رحلة البحث عن تذكرة نهائي إفريقيا.. "بـ100 جنيه.. لو لقيتها"

كتب- محمد زكريا:

تصوير: حازم جودة:

بانتهاء مباراة الذهاب أمام نهضة بركان المغربي، حسم إسلام الجوهري وأصدقائه الأربعة القرار، بمؤازرة الزمالك من مدرجات ستاد برج العرب، في مباراته النهائية بكأس الكونفيدرالية الأفريقية، مهما كلفهم ذلك تعب أو مال. لذا لم يفوتوا فرصة متابعة أخبار التذاكر، عددها، أماكن ومواعيد طرحها. وبمجرد إعلان التفاصيل، قسموا أنفسهم إلى مجموعتين، كل واحدة إلى منفذ بيع، لكنهم عجزوا في النهاية عن شراء ولو تذكرة من تلك المنافذ.

مساء الأحد المقبل، يلتقي الزمالك فريق نهضة بركان المغربى، على ستاد برج العرب بالإسكندرية، في إياب نهائي الكونفدرالية الأفريقية، والتي انتهت مباراته الأول بفوز الفريق المغربى بهدف دون رد.

حسبما أعلن الزمالك رسميا، وصرح رئيس ناديه، يُنتظر طرح تذاكر المباراة، التي حُدد لحضورها 40 ألف متفرج، في منافذ بيع نوادي؛ الزمالك، القضاة، الشمس، السكة الحديد، وناديي الترام والأولمبى بالإسكندرية، ومركز شباب ميت غمر، وجامعة المنصورة، وأكاديمية المنوفية، ومنافذ في السويس والإسماعيلية.

لكن الأمر لم يكن بتلك البساطة، وهو ما تخيله الجوهري وأصدقائه منذ البداية، لهم تجربة طويلة مع المدرجات، ومعاناة أطول في الحصول على تذاكرها في السنوات الأخيرة.

بمجرد أن أنهى الجوهري إفطاره، الثلاثاء الماضي، توجه إلى بوابات نادي الزمالك، لم يرغب الشاب التأخر عن الموعد، الذي حدد رسميا لبدأ عمليات البيع، وكل همه أن يحصل على تذكرة له وأصدقائه، الذين توجه منهم في الوقت نفسه إلى منفذ نادي السكة الحديد، ورغم الزحام الشديد أمام منفذ بيع الزمالك، لم يحمل الشاب ضيقا، جذبته الأجواء، وراح وسط الجماهير يُردد الهتافات: "تعالى نكسب أفريقيا"، في انتظار أن يأتي دوره للشراء.

بمرور الساعات، اشتد الزحام أمام بوابات الزمالك. فيما بدأ القلق يتسرب إلى نفس الجوهري. إلى أن تفاجأ بمطالبته والمصطفين خارج النادي، بالرحيل عنه، بدعوى انتهاء المطروح من التذاكر.

توجه الجوهري إلى أصدقائه، الذين انتظروا أمام بوابات نادي السكة الحديد قبل آذان المغرب، ليتفاجأ بصحبتهم وآلاف المصطفين حتى قرب منتصف الليل، بعدم طرح المنفذ لبيع أي تذكرة.. رحل الأصدقاء عن "السكة الحديد"، محملين بخيبة.

على صفحته بفيسبوك، حكى الجوهري عن معاناة مر بها في ذلك اليوم، ليطلب في نفس المنشور مساعدة في الحصول على تذكرة: "اللي يلاقي أي حد بيبيع التذكرة سوق سودا يجيبهالي يا شباب وبأي تمن".. رغم الصعوبات، لم تتزحزح رغبة الشاب في حضور النهائي، ليحصل وأصدقائه الثلاثة على التذكرة، لكن بضعف ثمنها، دفعوا 400 جنيها في النهاية.

في السنوات الأخيرة، يعتمد مصطفى فتحي على "السوق السوداء"، في الحصول على تذاكر مباريات الزمالك، يرى فيها الشاب بديلا أضمن وأقل معاناة، من تلك التي يتكبدها أمام المنافذ الرسمية، خاصة وإن كانت التذكرة تخص مباريات جماهيرية، كتلك التي ضمن حضورها مقابل 100 جنيه.

منفذ فتحي إلى التذكرة، شاب يتوافر له عشرات التذاكر مجانا، بحكم عمل والده في نادي الزمالك، فقبل المباراة لا يكون على فتحي، إلا أن يتواصل مع هذا الشاب، الذي يأتيه على ظهر دراجة بخارية، ليسلمه ما يطلبه من تذاكر، في مقابل مبلغ مُتفق عليه مسبقا، وعلى هذا الحال يتوجه فتحي إلى المدرجات، ولا يفوت أي مباراة مسموحة للجماهير، فعشقه للزمالك يفوق أي حساب.

بالأمس، توجه أيمن محمد إلى نادي النصر الرياضي، بعد أن وصلته أخبارا تفيد بفتح منفذ للبيع هناك، لكن زحاما شديدا وجده الشاب أمام البوابات، فيما أغضبه أن يقتصر المعروض على "أقل من 150 تذكرة.. خلصوا في ربع ساعة"، لم ينجح الشاب في الحصول على التذكرة من المنفذ، لكنه عزم على حضور المباراة، كل الحلول ممكنة، حتى وإن كان من بينها السفر إلى الإسكندرية دون تذكرة.

لكن كون أقاربه أعضاءً في نادي النصر الرياضي، الذي وزعت إدارته التذاكر على أعضائه بسعرها الرسمي 50 جنيها، لم يضمن له فقط الحصول على تذكرة، لكنه حفظ له 10 تذاكر إضافية، يعرضها الشاب للبيع الآن، وضع محمد 100 جنيه حدا أدنى لتذكرته "ما هي مش موجودة"، لكنه لا يستبعد أن تتعدى سعرها 150 جنيها في الأيام القادمة.