من أجل الأطفال.. سيدة صعيدية تصنع كتبًا لفاقدي البصر بـ"الجوخ"
-
عرض 6 صورة
-
عرض 6 صورة
-
عرض 6 صورة
-
عرض 6 صورة
-
عرض 6 صورة
-
عرض 6 صورة
كتبت- شروق غنيم:
من الجنوب تحمل امتثال عواض حلمًا لكل فاقدي البصر؛ سواء في بلدتها أسيوط أو العاصمة أو مدنها البحرية، أن يصل كتابها المصنوع بفن الجوخ للأطفال ممن فقدوا بصرهم.
من مادة الجوخ تصنع السيدة الصعيدية الكتب، إذ تعتمد على تجسيد الأنشطة التعليمية والحياتية بأشكال بارزة، يسهل لمسها والتعرف عليها، لتكون طريقة تحمل الجانب العلمي والترفيهي للطفل.
قبل أربعة أعوام قادت الصدفة امتثال لتصنع أول كتاب من مادة الجوخ "شوفته مع واحد بس كان جايبه من برة، حبيت اعمله لبنتي عشان تتعلم عليه"، أبرز ما يميز الكتاب أنه يقدم الأنشطة التعليمية والحياتية دون شكل تقليدي، أحبت الأم الأمر ثم بدأت رحلتها على الإنترنت لتعلم كيفية صنعه.
"بقيت أتفرج وأجرب، ولقيت إن الجوه أقرب خامة تنفع للفكرة لأنه من الألياف، بيستحمل وكمان ممكن يتغسل ومش مؤذي للأطفال"، خرج أول كتاب لأجل ابنتها التي كانت لا تزال في مرحلة الحضانة "عملت نشاط زي الحروف والأرقام بشكل بارز، وإزاي مثلًا تقفل الزرار وحاجات بالشكل ده".
في بداية التجربة كان كل شئ يدويًا، بالخيط والإبرة أعّدت امتثال الكتاب كامل، لكن في كل مرة تحاول أن تطور من شكل الكتاب "بقيت بستخدم ماكينة الخياطة، وساعات أعمل عرايس عشان أحكي من خلالها حدوتة".
حين وجدت الأم تلك الطريقة مُجدية قررت أن تعمم التجربة وتبيع الكتب "بقيت أعمل الدروس اللي بيتعلموها بالشكل ده، زي مراحل تطور الفراشة، أو النباتات"، ويضم كل كتاب أنشطة مختلفة بحسب الفئة العمرية لصاحبه "بس في الأساس بيكون في 3 أنشطة".
صدفة أخرى غيرّت من تفاصيل المشروع داخل وجدان امتثال، وحتى في طريقة صنع الكتاب، حين اهتم أحد الأباء لطفلة فاقدة البصر بالكتاب، أخذ يُقلب بداخله ووجد الأشكال البارزة التعليمية "بقى يلمس كل نشاط بإيده ومبسوط إنه لقى طريقة تانية لتعليمها غير البرايل"، منذ تلك اللحظة وركزت صاحبة الفكرة على تصنيع الكتب لفاقدي البصر.
كثفت امتثال من العمل على الكتب، صارت مهتمة أكثر بالتفاصيل، تُبرز الأشكال بشكل أوضح "وبقيت بحط حاجات تعليمية زي الأشكال الهندسية مثلًا وكمان لعب زي المتاهة عشان لو الطفل عاوز يتسلى"، شعرت السيدة خريجة إرشاد سياحي أن القدر قادها لتلك النقطة لأجل هؤلاء "إن الأم والأب يقدروا يذاكروا مع الولد، يلمسوا معاه الكتاب، الطفل يقدر يميز الأشكال وبين الحاجات الناعمة والخشنة، أو أشكال الحيوانات وإزاي ممكن يربط الجزمة مثلًا".
أحيانًا يستغرق الكتاب شهر كامل، وفي أحيان أخرى ثلاثة أيام "حسب الكتاب وفكرته"، لا يقتصر المحتوى على امتثال فقط "أحيانًا في أمهات بتكلمني عشان نفسها تعلم ابنها مهارات معينة فبصمم لها ده، وفي أخصائية لذوي الاحتياجات الخاصة طلبت مني أنشطة معينة عشان أصممها" تحاول بشتى الطرق أن يكون الكتاب ملائمًا للطفل.
سعت امتثال للمشاركة في معرض الكتاب، قدمت لتكون ضمن صفوف المجلس القومي لشئون الإعاقة في الحدث "هما كانو عاوزين جمعيات اللي تشارك، بس لما شافو المشروع بتاعي وافقوا"، في آخر يومين من عمر المعرض الذي أقيم في يناير الماضي وحتى فبراير في أرض المعارض بالتجمع الخامس.
تدق امتثال أي باب يسمح لها بانتشار الفكرة، حين علمت عن مسابقة جمعية الفتاة العصرية في أسيوط تقدمت بمشروعها "خدت مركز أول بس اللي كان فارقلي إن الناس في أسيوط تعرف عن الكتاب أكتر يمكن يفرق مع طفل"، فيما تنسق مع الجمعيات الخاصة في الصعيد كي يصل للأطفال "ومستعدة أعمل ده مجانًا لإن من حقهم يلعبوا ويقروا زي أي طفل عادي، خصوصًا إن الكتاب ده ممكن جدًا يبقى بيتعلم منه هو وصاحبه فمش هيحس إني مفيش حاجة ناقصاه".
فيديو قد يعجبك: