في حديقة الأورمان.. عبد الله يُقدم المشروبات لأطفال التوحد مقابل السعادة

كتبت-رنا الجميعي:

تصوير- جلال المسري:

داخل حديقة الأورمان وقف أحمد عبد الله يصنع المشروبات الساخنة على مهل، جاء على عجلته الشهيرة التي صارت مشروعه الخاص تحت اسم "قهوة العجلة"، مُصطحبًا معه أدواته لصناعة المشروبات للأطفال من مرضى التوحد مجانًا.

منذ عام بدأ عبد الله مشروعه، ترك الطريق الطبيعي لأي شاب كارهًا الروتين، وحفر دربه بيديه، حيث يقف عبد الله في ميدان التحرير معه العجلة التي يضع عليه الأدوات لصنع القهوة لأي شخص.

بصوت دافئ يقول عبد الله إنها لم تكن المرة الأولى له برفقة مرضى التوحد "كان فيه ندوة قبل كدا وروحت قابلتهم"، كان ذلك التعامل الأول لعبد الله للأطفال من مرضى التوحد، كأنه اكتشف عالمًا لم يكن موجودًا من قبل، "أعجبت بيهم جدًا، أطفال على طبيعتها وأذكيا جدًا".

تعاطف عبد الله معهم جعله يُقرر أن أي حدث خاص سيكون حاضرًا، لذا حينما علم بإقامة عيد ميلاد خاص للأطفال من شهر فبراير ومارس وإبريل، سارع بالقدوم على الفور.

في السادسة مساء، السبت الماضي، وجد عبد الله نفسه وسط أجواء مبهجة، غايته فقط إسعاد الأطفال، فرح كثيرًا حينما وجد بعضهم يُقبل عليه حينما عرفه "فيهم اللي عارفني من الافينت اللي فات"، صنع عبد الله أكثر من 80 مشروب للحاضرين، كل ذلك قدّمه عبد الله بحب، دون حاجة لأي مردود أكثر من رؤية السعادة على وجوههم "ولما حسيت إن الكبار بيطلبوا كتير، قلتلهم أنا هعمل ده للأطفال بس"، حيث كان مشروبهم الرسمي هو الشيكولاتة الساخنة.

يبدو من المشهد أن عبد الله يُقدم مشروباته مجانًا، غير أنه يأخذ مقابلًا أكبر "ببقى مستمتع معاهم وبرجع على طبيعتي"، يهتمّ عبد الله لأمر هؤلاء الأطفال كثيرًا "ونفسي الناس تتعامل معاهم عادي، دول أحسن مننا".