"ده سر بيننا".. كيف تفاعل الحضور مع ندوة عن الاعتداء الجنسي على الأطفال؟
كتبت-رنا الجميعي:
في طريقها لندوة أول أمس الخميس، كان يدور بعقل أمنية ابراهيم، أن تلك المحاضرة هي جزء من مرحلة التعافي التي تخوضها، لسنوات تُحاول السيدة الثلاثينية الشفاء مما تعرضت له من اعتداء جنسي، حينما كانت طفلة، وما إن رأت الندوة التابعة لمهرجان "مدفيست" حتى وجدت ضالتها "بقالي سنين بحاول أصالح نفسي" تقول أمنية.
"ده سر بيننا".. كان ذلك اسم الندوة التي أقيمت بمقر مؤسسة التحرير لاونج في وسط البلد، الخميس الماضي، عن الاعتداء الجنسي على الأطفال، وتعتبر الفعالية الخامسة لمدفست، وهو العام الثالث للمهرجان المهتم بالطب في الأفلام.
في بداية الندوة صعدت سارة عزيز، صاحبة مؤسسة "سيف كيدز"، التي تعمل في مجال حماية الطفل من الإيذاء الجنسي منذ عام 2012، لتواجه الحضور برواية حكاية عن طفل يقص عليها ما يحدث معه من اعتداء جنسي، فتقول على لسانه "بس هو مش وحش يا سارة دي لعبة بيلعبها معايا"، مُشيرة إلى عدم استيعاب الطفل لما يحدث معه.
على مدار الندوة كانت سارة تحكي ما تلقّته من حكايات وتجارب لأطفال تم الاعتداء عليها، وعبر فيلمين قصيرين أيضًا عُرضوا خلال الندوة، شرحت سارة عدة نقاط؛ منها الصدمة النفسية التي يتعرض لها الطفل كنتيجة الاعتداء الجنسي، وثقافة المجتمع المحيطة التي تُنكر حدوث ذلك من الاساس.
كان التفاعل بالندوة كبيرًا، وتعددت الأسئلة التي وجهها الحضور، ومن بينهم أمنية، التي تأثرت بما قالته سارة عن مرحلة المواجهة والغفران، حيث تذكر أمنية لمصراوي "كان بيتقالي من عيلتي لما عرفوا سامحي أو روحي واجهي"، غير أن الأمر لم يكن بتلك السهولة للسيدة "كنت بشوف المواجهة مش مفيدة بعد مرور سنين طويلة".
جاء الردّ من سارة أن الغفران لا يعني التسامح، بل المقصود به هو التجاوز حتى لا يؤثر على حاضرها ومستقبلها.
عبر الندوة تحدّثت سارة عن احصائيات عالمية عن الاعتداء الجنسي على الأطفال، منها أن 70% من المعتدين جنسيًا هم من الدوائر المحيطة "ممكن يكونوا رجال دين أو مدرسين أو مدربين أو من الأسرة نفسها زي الأب والعم"، لتُحوّل النقاش بعد ذلك ناحية أن الحل والأمل في دور العائلة "العيلة مش اسم لكن بدور كل فرد فيها، وأول دور ليهم إنهم يفهموا ويحموا أطفالهم".
اختلف الحضور بنسبة كبيرة، بين مسئولين سواء في مؤسسات حكومية أو مجتمع مدني، وآخرون قادمون من المحافظات، وهو ما تأثر به دكتور مينا النجار كثيرًا، منظم ورئيس الملتقى بالقاهرة، "الفكرة إن ده أثرى الندوة بأفكار وثقافات مختلفة، وهو ده اللي أحنا محتاجينه في مدفست".
لاقى النجار صعوبة في تحديد أفلام تعرض الإشكالية الخاصة بالندوة، "مفيش محتوى عربي كبير عن الاعتداء الجنسي على الأطفال"، وقد عُرض بالندوة فيلم أسباني وآخر اماراتي، ورغم الإزعاج الذي شعرت به أمنية في بداية الندوة مع عرض الفيلمين "لأنها كانت مرهقة نفسيًا جدًا"، لكنها شعرت بالتخفيف بعد ذلك مع حديث سارة عن كيفية التعامل مع الاعتداء الجنسي، وتُشير أمنية إلى أنها كانت مهتمة أيضًا بالاستفادة ليس على مستوى شخصي فقط "كمان عشان أقدر أساعد غيري".
في نهاية الندوة كانت سارة سعيدة بكمّ ردود الافعال والتعليقات التي تلّقتها، منذ عشر سنوات حين بدأت العمل في ذلك المجال "محدش كان عايز يسمع"، تقول لمصراوي، الآن تغيّر الأمر "دلوقت الوعي بيزيد والناس بتحاول تفهم وتستوعب أكتر ازاي تحمي عيالها".
فيديو قد يعجبك: