مهرجان "يلا نفرح".. كيف احتفى متحف الطفل بـ"يوم اليتيم"؟
كتبت-دعاء الفولي:
تصوير-محمود بكار:
4 ساعات قطعها عبدالغني سيد من قرية بني مزار بمحافظة المنيا، رفقة أصدقائه، في صباح الأمس وصل صاحب الـ10 أعوام إلى متحف الطفل بمصر الجديدة، كانت المرة الأولى التي يرى فيها القاهرة أو "مصر" كما اعتاد أن يسميها، في انتظاره كانت الألعاب والورش والمسرح؛ فقرات عديدة نظّمها المتحف في إطار الاحتفال بيوم اليتيم، تجربة مختلفة خاضها سيد، قابل أصدقاءً جُدد، رقص مع الاستعراضات الهندية، رسم أحلامه على الورق ولوّنها، تعلم بعض الحركات للدفاع عن النفس ومارس الرياضة.
من التاسعة صباحا بدأت فعاليات مهرجان "يلا نفرح"، شارك فيه العديد من المؤسسات المختلفة وأكثر من 25 جمعية أهلية من عدة محافظات، حاولوا قدر الإمكان تنظيم فقرات مختلفة للأطفال، كما تواجدت منظمة الهلال الأحمر في الحدث، ليس فقط لأجل الإسعافات، لكن لدعم الصغار بطرق أخرى.
في أرجاء المكان كان يوسف سعيد منسق المتطوعين بالهلال الأحمر يتنقل، انضوت مهام المتطوعين على عدة أشياء؛ بين اللعب مع الصغار، جذب متطوعين جدد، توعية الصغار بالأطعمة الصحية والسلوكيات الحياتية التي تجنبهم الأمراض وأخيرا الدعم النفسي والاجتماعي "بس ده نعمله باللعب والملاحظة مش بتوجيه الأسئلة المباشرة للأطفال"، يعتبر سعيد المهرجان السنوي هاما، فرغم التعب، تُسنح لهم لمساعدة أكبر عدد من الأطفال "خاصة الأطفال اللي بييجوا من محافظات وأماكن بعيدة".
من مدينة ميت غمر بالدقهلية جاءت أمنية صديق رفقة والدتها صفية أحمد. علمت الأم عن المهرجان من إحدى الجمعيات بقريتها "كان مهم نيجي عشان ولادنا يتعرفوا على إخواتهم من الجمعيات المختلفة ومحدش يحس إنه لوحده"، بدا الإجهاد على وجه أمنية "اتعرفت انهاردة على بنتين من المنيا"، قضت الصغيرة يومها بين التلوين والرقص مع أغاني فرقة "شوية فن" التي قدمت عدة عروض على مسرح المتحف.
منذ خمس سنوات يشارك "جو" بفرقته في مهرجان "يلا نفرح"، يُقدم الفنان الأربعيني بضعة أغاني للأطفال من تأليفه "أكتر حاجة بتبسطنا في يوم ز يده إن الولاد يتبسطوا"، يتذكر كيف يتقافز الصغار مع أغانيه فيطرب قلبه لذلك، يختفي إحساس التعب حين يطلب أحدهم التقاط صورة معه "بيبقى صعب نفرض فننا على ودانهم عشان الأغاني المشهورة"، لا يطمح صاحب "شوية فن" للكثير "لو 70 % بس من الأسر الموجودة استمتعت هبقى عملت حاجة حلوة".
أكثر من 1400 طفل استضافهم المتحف بالأمس، حوالي نصفهم من الصعيد، حسبما يقول الدكتور أسامة عبد الوارث مدير المكان. على مدار أكثر من ست أعوام لم يفوت المتحف فرصة إحياء يوم اليتيم، لا ينضوي الأمر على الأطفال المعنيين فقط "فيه دمج مع صغار متحدي إعاقة وأطفال وأسرهم"، يحاول آل المتحف إدخال تعديلات كل عام على الحدث وكسر الصورة النمطية عن ذلك اليوم "احنا مش عاملين الحدث عشان يتقال يا حرام ويا عيني.. ومينفعش يكون الاهتمام يوم واحد في السنة"، لذا لا تتوقف أنشطة المكان"وبتكون مجانية للأولاد اللي فقدوا أبائهم". السرور لم يزر الحضور في المهرجان فقط "انا كمان ببقى مبسوط وانا شايف في عين الصغيرين الرضا والتعب من كتر الجري واللعب".
لدوائر مختلفة انقسم المتحف؛ فبينما صعدت فرقة الفنون الشعبية التابعة لمحافظة المنوفية المسرح، كان طُلاب كلية طب الأسنان بجامعة مصر يلقنون الصغار بعض النصائح عن الاهتمام بالفم، فيما تحلق مجموعة من الصغار القادمين من المنيا لتناول الطعام، بينهم كانت ملك شحاتة صاحبة ال12 عاما التي أصرت على أخذ صورة جوار الفرقة الهندية "عشان أول مرة أشوف حاجة كدة".
تلك المرة هي الثالثة التي تزور فيها الفتاة المتحف، تتفاجئ بفقرات جديدة كل مرة، تتغير طموحاتها أحيانا بسبب اليوم، تارة تُريد العمل كطبيبة، أخرى كمهندسة، ثالثة كرائدة فضاء، تُردد لصديقاتها أن "الأحلام دي صعبة ولازم أذاكر كتير"، بينما تحتفظ بحلم بسيط صغير "إني أزور المرة الجاية حديقة الحيوان وأشوف الأسد".
فيديو قد يعجبك: