أثر جليّ على الفرقة التي اتسعت لتضم 60 فردًا حاليًا، قبيل العرض يحّل المرح أينما وُجِد، بينما يستخدم الحزم أيضًا حين يلزم "هو فنان تلقائي وجميل عشان كدة اللي بيطلع م القلب بيوصل للقلب".
لم يرد أعضاء الفرقة أن يمر اليوم بشكل اعتيادي، لذا قرر المنشد سعيد الموجي الذي انضم إلى الفرقة قبل 15 عامًا أن يزيد من إنشاده. "على عيني غيابك.. على عيني"، يؤديها الرجل بتلقائية بينما يحكي لمصراوي أنه يعرف عادل يوسف منذ 30 عامًا قبل أن يصبح زميله في الفرقة "الكلام فيه ميوفيش، قلبه أبيض من بفتة البيضا"، فيما قرر أن يضم أناشيد إضافية للعرض من أجل "ليلة عم عادل"، فكانت "بشاير بشاير من عند الحبيب.. يا بلبل يا طاير سلم على الحبيب".
كأنما القدر يُهديه محبته، زامنت ليلة عادل يوسف الأخيرة مع فرقة التنورة عيد ميلاده الستين "هو عريس الليلة" يقول الشافعي، فأعّدت الفرقة كعكة الاحتفال بعيد الميلاد. غمرت المحبة نفس عم عادل، في منتصف أداء العرض حدث جمهوره، وجه لهم التحية "شكرًا يا حبايب على التكريم ده".
خلال العرض سلّم عم عادل مهمة الرقص بالصاجات لخليفته فؤاد العمدة، أدى معه رقصة ثنائية، على الجانب الأيسر من المسرح تجلس أحلام عبد المنعم، والدة العمدة، تتذكر كيف جاءت بابنها وهو لايزال عشرين عامًا للتدرب بفرقة التنورة "لكن أداء عادل جنني، بقيت باجي كل أسبوع عشان أتفرج عليه هو، مش بس عشان أبقى مع ابني في التدريب".
تختلط مشاعر أحلام، صاحبة الـ64 عامًا "زعلانة إن عادل هيمشي، حتى لو ابني اللي هيمسك مكانه". لم يبرح أثر أداء عادل نفس السيدة بعد "أنا بدخل جوة بنسى كل الهموم وأبقى في عالم تاني"، تذكر النصائح التي لقنها لابنها "كان دايمًا يقوله اشتغل بإحساسك، وعيش الحالة عشان الجمهور يعيشها وياك".
في التاسعة والنصف انتهى العرض، صعد عادل إلى المسرح يشكر جمهوره، بينما نادى على باقي أفراد عائلته شقيقه وأحفاده وأعضاء الفرقة ومنهم والدة فؤاد، يحكي للجمع أن هؤلاء أسرته الحقيقة، وأن عليهم حضور عروض التنورة لمقبلة "متسيبوش عيلتي لوحدها"، تسمع أحلام ذلك بينما تدرك أن "مفيش فنان بيطلع معاش، الفنان بيفضل يعطي لحد ما يموت"، فيما يرثي الشافعي غياب الرجل الستيني عن الفرقة "محدش يقدر يعمل عادل يوسف تاني"، بينما لعم عادل نفسه رأي آخر يختم به الحفل "أنا مش هبطّل، هعمل فرقة تانية وأرجع لكم".
فيديو قد يعجبك: