"حصل لي تحرش".. كيف تتعامل مع تعرض طفلك للاعتداء الجنسي؟

كتبت-رنا الجميعي:
داخل عيد ميلاد أحد أصدقاء سيف، وقف الطفل بمفرده، سأله أحد الكبار المدعوين "انت مبتلعبش معاهم ليه ياسيف"، واصطحبه معه قائلًا "تعالى أوريك لعبة حلوة اوي".
في مطلع شهر مايو نشرت مؤسسة "safe kids" فيلم كارتون لتوعية الصغار والأهالي بالتحرش الجنسي ضد الأطفال، وحاز فيلم "حصل لي تحرش" على أكثر من مئة وعشرين ألف مشاهدة خلال تلك الفترة.

"بقالنا كذا سنة عايزين نعمل فيلم كارتون".. تقول سارة سيف، حيث تلقت صاحبة المؤسسة العديد من حالات الاعتداء الجنسي على الأطفال، منذ أكثر من عشر سنوات مدة عملها في ذلك المجال، ورغبت الشابة في جذب الأطفال بالطريقة المناسبة لهم وهي الكارتون "لو الأطفال عندهم معلومات بسيطة هيقدروا يتعاملوا، كمان الأهل لو سمعوا ربع معلومة بتقولهم صدقوا عيالكم هيفكروا فيه".
تعمل "سيف كيدز" على رفع الوعي بالتحرش الجنسي والتنمر ضد الأطفال، وعلاج الضحايا وتوعية الأهل أيضًا، منذ تأسيسها عام 2012.

بعدما تعرض سيف لمحاولة تحرش جنسي، ذهب إلى والدته التي سألته عن عيد الميلاد، ليحكي لها الطفل عمّا حدث "هو العيد ميلاد كان حلو بس حصل حاجة معجبتنيش، جه راجل كبير لمسني بطريقة ضايقتني اوي"، ومن ثمّ يُعالج الفيلم طريقة تعامل الأم مع ما حدث لطفلها "كان اهتمامنا الأكبر في الفيلم على رد فعل الأم"، تقول سارة إنها على مدار سنوات عملها قابلت أطفالًا يحكون ما تعرضوا له "طالما اتسأل السؤال الصح وخد الأمان".

في رأي سارة أن الأطفال يحتاجون إلى تطمينهم ومن ثمّ يتمكن الأهل بمعالجة الأمر بهدوء، "ليه الطفل مبيقولش الحقيقة لأنه خايف من أهله"، وتقوم سارة بالأداء الصوتي لوالدة سيف.
ترجع فكرة الفيلم لسارة بالأساس "الحالات اللي شفتها هي مصدر الإلهام بالنسبة لي"، وتعلم صاحبة المؤسسة كمّ حالات التحرش التي يرد حدوثها داخل أعياد الميلاد "وكنت قاصدة أبيّن إن الطفل لوحده مش في وسط مجموعة"، وقام بمراجعة نص الفيلم الكاتبة زينب مبارك والسيناريست مريم نعوم "فرق معايا مراجعتهم للنص"، حيث أمدا النص بملامح تُحييه بشكل أفضل "وده ساعد إن الأنيميشن يطلع بشكل مظبوط".

لم تتعرض عملية صناعة فيلم الكارتون لأي من المشكلات سوى التمويل، حيث قامت مؤسسة دورسوس السويسرية وملتقى مدفست الطبي السينمائي بإنهاء تلك المشكلة، كما عُرض الفيلم للمرة الأولى بمهرجان مدفست.
جاءت ردود الأفعال قوية على الفيلم، سواء من منظمات تعمل بنفس المجال تحمّست لعرضه، وأهالي بعثوا لصفحة المؤسسة رسائل تشكرهم على الاستفادة، أما أكثر ردود الأفعال التي أسعدت سارة فكانت "فيه تجمعات أسرية في رمضان قررت إنها تستغل اللمة ويتفرجوا عليه مع بعض".