إعلان

"شكره خطيب الجمعة".. قصة بريطاني تضامن مع ضحايا حادث نيوزيلندا

12:00 م الأحد 17 مارس 2019

أندرو جرايستون

كتبت-دعاء الفولي:

حين استيقظ أندرو جرايستون صباح الجمعة الماضية، لم يصدق ما حدث. كانت مشاهد الأخبار زاخرة بضحايا مسجدي مدينة كرايست تشيرش في نيوزيلندا، بعد اقتحامهما من قبل إرهابي ومقتل أكثر من 50 شخصا. وقتها لم يجد جرايستون، الذي يعيش بإنجلترا سوى طريقة واحدة للاعتراض عما حدث؛ حمل لافتة صغيرة، كتب فوقها "أنت صديقي.. سأحميك بينما تصلي"، ووقف بجانب مسجد كبير يقبع على مقربة من منزله، ليراه المصلون عقب انتهائهم من فريضة الجمعة.

دائما ما حظي جرايستون بأصدقاء مسلمين "لذلك كان المصاب شديدا علي"، يقول صاحب الـ57 عاما لمصراوي.

يعيش جرايستون بمدينة مانشستر البريطانية "أول ما فكرت فيه عقب الحادث أن الأمر لو كان قريبًا من منطقتي لكان جيراني المسلمون غاضبين.. لذلك حاولت التخفيف عنهم بشكل بسيط". مسجد المدينة هو الأقرب لسكن جرايستون "ويصلي فيه وقت الجمعة أكثر من 1000 شخص، لأنه الأكبر بالمنطقة"، كتب البريطاني ما توارد لذهنه، وذهب لينتظر وصول المصلين قبل الشعائر.

الخوف لم يكن واردا في قاموس جرايستون الذي يعمل كاتبا حرا "اعتقدت أن الناس ستتفهم ما أحاول فعله، ولن يقابلوني بالغضب أو التعليقات السيئة"، وهو ما حدث؛ قوبلت مبادرة جرايستون بالترحاب والسلام من قبل المصلين "أتى بعضهم ليصافحني، آخر يلتقط معي صور، ثالث يُخبرني أن ما أفعله جميل"، غير أن أفضل ما حدث كان عندما شكره إمام المسجد خلال خطبة الجمعة "كان ذلك عظيما، شعرت وقتها أن رسالتي وصلت".

0

عقب الصلاة، توجه جرايستون لمنزله، ظن أن الحكاية انتهت عند ذلك الحد، لكن أحدهم التقط صورة له "واعتقدت إنه لن ينشرها لكنه فعل"، انتشرت الصورة بشكل هستيري، وصلت للكاتب الخمسيني عشرات الآلاف من الرسائل "من باكستان.. تركيا.. استراليا ونيجيريا وغيرها"، كلمات امتلأت بالتشجيع والثناء "شعرت أن الناس تتفق معي.. أن نشر الصداقة أهم من نشر الخوف"، غير أن ذلك لم ينفِ وجود التعليقات السلبية أو العنصرية على صورته "أحدهم قال لي أنت تضيع وقتك وآخرون سخروا.. لكن تلك التعليقات كانت محدودة جدا".

تلك المرة ليست الأولى التي يذهب فيها جرايستون لمسجد المدينة، إذ ينظم أصحابه كل عام احتفالية مفتوحة لسكان المنطقة "وقد حضرتها من قبل"، فيما يتردد الكاتب على كنيسة قريبة من موقع المسجد "وهي تقيم احتفاليات مفتوحة أيضا، لذا فالناس يعرفون بعضهم البعض".

في ظل الحوادث الإرهابية، يعتقد جرايستون أن أفضل ما يمكن تقديمه للضحايا "هو أن نصنع المزيد من الأصدقاء.. الصداقة تواجه الكراهية وتبتلعها"، يعرف الكاتب البريطاني أن الأمر ليس يسيرا "لأن تلك المحاولات لن يتم مقابلتها بالود دائما.. ولكن يجب أن نحاول طالما نعيش جميعا في عالم واحد".

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان