لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

60 دقيقة من البكاء.. حين دخلت أمريكية المسجد لأول مرة بعد حادث نيوزيلندا

06:40 م الجمعة 22 مارس 2019

كتبت-دعاء الفولي:

الجمعة الماضية، كانت نيكول كانيلا، تجلس داخل سيارتها بجانب المركز الإسلامي بمدينة نيو إنجلاند الأمريكية، تتضرع إلى الرب أن يُلهمها الصواب، يداها ترتعشان وعقلها مُشتت، استجمعت قواها، وحملت لافتة صغيرة أحضرتها من المنزل، أخبرت ضابط الشرطة الواقف على الباب أنها تُريد التضامن مع المسلمين بعد حادث نيوزيلندا، دخلت السيدة الأربعينية المسجد، مكثت أكثر من ساعة، ثم رحلت وقد أدت مهمتها بإحكام.

50 قتيلا راحوا ضحية اعتداء إرهابي وقع بمدينة كرايست تشيرتش بنيوزيلندا، بعدما اقتحم مُسلح متطرف مسجدين بعد شعائر صلاة الجمعة الماضية. حين سمعت نيكول بما حدث "اُصبت بالذعر.. صحيح أنه ليس لدي أصدقاء مسلمين وأنني أعيش بالولايات المتحدة لكن تخيلت الأمر بشكل معكوس". تعيش نيكول بولاية بوسطن، لم تكن تعرف كيف يمكنها المساعدة، حتى اهتدت للطريق.

ص1

عبر موقع إنستجرام، كتب أحد القساوسة "هذا وقت مساعدة أخواتنا المسلمين.. اذهبوا إليهم أو أرسلوا البطاقات أو اتصلوا بمن تعرفونه"، كأنما يقرأ القس ما يدور في ذهنها "قرأت المنشور ولم أكن أعرف أين يقع أقرب مسجد لي.. بحثت عبر جوجل ووجدته على بُعد 20 ميلا"، تحكي السيدة لمصراوي.

كان ذلك قبل شعائر الجمعة بوقت بسيط، وصلت نيكول المسجد لتجده مزدحما ومحاطا بكثير من رجال الشرطة، انتظرت دورها واستأذنت للدخول. كانت الروايات السيئة تدور في ذهنها "خفت أن يُحدق فيّ أحدهم، أو يسبب دخولي المسجد في تلك الظروف أي إزعاج، خاصة أنني لا أرتدي غطاء رأس"، بخطوات بطيئة دخلت نيكول التي تعمل ككاتبة للأطفال المسجد، تحمل في يدها لافتة صغيرة كُتب فوقها "الصلاة مختلفة.. والحزن واحد".

داخل المسجد، استقبل أحد المصلين نيكول "كنت متوترة للغاية.. قلت له أنني جئت لأعزيكم لما حدث وسأرحل فورا"، لكنه قال إنها تستطيع المكوث إن أرادت، وعليها فقط الذهاب إلى جهة النساء وأخذ اللافتة معها "ما أن دخلت المكان حتى أجهشت بالبكاء.. لم أستطع تمالك نفسي"، وجدت الإمام يقف لجانب قس وحاخام وضابط شرطة "تواجدوا جميعا لطمأنة المصلين وشدد رجل الشرطة على أنهم يحمون المسلمين دائما".

ص2

في تلك اللحظات، شعرت نيكول بالاغتراب، كادت أن تترك اللافتة وتنسحب، لولا أن سيدة عجوز جاءتها لتُربت على كتفها وتعطيها مياه "اسمها ليلى جاد الله، سألتني هل أنا مسلمة؟ فأخبرتها أنني مسيحية فقالت سريعا كُلنا واحد". خلال دقائق، زال الارتباك عن نيكول "احتضنتني وقدمت لي الحلوى، التقطنا صورة سويا وتبادلنا أرقام الهاتف، بات لي صديقة مسلمة الآن". عقب ساعة من الاستماع خرجت نيكول من المسجد، يملؤها الامتنان لما حدث ولمن استقبلوها ولنفسها لأنها خاضت التجربة دون خوف.

لم يكن ممكنا أن تمر تجربة نيكول في صمت، بعد عودتها للمنزل كتبت السيدة الأربعينية ما حدث معها، ونشرت شهادتها عبر صفحة love what matters بموقع فيسبوك "تم نشرها مئات المرات.. تلقيت آلاف التعليقات والرسائل من كل العالم"، جاءت جميع ردود الفعل جيدة ومُرحبة بما عملت نيكول "أذكر رسالة أحدهم من تنزانيا، أخبرني أنه مسلم لكنه يفعل مثلما أفعل مع جيرانه المسيحيين، يذهب لهم ويتعرف عليهم"، لم تتلق نيكول سوى تعليقين سيئين "حاولا فرض رأيهما بتعصب".

تعيش نيكول في الولايات المتحدة منذ سنوات، وُلدت لأسرة أيرلندية إيطالية جاءت لأمريكا "لذا أعرف كيف يكون إحساس الشخص المغترب أو اللاجئ الباحث عن الأمان، سواء في وطن جديد أو دار عبادة"، بعد انتهاء تجربة المسجد، باتت نيكول أقل غضبا مما حدث، أدركت أن التواصل هو الحل دائما "سنظل نخاف من بعضنا ونقتل بعضنا طالما نحن بعيدين.. أعتقد إذا اقتربنا لنتعرف ستختلف الأمور".

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان