موظفون بالحكومة عن رفع الأجور: "مكناش نتوقعها وخايفين الأسعار تزيد تاني"
كتب- رمضان حسن
لم يصدق طارق مغاوري، نائب مدير مصلحة الشهر العقاري والتوثيق بإمبابة، نفسه حينما سمع بقرار الرئيس عبد الفتاح السيسي برفع الأجور والمعاشات وصرف علاوات دورية واستثنائية. طار الرجل الأربعيني من الفرحة: "مرتبي ممكن يوصل 3300 جنيه، هقدر أعيش أنا أسرتي منه ومن مرتب زوجتي التي تعمل مدرسة، واللي هيزيد هو كمان".
طارق، أب لـ 4 أولاد، في مراحل دراسية مختلفة، يتقاضى مرتبا شهريا 2800 جنيه، بعد 13 سنة خدمة بالحكومة، حيث تم تعينه عام 2006 بمصلحة الشهري العقاري، "مرتبي قبل تعويم الجنيه، كان بيكفني، لكن دلوقتي صعب، لذلك اضطرت لمشاركة صديق في مشروع، وبتابعه من وقت للتاني".
"الزيادة معقولة وضرورية بالنسبة لظروفي المعيشة"، بكثير من الرضا قالها الرجل قبل أن يبدي تخوفه من استمرار ارتفاع الأسعار، ونسبة خصم الضرائب والتأمينات التي يتوقع زيادتها مع ارتفاع المرتب.
كان الرئيس عبد الفتاح السيسي أعلن خلال احتفالية تكريم الأمهات المثاليات، السبت الماضي، اعتزام الحكومة صرف علاوات دورية واستثنائية، ورفع للحد الأدنى للأجور والمعاشات، للعاملين بالجهات والمؤسسات الحكومية في يوليو القادم.
"الزيادة كويسة طبعا، بس لو معنديش شغل إضافي همد ايدي"، بهذه الكلمات بدأ أسامة الحنفي، 38 سنة، حديثه عن رأيه في قرارات زيادة الأجور. قبل أن يوضح أنه يعمل مدرسا لمادة الجغرافيا بمدرسة ساقية أبو شعرة الثانوية بمحافظة المنوفية، لكن دخله من الوظيفة لا يغطي نفقات أسرته، ما اضطره لتأسيس مشروع خاص، لتحسين دخله الشهري.
قبل 3 سنوات، تحقق حلم "الحنفي" بالتعيين في وزارة التربية والتعليم، بمرتب 1460 جنيها،"اتعينت في 2016، المرتب ماكنش بيكفيني أنا وزوجتي وابني، بس كنت فرحان بالتعيين خصوصا أني فضلت شغال بعقد لمدة 5 سنوات".
يؤكد أسامة أن مرتبه الحالي، لا يكفي نفقات المعيشة اليومية، "المرتب مش بيكفي لنص الشهر، ولو قدر الله حد من أسرتي تعب، وجبت علاج هحتاج استلف، خصوصا أني مش بحب الدروس الخصوصية".
يرى أسامة أن الزيادة المرتقبة مهمة بالنسبة له، حيث سيزيد مرتبه حوالي 900 جنيه، "مرتبي كمدرس هيتحرك بشكل كبير، بعد هذه الزيادة، ومن الممكن أن يصل مرتبي إلى 2300 جنيه، ولكن اتمنى عدم زيادة أسعار مرة أخري، علشان نقدر نعيش".
يستفيد من العلاوات والترقيات وزيادة الحد الأدنى للأجور 5.4 مليون موظف، هم عدد موظفي الجهاز الحكومي بالدولة، وفقا لبيانات وزارة التخطيط.
الأمل في العلاوة
"الزيادة هتكون على المرتب الوظيفي، مش المرتب اللي بناخده" تقولها شادية أبو زيد، موظفة برئاسة حي حدائق القبة بالقاهرة، التي قللت من تأثير زيادة الراتب، "أنا مرتبي الوظيفي 3200 جنيه ، أما اللي بقبضه 2700 جنيه، وذلك بعد خصم وتأمين وضرائب وجهود غير عادية، وغيره ".
العلاوة الاستثنائية هي أمل شادية، " أنا هستفيد بالعلاوة أكتر، أنما زيادة المرتب دا لو زاد فعلا، هستفيد منها في المعاش".
وطالبت شادية بفرض رقابة مشددة على أسعار السلع في الأسواق، للقضاء على ظاهرة جشع التجار، حتي يستطيع المواطن العادي تلبية احتياجاته اليومية، "ممكن اشتري الخضار كل يوم بسعر مختلف عن اللي قبله، لازم يكون في مراقبة للسلع، لمساعدتنا على تكاليف المعيشة".
زيادات يوليو كانت كل ما يتمناه محمد منتصر، 46 عاما، مدرس للغة العربية، فهو يشغل الدرجة الوظيفية الأولى، إلا أنه يتخوف من أن تتناقص قيمتها: " الزيادة مش وحشة، ولكن هحتاج زيادة تاني، لو الأسعار زادت".
يضيف منتصر، نتحمل الظروف التي تمر بها البلد، وندعم كافة الإصلاحات الاقتصادية، ولكن نحتاج على الأقل إلى حياة كريمة، "مرتبي 2200 جنيه، ومش بيكفيني أنا وزوجتي لآخر الشهر، وعندي مشروع خاص بي، علشان أقدر أحسن دخلي، وأعيش وسط الناس، وهنستحمل ظروف البلد، ولكن نحتاج لحياة كريمة".
فيديو قد يعجبك: