لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

"قد الكف".. فادي فرانسيس يخوض تحدي الـ"100 شخصية" من الصلصال (صور)

11:02 ص الأحد 14 أبريل 2019

كتبت-إشراق أحمد:

تصوير-محمد حسام الدين:

عشرة أشهر ولا يترك فادي فرانسيس الصلصال الحراري، لساعات يقلب العجينة الملونة بين يديه حتى يُخرج تمثالاً جديدًا لشخصية يضمها إلى مجموعته، يواصل العمل عسى أن يبلغ ما يتمنى "لو كملت 100 شخصية مصرية وعالمية هعمل معرض".

صورة1

حتى نهاية يونيو 2018، كان الرسم جزءًا أصيلاً من يوم فرانسيس، قبل أن يضم إليه النحت؛ بالتزامن مع بطولة كأس العالم أحضر شقيق الشاب العشريني "عجينة سيراميك" لإتمام عمل هندسي يصنعه. أمسك فرانسيس العجينة بدافع الفضول، وإذا به يشكل عشوائيا تمثالاً ذي ملامح. كانت المرة الأولى التي يجرب فيها النحت، ترك الأمر في نفسه سعادة بقدر ما يفعله الرسم، فعلم أن بإمكانه خوض تجربة فنية جديدة.

صورة2

عرفت خطى فرانسيس طريقها إلى الرسم منذ سن الرابعة، واعتاد الذهاب إلى كلية الفنون الجميلة في الأقصر وهو بالمرحلة الابتدائية؛ إذ كان والداه يصحباه إليها، فالأسرة الفنية بداية من الأب عالم المصريات الهاوي للتصوير الفوتوغرافي، والأم الفنانة التشكيلة ونهاية بشقيقه المهندس الذي يحترف العزف الموسيقى؛ أدخل فرانسيس مبكرًا إلى دائرة الفن، قبل أن يلتحق بالدراسة الأكاديمية، كما ساهم في تشكيل وعيه وأمنيته "نفسي الناس تتفاعل أكتر مع الفن وتعرف تتذوقه".

صورة3

من الرسم التقليدي إلى الرسم بالضوء، ثم النحت، فضلاً عن عمله بالصحافة وتحريره لصفحة خاصة عن الفن التشكيلي، يطرق فرانسيس أبواب كل وسيلة يمكنه بها المساهمة في التذوق الفني، ومن بعد نحت تماثيل بسيطة بالطين الأسواني لشخصيات مثل بوجي وطمطم، خاض الشاب العشريني التحدي مع تقديم نماذج مؤثرة، يحاكيها بالصلصال الحراري، وبدأها بالأديب المصري وصاحب نوبل "نجيب محفوظ".

صورة4

يستخدم فرانسيس أسلوب يسميه "نحت الكاريكاتير"، وهو إخراج الشخصية ليس ببعدها الواقعي "بتكون الرأس كبيرة بالنسبة للحجم"، لكن ذلك لا يمنعه من الحرص على إضفاء طابع خاص لكل تمثال؛ فكانت ملامح نجيب المميزة والعصا وإمساك يده لكتاب ما يخص أديب نوبل.

صورة5

13 سنتيمتر كان حجم تمثال نجيب محفوظ، مثل كل أعماله من الصلصال الحراري البالغ أطوالها 18 سنتميتر كما يقول. استغرق في إعداده 6 ساعات من العمل المتواصل، ليس لتنفيذ نسخة مطابقة للشخص إنما لوضع روح يلمسها من يرى.

الصورة6

لا يحتاج فرانسيس لصورة يضعها أمامه لتنفيذ أحد تماثيله، يطلع عليها مرة وأخرى ثم يهم بالعمل. "الصورة ثنائية الأبعاد ممكن تساعدني في البروفايل". يؤمن صاحب التماثيل أن ثمة فارقًا بين الحرفي والفنان "الأول بيطلع الحاجة بالظبط زي ما هي لكن ممكن تكون مطفية إنما الفنان يقدر يجمع بين الاتنين. أهم حاجة يعبر بصدق عن اللي جواه"، فلا تُخرج يدا فرانسيس تمثالاً إلا بعد أن يتفاعل مع شخصيته.

الصورة7

التفاصيل هي الكلمة الأولى فيما يصنع فرانسيس؛ لا يبالي بما يستغرقه من وقت، يقول فرانسيس "بفضل أعمل الشنب والشعر من الصلصال وده صعب وبياخد وقت ممكن الشعر لوحده ياخد ساعة كاملة".

وفي الملامح لا يغفل التجاعيد، والعين هي أقرب للواقع، حتى أنه يستخدم الرموش الطبيعية المتوفرة في صالونات التجميل والأسنان ينحتها واحدة تلو الأخرى. يبدو العمل سهلا لكن مع صغر حجم التمثال يزداد صعوبة "ممكن أمسك عدسة مكبرة عشان أشوف التفاصيل"، فيما يعتمد في الأساس على الإبرة وخلة الأسنان للنحت.

الصورة8

منذ بدأ فرانسيس تجربة النحت وحتى الشهر الجاري أتم 45 شخصية مصرية وعالمية. نماذج مختلفة يراها أثرت في البشرية في مجالات مختلفة من علماء وقادة سياسيين وموسيقيين ورسامين.

يحرص الفنان الشاب على نشر ما يعمل على صفحته في فيسبوك، يشارك متابعيه مسار رحلته في تنفيذ شخصياته، يُذكرهم أن الصورة خادعة والحجم الحقيقي للتماثيل "قد الكف"، فيما تبلغ سعادته المدى حين يُبدى أحدهم إعجابه من العمل وإن لم يتعرف على الشخصية، مثلما حدث حينما نشر صورة تمثال "جوزيبي فيردي" مؤلف موسيقى أوبرا عايدة، ويفسر ذلك بقوله "بحس الناس تفاعلت مع الحاجة فنياً لأن في ناس بتعلق إعجابها بالعمل على أنه شبه الحقيقة ولا لأ وإن كان ده مهم لكن الروح بالنسبة لي الأهم".

صورة9

وكحال كل تجربة -لاسيما إن كانت جديدة بالنسبة له؛ قطع فرانسيس خطوات عدة حتى الوصول إلى هدفه. محاولات كثيرة لإتقان التسخين اللازم بعد تشكيل الصلصال "لو درجة الحرارة زادت التمثال بيتكسر زي البسكوت". فسدت نماذج في بداية الطريق حتى اكتسب خبرة إنتاج شكل يرتضيه، ولم ينقطع عن تطوير أدواته ومهاراته. يذكر قراءته في علم التشريح ونحت العين عند المصري القديم ومشاركته في دورات تدريب فنية.

صورة10

مع إتمام تمثال الملكة البريطانية إليزابيث أكمل فرانسيس عدد 45 شخصية، فيما يسعى لاستكمال التحدي نحو تنفيذ مائة تمثالاً وإقامة معرض خاص، يؤمن أن اكتمال حالة تفاعل الجمهور مع الفن برؤيتها مباشرة وليس فقط عبر الصور، من أجل ذلك يواصل العمل داخل مرسمه في منزله، يُقسم يومه بين الصحافة والرسم التقليدي والنحت، يعتبره جزءًا من مشروعه الفني، يتمنى تحقيقه في أقرب وقت، لكنه لا يريد أن يكون التوقيت قيد، فأكثر ما يهتم به هو خروج شخصياته في أبهى حُلة تصل روحها لنفوس من يراها.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان