بمناسبة رمضان.. مراجعة الثانوية العامة بالمجان مع "أستاذ عبد المنعم"

كتب- محمد زكريا:

لم يكن ينوي أستاذ التاريخ، بعد أن أنهى محاضراته مع طلاب الصف الثاني الثانوي، أن يعطي درسا أخيرا قبل ليلة الامتحان، لكن استئذان عدد من طلابه، دفع عبد المنعم إبراهيم تغيير قراره، أعلن عن موعد مراجعة نهائية مجانية للجميع.

على صفحته بموقع التواصل الاجتماعي، والتي يتابعها المئات من طلابه، أعلن إبراهيم عن موعد ومكان مراجعته النهائية، يدفع الطالب 10 جنيهات فقط، هي نصيب المركز التعليمي، ويتنازل أستاذ التاريخ عن ضعفهم، فـ20 جنيها هو نصيبه عن كل طالب، بينما لم يقصر عرضه على طلابه طوال العام الدراسي، ترك عرضه مفتوحا أمام الجميع، ليلقى شكر وامتنان عشرات الطلاب، وإقبالا كبيرا على حصته.

أستاذ التاريخ، لا يفعل هذا، إلا لكونه يشعر بحال الطلاب، وظروف أسرهم الاقتصادية، كما يقول، خصوصا أن الامتحانات تزامنت مع حلول رمضان، وما يستلزمه ذلك من بذل الطلاب لجهود مضاعفة، وتحمل أهلهم لتكاليف إضافية يعرفها الشهر الكريم. وهو ما يفعله مدرس التاريخ طوال العام الدراسي، مع بعض الحالات المتعثرة.

دعاء السيد، الطالبة في الصف الثاني الثانوي، التي حضرت المراجعة الأخيرة، وحملت طوال العام شكرا لأستاذها بالمركز التعليمي، ليس فقط لأنها تحب المادة وتجيدها بفعل شرحه الجاد والبسيط، ولكن لأنها تجد في شخصه القدوة والخير كما تقول.. ولا يطمح الأستاذ- كما يعبر- بأكثر من هذا.

بالمطرية في القاهرة، يتركز عمل مُدرس التاريخ. لحوالي 20 عاما، يتبع إبراهيم نهجا، لا يزيد من مصروفات دروسه، وفي الوقت نفسه يُراعي ثمنا لقيمته العلمية، على كل الأحوال حصته بالمركز التعليمي لا تتعدى 30 جنيها، لكنه لا يرد أي طالب علم، حتى لو لم يكن يملك ثمن المحاضرة. والأمثلة كُثر في حي شعبي كهذا. فبمجرد لمحه لخجل في عيون ولي أمر، يعبر عن ضعف قدرته عن سداد ثمن الحصة، لا يكون من المُعلم إلا أن يُعفيه منها تماما. يقول إن حوالي 10% من طلابه، يدرسون بالمجان، على مدار العام.

ما يفعله إبراهيم مع طلاب الثانوية العامة، دفع مدرسين لمادتي الفلسفة والجغرافيا، بأن يحذوا حذوه، أعلنوا عن محاضرتهم النهائية بالمجان، ليلقوا امتنان الطلاب، وهو ما يعتبره إشادة صادقة.