تنقل بين 3 لجان ولم يصوت.. قصة مواطن يبحث عن "المعاش" وسط التعديلات الدستورية
كتب- محمد زكريا:
أمام باب لجنة فرعية ١، بمدرسة العقاد بحي المطرية في القاهرة، وقف مصطفى بهي يبحث عن نصوص "التعديلات الدستورية" المطروحة للاستفتاء، وكل أمله أن يجد بينها نصا يتعلق بالمعاشات، لم يجد الرجل الستيني على الحائط ما يفيده بجواب، فاضطر إلى سؤال رئيس اللجنة عن إمكانية أن يوفر له الاستفتاء معاشا، ليجيبه المستشار بالتعجب ثم النفي، قبل أن يوضح له فحوى المواد الدستورية التي طرحت في استفتاء شعبي.. رحل الرجل دون أن يبدي برأيه داخل الصندوق.
وتنص أبرز التعديلات على دستور ٢٠١٤، والتي طرحت في استفتاء شعبي، خلال الفترة من 20 إلى 22 إبريل من الشهر الجاري، على إنشاء مجلسا للشيوخ، وتتيح التعديلات لرئيس الجمهورية تعيين رؤساء المجالس والهيئات القضائية، وتعيين نائبا للرئيس، يحل محله في حالة غيابه، كما تضمن تمثيل المرأة لربع مقاعد البرلمان، ومد فترة الرئاسة من ٤ إلى ٦ سنوات ولمدتين متتاليتين كحد أقصى، بينما تسمح بمد ولاية الرئيس عبد الفتاح السيسي الحالية عامين إضافيين، فيما تستثنيه بالترشح لولاية ثالثة.
في العام ١٩٨١، حصل بهي على دبلوم تجارة، لم يجد الرجل عملا ثابتا يضمن له راتب شهري، واشتغل في طائفة المعمار، وبات يتكسب قوته يوما بيوم، وعلى هذا تزوج وأنجب ٣ بنات، لكن مرور السنوات جعل من عمله في البناء أمرا شاقا، إلا أنه بات مستحيلا، بعد أن بلغ عامه الستين، وتمكن التعب من جسده، ليبدأ رحلة طويلة من البحث عن معاش شهري.
لم تكن أسئلة بهي داخل لجنة ١، أولى أسئلته عن فحوى ما تحمله التعديلات على الدستور، بدأ الأمر داخل مدرسة أقرب إلى بيته بحي المطرية، لكنه لم يلق جوابا شافيا، فاضطر إلى الرحيل، حاملا بيده ورقة على ظهرها شعار "اعمل الصح"، ووجهها مدون عليه اسم ورقم لجنته الانتخابية، وفي اليد الأخرى كيس فارغ، ضمه والورقة في قبضة واحدة، بعد أن أوفاه رئيس لجنة ١ بحل لمشكلته، نصحه المستشار بالتوجه إلى وزارة التضامن الاجتماعي.
لكن المستشار لا يعرف أن بهي فعل ذلك لمرات، لكنه لم يلق جوابا في أي مرة، حتى أنه أعد الاوراق المطلوبة ليحصل على معاش "تكافل وكرامة"، وهو مبلغ شهري توفره وزارة التضامن الاجتماعي لمحدودي ومعدومي الدخل، لكنه تفاجأ برفض طلبه، رغم عدم امتلاكه حتى ما يضمن له قوت أسبوع، لذا يضطر الرجل إلى بيع الجوارب ليوفر رزق بناته الثلاثة، رغم ذلك لا يضمن الأموال بشكل يومي، الأمر الذي يعرضه لضيق زوجته وأولاده، حياة عسرة، تمنى الرجل أن يجد لها فرجا بالتصويت في الاستفتاء.
راح بهي إلى لجنة ثالثة، لا ليسأل عن التعديلات، فهم الآن فحواها، لكن لربما ينجده أي من المتواجدين في اللجنة، سأل المسئولين عن التأمين، رئيس اللجنة وأعضائها، سأل كل ما يقابله عن حلا لمشكلته، لكن لم يجد ردا، فذهب إلى طريق المنزل، دون أن يُدلي بصوته.
فيديو قد يعجبك: