لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

حُب الأولياء بالوراثة.. قصة وفاء مع مولد "السيدة زينب"

06:07 م الثلاثاء 02 أبريل 2019

وفاء علي

كتبت- دعاء الفولي:

حين كانت وفاء علي في الثالثة عشر من عُمرها، سمعت صراخ والدتها داخل الخيمة، لم تعرف الطفلة وقتها أن شقيقها الأصغر إبراهيم سيأتي للدنيا في رحاب مولد "السيد البدوي" بطنطا، وأن أهل قريتها سيتداولون تلك الواقعة، ضاربين المثل بـ"العيلة اللي بتلف الموالد". بين تلك الأسرة عاشت وفاء "مسيبناش محافظة إلا لما روحناها عشان الأولياء"، لذا حينما كبرت السيدة، باتت زيارة الموالد شيمتها، لا تفوتها قدر المستطاع.

داخل حديقة مواجهة لمسجد السيدة زينب بالقاهرة، جلست وفاء أمام طبق ممتلئ بالأرز وقطع الدجاج، تطلب من المارة أن يأكلوا إذا أرادوا. صنعت صاحبة الخمسين عاما الطعام على أعينها "رز وفراخ وقرص وجبنة والخير كتير"، اعتادت مع كل مولد أن تُجهز ما يكفي لأكبر عدد وأن تُقلل وجبة طعامها "انا لو كلت هريح ومش هخدم الناس.. إن شالله أصوم حتى".

من مركز أجا بمحافظة المنصورة جاءت وفاء رفقة أكثر من 30 سيدة ورجل، ورثت تلك العادة من والدها "أول مولد روحته كان سيدي البدوي.. كنت أخدم على الناس وانا عيلة"، عايشت الأم لثلاثة أبناء افتتان والدها بالموالد "مسيبناش.. من كفر الشيخ للمنوفية للقاهرة"، لكن قلبها دائما مُعلق بمولد السيدة زينب والحسين، تُشير للشق الأيسر من صدرها قائلة "هما قاعدين في الحتة دي".

روح المولد لا تفارق وفاء حتى في قريتها، تفتح بيتها لمن يريد الطعام "سواء محتاج ولا عابر سبيل". يتعجب ابنها الأوسط أحيانا مما تفعل "بيقولي الموالد حرام.. انتي كدة عمرك ما هتزوري النبي"، تغضب الأم لما تسمعه، ترد "ربنا عارف نيتي وإني بعمل خير وبحب الأولياء.. هو حُبهم حرام؟". الخدمة في الموالد ليست يسيرة، لكن مساعدة زوجها تُهون الكثير "على قد ما بيقدر بييجي.. بس مبيقوليش لأ.. هو عارف إن دي غيّتي"، تضحك إذ تحكي عن والدها الذي بلغ خمسة وسبعين عاما "ولسة بيروح الموالد.. ولما بيزور بيرجع عامل زي العيال الصغيرين".

في الحديقة، تأنس وفاء بصديقاتها، تُساعد إحداهن في غسل الصحون، تحتفظ لأخرى بحقيبتها، باتت تعلم مساوئ المولد الأساسية "السرقة طبعا"، تذكر منذ عدة أشهر حين سُرقت حقيبتها وهاتفها وهواتف رفيقاتها في الخيمة "كانت قيمة الحاجة 20 ألف جينه وأكتر"، أصابها الحزن، لكنها لم تستطع التنازل عن الموالد "كل مكان فيه الوحش والحلو".

المولد هو موسم لقاء الأحبة بالنسبة لوفاء، لا يصيبها الفتور أبدا من الخدمة، فمنذ عامين تكاسلت عن الذهاب "وفي نفس اليوم التوكتوك اتقلب بيا واتعورت.. من ساعتها وقررت مفوتش ولا مرة.. يمكن دة رزق ربنا ليا ومش عايزني أقطعه".

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان