كيف استقبل حاملو "هواوي" في مصر "ضربة جوجل"؟
كتب- محمد زكريا:
من تويتر، علمت أمنية صلاح بالخبر، شركة جوجل تُعلق ترخيص نظامها التشغيلي أندرويد بالنسبة لهواتف هواوي، للوهلة الأولى لم تدرك الفتاة أبعاد قرار كهذا على هاتفها الذكي، ومن ثم على يومها الذي يعتمد أساسيا عليه، لكن قلقا أصابها.
وضعت وزارة التجارة الأمريكية، شركة الهواتف الصينية هواوي، على قائمتها "السوداء" للتجارة، وهي قائمة بالشركات التي لا تستطيع شراء التكنولوجيا من الشركات الأمريكية دون موافقة الحكومة، إذ تتهم واشنطن الشركة الصينية العملاقة بالتجسس لصالح حكومة بلادها، فيما ردت هواوي بأن القرار مثال صارخ للمنافسة غير العادلة في الأسواق العالمية.
العام الماضي، اشترت أمنية أحدث هواتف هواوي، وجدت الفتاة عند الشركة الصينية ما يناسبها، تقول إنه يمتاز بنظام تشغيل آمن، كما أنه مزود بأحدث التقنيات، وبأسعار "مقبولة"، لذا فضلته عن غيره، واستقرت عليه في النهاية، بينما اعتمدت أساسيا على نظام تشغيله وبرامجه.
القلق الذي لمس أمنية، نتج عن علمها بخطة جوجل لإيقاف وصول الشركة الصينية إلى العديد من تطبيقات وخدمات أندرويد الأساسية، بما في ذلك متجر جوجل بلاي، إلى جانب تطبيقات مثل جي ميل، ويوتيوب، ومحرك البحث جوجل، ومتصفحها للويب كروم، وهي أكثر ما تستخدمهم الفتاة من الهاتف، لذا راودها تفكير في بيعه، قبل أن تطمئن إلى الأمر ولو قليلا.
على صفحتها بفيسبوك، سألت مرورة حسن عن تداعيات القرار الأمريكي على هاتفها، لتأتيها ردودا شارحة، ومطمئنة. متحدث باسم جوجل قال إنه سيكون باستطاعة أصحاب هواتف هواوي الحاليين استخدام وتنزيل تحديثات للتطبيقات التي تقدمها جوجل. وعلى الرغم من أن هواتف هواوي الحالية حول العالم لن تتأثر على الفور بالقرار، فإن المستقبل بشأن تحديثات هذه الهواتف وأي هواتف جديدة تنتجها هواوي سيظل محل تساؤل.
داخل محل ضيق، بحي المطرية في القاهرة، كان محمود زكريا منهمكا في إصلاح أحد الهواتف الذكية، بينما يقول إنه تعرف قبل حوالي الشهر على وقوع هواوي في أزمة، أرجعتها صفحات اجتماعية تنشر كل ما يتعلق بالهواتف الذكية إلى تفوق مبيعات الشركة الصينية على الآبل، ولا يعرف الشاب مدى صحة تلك الاخبار، ولا تفاصيلها ولا أبعادها، لكنه يتوقع أن تتأثر مبيعات هواوي في مصر بعد القرار الأخير، مستندا في توقعه على اعتقاد بأن السوق المصري يتأثر كثيرا بالشائعات ولا يهتم زبائنه بالكثير من التفاصيل: "الناس تقولك أخاف أشتري هواوي اليوتيوب ميشتغلش".
في السنوات الأخيرة، قطعت شركة "هواوي" الصينية، شوطا كبيرا في سوق الهواتف الذكية، لتتفوق بذلك على شركة "آبل"، وتحمل لقب ثاني أكبر بائع للهواتف الذكية عالميا، خلفا لشركة "سامسونج"، وفقا لقياس مؤسسة "آي إتش إس" عن الربع الثاني في عام 2018.
محمد جمال، مسؤول عن أحد فروع "دريم 2000"، وهي سلسلة محلات تبيع الهواتف الذكية في القاهرة الكبرى، يقول إنه لم يشهد خلال اليومين الماضيين تراجعا ملفتا في بيع "أجهزة هواوي"، لكنه لا يحمل هما كبيرا حال افتراضه توقف الطلب على الهاتف، لأن في هذه الحالة لا يكون على "دريم 2000" إلا أن يُعيد مخزونه بالكامل إلى الشركة، بل يُطالبها بتعويض عن ذلك.
رسميا، أصدرت شركة هواوي، ما يُطمئن مالكي هواتفها، بإعلان "استمرارها في تلقي تحديثات الأمان وخدمة ما بعد البيع، بما في ذلك الهواتف الجديدة التي تم شحنها إلى أسواق العالم والأجهزة التي لم تخرج بعد من المخازن في جميع أنحاء العالم"، فيما ألمحت الشركة بأنها "تواصل بناء نظام بيئي آمن ومستدام" ينافس نظامي التشغيل "أندرويد" و"آي أو إس".
ورغم إصدار وزارة التجارة الأمريكية، لبيانا جديدا، تعلن فيه تخفيف الحظر التجاري المفروض على الشركة الصينية، لمدة 90 يوما، وهي فترة تعدها الوزارة كافية للجلوس على طاولة المفاوضات وحل الأزمة، "تقليلا للمشكلات التي قد تواجه عملاء هواوي حول العالم"، قلقا ظهر جليا على وجه بسمة سيد، بمجرد سماعها لجدل يدور حول هاتفها التي اشترته العام الماضي.
بسمة، لم تسمع عن قرار شركة جوجل، كما لا تهتم بتفاصيل كل ما جرى، لكن لا تستبعد بيع الهاتف، بعد سماعها عن إمكانية توقف نظام تشغيله، ومن ثم برامجه التي أكثر ما تستخدمها.. الفتاة تزورها فكرة أن بقاء "هواوي" معها، لا يعني فقط افتقاده لدوره، لكن أيضا لانخفاض سعره وعدم تمكنها من بيعه في المستقبل.. وهو ما تعتبره خسارة لا داعي لها.
فيديو قد يعجبك: