لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

خرجت من الاكتئاب بـ"الرنجة".. هويدا تبيعها "أونلاين" بالنعناع والبسطرمة

12:55 م الإثنين 29 أبريل 2019

رنجة هويدا.. مشروع لبيع الرنجة أونلاين بنكهات مختل

كتبت- شروق غنيم:

لهويدا كامل شهرة وسط عائلتها "بريمو الرنجة"؛ لأكثر من عشرين عامًا ظلت قِبلتهم في كل أعياد شّم النسيم، لا تدري صاحبة الـ54 عامًا سبب ذلك، لماذا برعت في طهي الرنجة تحديدًا، ولا تذكر حتى كيف تسلسل الأمر إلى أن أصبحت صاحبة مشروع لبيع الرنجة "أونلاين"، لكنها تدرك أن علاقة وثيقة ربطتها بتلك الأكلة حتى أنها "لما كنت حامل في ولادي التلاتة، كنت بتوّحم على رنجة".

قبل عام تسلل الاكتئاب إلى نفس هويدا، تضُج حياتها بالنشاط والحركة مرة واحدة كل عام حين يطُل عيد الربيع، لكن الحياة تفرغ من أي فعل بعده، ضيق تملّك من نفسها، تشتت "ونس" المنزل، من صار له بيتًا آخر، ومن انهمك في دراسته الجامعية "يومي بقى يا دوب لو عملت لقمة أكلها واتفرج على التلفزيون".

1

منحة بسيطة فكر فيها أبناء هويدا علها تكون المُنجيّة من حالاتها النفسية السيئة. صفحة على فيسبوك باسم "رنجة هويدا" كانت نواة الفكرة؛ صور الثلاثة الرنجة التي تصنعها والدتهم، وعلى موقع التواصل الاجتماعي انتشرت صور العلب الزجاجية المنغلقة على السمكة المملحة ذات النكهات المميزة بيدي السيدة الخمسينية.

لم تكن تدري هويدا بكل ذلك، حتى تلقى ابناؤها أول الطلبات بشراء عبوات الرنجة "كانت مفاجئة جميلة، بس في نفس الوقت أنا اتخضيت لإنها مسئولية أول مرة أمر بيها، من ناحية فكرة إني أشتغل عامة ومن ناحية تانية إن عيلتي ممكن تستحملني لو الطعم مظبطش في مرة".

2

تحدي وقف أمام السيدة الخمسينية، لكن القلق لم يمّس نفس أبناؤها "بقوا هما اللي يشجعوني ويقولولي هنساعدك"، تبدل حال المنزل الساكن، دّبت فيه الحركة وبعث مشروع "رنجة هويدا" فيه الحياة من جديد، تدبر الأبناء الثلاثة مسألة العبوات وشكل حقيبة العمل "كانوا مهتمين كل حاجة تبقى صديقة للبيئة، كتبوا بخط الإيد اسم المشروع على الشنط، واستغنينا عن أي حاجة فيها بلاستيك، حتى غطا البرطمان من ورق متين".

انقضى العام الماضي وصار اسم المشروع معروفًا، لكن قلب هويدا كان منشغلًا بكيفية تطوير صنعتها، فكرت في إدماج نكهات أخرى بالرنجة، أرادت إضفاء روحًا مختلفة على ما تصنعه، لذا منذ مارس الماضي بدأت أجواء عيد شم النسيم مبكرًا في منزلها.

تجولت هويدا على الأسواق رفقة زوجها، انتقت أفضل أنواع الرنجة واشترت قرابة مائة كيلو من السمكة المملحة، ثم بدأت فكرتها الخاصة لهذا العام بمزجها مع البسطرمة، النعناع، الجزر، الفلفل والبصل "البيت بقى معمل اختبار عندي، وأمي وولادي بقوا هما الفيصل"، تصنع من كل صنف عبوة وتمررها على أفراد أسرتها "كل واحد يقولي ملاحظته وعجبته ولا لأ"، كما اختبرت المدة التي يمكن أن يصمد فيها مشروعها داخل الثلاجة "عشان اللي حابب يحتفظ بعبوات لأيام جاية".

3

الدهشة هي رد الفعل الأساسي الذي تلقته حين نشرت أنواع مشروعها "لكن كنت بقول محدش يحكم إلا أما يدوق"، تتفهم الاستنكار خاصة حين صنعت الرنجة بالبسطرمة، أعتقد البعض أنها ستحوي الكثير من الملح "لكن أنا بغسل الرنجة كويس وبخليها، فكل الملح اللي فيها بينزل، وبيبقى هنا دور البسطرمة تدي طعم مختلف"، أما النعناع فكان فلسفتها في الأمر أن تضع مكونات مهدئة "وتكون خفيفة على المعدة".

تذوب كل لحظات الضيق التي مرت على هويدا حين تتلقى عبارات الثناء على مشروعها، تمتن لأبنائها وزوجها على الهدية التي غيرت مجرى حياتها "وخلى عندي حياة"، تمتلأ بالحماس رفقة رفاقها في التجربة مع كل "أوردر" يخرج من منزلهما "ابني بيكون عنده امتحانات بيخلص وهو اللي يوصل الأوردرات بنفسه"، بينما أخرى تتلقى الطلبات على مواقع التواصل الاجتماعي. تتذكر كل ذلك بينما تستعد اليوم الاثنين للقاء العائلة الذي استمر طيلة عشرين عامًا "عشان نتجمع وياكلوا رنجة من إيدي"، تغمر السعادة الجمع، فتشعر السيدة الخمسينية بالعيد.

4

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان