لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

الحظر قبل التطبيق.. أصحاب مطاعم وفنادق توقفوا عن البلاستيك قبل قرار منعه

03:20 م الأربعاء 03 أبريل 2019

البلاستيك

كتبت-رنا الجميعي:

لم يكن قرار منع استخدام البلاستيك داخل محافظة البحر الأحمر، أمرًا غريبًا على أهلها، هؤلاء الذين عاشوا فيها ما يقرب من عشرين عامًا يعلمون جيدًا معاناة الطبيعة البحرية هناك، والتي تُمثل رأس مالهم، وأكل عيشهم، لذا تحمسوا كثيرًا لذلك القرار المُحدد تطبيقه في يونيو القادم.

منذ يومين أعلن محافظ البحر الأحمر قرار حظر استخدام البلاستيك بأشكالها المختلفة من أكياس وأدوات، وذلك في المحال العاملة بمجال الغذاء، والصيدليات، والمطاعم والفنادق والمراكب السياحية.

بالنسبة لأحد فنادق مرسى علم فقد طبقوا ذلك القرار منذ حوالي السنتين، حيث بدأت ادارة الفندق في تقليل استخدام البلاستيك، كما يقول أبو الحجاج العماري، الخبير السياحي ومدير الفندق، حيث يستخدم الفندق مواد أخرى صديقة للبيئة.

ويُلفت العماري النظر إلى أن الفندق يُشجّع تلك السياسة كثيرًا، قبل القرار، حيث رفع العام الماضي شعار " ريد سي بلاستيك فري"، أي منع البلاستيك في البحر الأحمر، كما يقيم الفندق حملة لتنظيف الشاطئ بمشاركة الضيوف مرتين شهريًا.

تلقى العماري قرار المنع عبر منشور أرسلته المحافظة، وفي رأيه أن الحفاظ على البيئة في البحر الأحمر يحتاج لقوانين صارمة، حيث تحتل الشعب المرجانية في البحر الأحمر الثاني على العالم من حيث جذب السياح بعد الحاجز المرجاني في أستراليا.

وفي بيان لجمعية الحفاظ على البيئة بالبحر الأحمر "هيبكا"، قالت أن قرار منع استخدام الأكياس البلاستيكية يهدف إلى حماية الحياة البرية والبحرية، والحفاظ على الأنواع المهددة بالانقراض والتي تأثرت بشدة من البلاستيك سواء عن طريق الابتلاع أو الاختناق أو الغرق أو التسمم من البقايا البلاستيكية مما يؤثر بالتبعية على صحة الإنسان.

وفي أحد الفيديوهات التعليمية للجمعية أشارت إلى أن البلاستيك يؤثر سلبًا على أكثر من 160 نوع من الكائنات البحرية.

في الغردقة كان خالد طه على علم بالقرار قبل إعلانه رسميًا "القرار بيتم تداوله بين الناس بقاله فترة"، هناك حالة حوار بين سكان الغردقة وجمعيات حماية البيئة "بيتناقشوا معانا واحنا مشجعين القرار ده"، يسكن طه بالغردقة منذ 18 سنة، كما أنه يعمل كمدير لأحد الفنادق هناك.

ومنذ سنتين بدأت إدارة الفندق في التحول لاستخدام مواد صديقة للبيئة، حيث يتم استعمال مادة "البولي كاربونيتد"، كما يقول طه، وهي مادة يُصنّع منها أدوات الطعام كالأكواب والسكاكين، وفي بداية استخدام تلك المادة كان الإدارة تستوردها من الخارج "لكن دلوقت بدأت مصانع مصرية تصنعها، وانتشرت محلات بتبيعها في الغردقة"، ذلك التحوّل في سلوك الإدارة ليس خاصًا بفندق بعينه "بقت كل الفنادق تعمل كدا".

ويُشير طه إلى أن سلوك الناس تغيّر أيضًا مع انتشار تلك المحلات "وبدأت الناس تستخدمها هي كمان كبديل للبلاستيك"، ورغم ارتفاع سعر تكلفة تلك المادة عن البلاستيك إلا أنها أطول عُمرًا منها، بحسب طه.

حديث طه يُشير إلى تغير في عادات وثقافات سكان الغردقة أيضًا، فرغم زيادة عدد سكانها "بقى فيه جيل نشأ في الغردقة واتعلم في مدارسها"، لكنهم أدركوا أهمية البحر الأحمر كمصدر رزق لهم، وجذب للسياح، وقد لاحظ طه أنه مع قلة عدد السياح بعد حادث الطائرة الروسية، في أكتوبر 2015، الذي أدى إلى تدهور في مجال السياحة "الناس بقى عندهم وعي إهم لازم يحافظوا على السائح اللي يجيلهم من المناظر ".

وفي محافظة جنوب سيناء، تحديدًا في مدينة دهب كان كريم رشاد، صاحب مطعم، يعلم بنية محافظته أيضًا تنفيذ نفس القرار "من أسبوعين كنا في اجتماع في مجلس المدينة بتنتاقش في رغبة المحافظة منع استخدام البلاستيك"، عبر مناقشات أصحاب المحلات ومن بينهم كريم كانوا مُشجعين كثيرًا لتلك الرغبة التي تحولت إلى قرار رسمي "البحر يعتبر أكل عيشنا، والبلاستيك مضر جدًا للحيوانات البحرية والشعب".

يسكن كريم مدينة دهب منذ 17 عامًا، لم يرى خلالها مشاهد القمامة المترامية أمام الشواطئ كما في الفترة الأخيرة، يرى أن اقبال السائحين المصريين زاد من نسبة تلوث البحر "فيه عادات بتتم مش صح زي رمي البلاستيك من أكياس وغيره ادام البحر".

بالنسبة لكريم فإن تبعات القرار لن تكون مرهقة له، فهو كمالك لمطعم لا يستخدم البلاستيك كثيرًا بخلاف الأكياس الثقيلة لوضع القمامة فيها، ولا يعلم الشاب متى سيتم تنفيذ القرار نفسه، لكنه مؤيد لتطبيقه داخل مدينته أيضًا.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان