صور| "استفتاء الدستور" في مطار القاهرة: مسافر يلحق ومُغترب ينتهز الفرصة
-
عرض 8 صورة
-
عرض 8 صورة
-
عرض 8 صورة
-
عرض 8 صورة
-
عرض 8 صورة
-
عرض 8 صورة
-
عرض 8 صورة
-
عرض 8 صورة
كتبت وتصوير - مارينا ميلاد:
اختلف مطار القاهرة الدولي اليوم عن باقي أيامه؛ فشهد لأول مرة تخصيص لجنتين انتخابيتين مجهزتين تمامًا للمشاركة في التصويت على التعديلات الدستورية الأخيرة. أول هذه اللجان كان أمام صالة 1، والثانية أمام الصالة الموسمية، ليسمح بهما بمشاركة العاملين المغتربين، كذلك المسافرين الذين لن يمكنهم وقتهم من التصويت.
كان من بين هؤلاء وزير المالية الأسبق، هاني قدري، الذي كان في طريقه إلى جدة، قادمًا من الولايات المتحدة، فانتهز فرصة وجوده في مطار القاهرة "ترانزيت" لمدة ثلاث ساعات ليشارك في التصويت على التعديلات الدستورية.
أصرّ قدري على ما وصفه "أداء الواجب المحبوب"، قائلًا لـ"مصراوي": "مصر تنطلق انطلاقه لم تحدث من قبل، وتعديل الدستور كان واجب ومطلوب"، معبرًا عن سعادته بالمشاركة بعد أن قررت إدارة مطار القاهرة اتخاذ تلك الخطوة، التي قال إنه "لولاها لما كان شارك رغم أن لجنته في منطقة النزهة القريبة من المطار".
تمكن "قدري" من الدخول إلى اللجنة الموجودة أمام صالة 1 من باب آخر غير الباب الذي يصطف عنده عدد كبير من العاملين، أغلبهم من المغتربين مثل هاني نادي (32 سنة)، والذي يعمل مساعد فني تموين بالمطار، وقادم من محافظة الجيزة، وآخرون لجنتهم تتبع محافظة القاهرة مثل خالد محمد، فني تموين بالمطار، ويسكن مدينة السلام.
هاني وخالد، كلاهما استغلا وجوده بمكان العمل للتصويت على التعديلات الدستورية بسبب "رغبتهم في استقرار البلد" – حسبما وصفا سبب مشاركتهما – مؤكدين أن وجود لجنة انتخابية بالمطار سَهلت عليهما الكثير، حيث أن الأول يعمل من الثامنة صباحًا حتى الثامنة مساءً يومين في الأسبوع، ومن الصعب أن يستطيع بعدها الذهاب، والثاني من الخامسة فجرًا وحتى الثانية عشر ظهرًا، فكانت لجنة المطار بالنسبة له الخيار الأمثل والأقرب فور انتهاء يوم عمله.
اتفقت معهم أمل محمد، السيدة الأربعينية التي تعمل بخدمات المطار من الثالثة ظهرًا وحتى الحادية عشر مساءً، في أن هذا الإجراء ساعدها على المشاركة، لذلك حضرت مع زميلاتها مبكرًا ساعة ونصف تقريبًا عن موعد عملها، وأدلت بصوتها في اللجنة الانتخابية الأخرى بالصالة الموسمية.
لكن ربما لم يتمكن خالد محمد أو إحدى زميلات أمل من التصويت بعد أن جاء دورهم، ذلك بعد أن أعلنت مكبرات الصوت في منتصف اليوم حول اللجنتين "اقتصار التصويت على المغتربين من خارج محافظة القاهرة فقط، وكل من كانت لجنته تتبع محافظة القاهرة، فلن يتمكن من التصويت بلجان المطار".
ووفقًا لهذه التعليمات، رفضت ياسمين راضي، وكيل نيابة، وهي المسؤولة عن اللجنة الانتخابية بالصالة الموسمية، طلب إحدى السيدات التصويت، لأن بطاقتها تتبع منطقة المرج.
وعلقت ياسمين، في تصريحات خاصة لـ"مصراوي"، قائلة: "التعليمات واضحة بأن اللجان هنا غرضها تسهيل الأمر على من لا يستطيع الذهاب إلى لجنته فقط"، وأوضحت أن نسبة الإقبال في اليوم الأول كبيرة، مشيرة إلى عدم ملاحظتها أي مخالفات أو خروقات أثناء سير عملية الإدلاء بالأصوات.
خارج اللجنة الأولى أو الثانية، علَت أصوات الأغنيات الوطنية والتحفيزية المشجعة على المشاركة في الانتخابات وغيرها من خلال مكبرات الصوت، التي التف حولها شباب مرتدين "تي شيرتات" تحمل شعار حملة "اعمل الصح"، كما اصطف فتيات رافعين أعلام مصر. كان ذلك وسط تأمين مشدد من قوات الجيش والشرطة.
في الخارج أيضًا؛ جلس كل من جمال رمضان (55 سنة)، وابن عمله بيومي إبراهيم (32 سنة) غير متحمسان للمشاركة. هما يعلمان من البداية عدم قدرتهما على التصويت لوجود لجنتهما في محافظة قنا في حين أنهما يعملان بالقاهرة: الأول عامل بناء، والثاني سائق. فضلا عن أن اليوم الأول للتصويت سيتزامن مع موعد سفرهما إلى السعودية للعمل هناك. لكنهما تفاجئا بأن خلال انتظارهما موعد طائرتهما، ولا زال أمامها ساعات طويلة، بات بإمكانهما المشاركة من خلال تلك اللجنة الجديدة.
عكس السيدة إيناس علي، والتي تعمل مدرسة وتعيش مع زوجها بالشارقة، لم يساعدها موعد طائرتها الذي اقترب في الوقوف بالطابور للتصويت: "سأحاول المشاركة بعد سفري، وألحق اليوم الأخير لتصويت المصريين بالخارج". بينما مصطفى أحمد (58 سنة)، الذي يعمل في التربية والتعليم، فرغم أنه جاء لتوديع ابنته المسافرة إلى الإمارات، ورغم أنه من محافظة شمال سيناء، فلم يرْ أنه يحتاج التصويت بالمطار وسط الزحام، وأنه يمكنه التصويت بعد عودته إلى محافظته.
أما صلاح محمد، الذي وقف منتظرًا ضيوفًا قادمين له من العراق، فلم يكن مهتمًا على فكرة المشاركة سواء في المطار أو خارجه، قائلًا إن "عمله أهم".
تابع الشاب جميل المفتي، الفرنسي من أصل تونسي، والذي يعمل مدرسًا في فرنسا، كل ذلك. إذ صادف اليوم الأول للاستفتاء على التعديلات الدستورية زيارته السنوية إلى مصر للقاء أصدقاءه. أبدى جميل إعجابه بالفكرة الجديدة، وقال "إنها جيدة لأنها تُسهل على المواطنين المشاركة في مكان مزدحم، ولم يرْ شبيه لها في فرنسا أو في أي بلد زارها"، وفي الوقت نفسه لم تزعجه الأصوات العالية أو الزحام الذي خلقته أجواء الاستفتاء على المطار، فقال ضاحكًا: "اعتدت على الضوضاء والزحام عمومًا في مصر".
وشهدت الطرق المؤدية إلى مطار القاهرة الدولي، انتشارًا للافتات تحث المواطنين على المشاركة في الاستفتاء على التعديلات الدستورية.
وخصصت شركة ميناء القاهرة الجوي برئاسة المهندس أحمد فوزي، غرفة عمليات بالمبني الإداري بالشركة لمتابعة عملية الاستفتاء على الدستور، والتسهيلات المقدمة للناخبين من العاملين باللجان المخصصة، يتم على مدار الساعة متابعة مقار اللجان الانتخابية من الخارج من خلال كاميرات المراقبة.
ودعت الهيئة الوطنية للانتخابات، الأربعاء في مؤتمر صحفي، المواطنين للمشاركة في الاستفتاء على التعديلات الدستورية أيام 19 و20 و21 من الشهر الجاري للمصريين بالخارج، و20 و21 و22 للمصريين في الداخل.
اقرأ أيضا:
أول أيام الاستفتاء على الدستور.. أحداث وصور ولقطات (تغطية خاصة)
فيديو قد يعجبك: