١٠ مشاهد من إفطار "الزملكاوية" على أبواب نهائي الكونفدرالية الإفريقية
كتب- محمد زكريا:
تصوير - نادر نبيل:
٣ ساعات فقط من موعد آذان المغرب، هي ما كانت تفصل جمهور نادي الزمالك عن مباراة ناديه المصيرية، أمام نهضة بركان المغربي، في نهائي الكونفدرالية الإفريقية، وهو ما أضطر الآلاف إلى الإفطار بالشارع، في الطريق إلى بوابات ستاد برج العرب، الذي توافدت عليه جماهير غفيرة، منذ الصباح، وحتى بدأ المباراة في العاشرة مساء.
مشهد أهم، سيطر على الجموع التي حضرت ستاد برج العرب، لم يعر الأغلب هم الصيام، أو الإفطار في السابعة مساء، كانت الأجواء احتفالية، أغنيات الزمالك تصدح من السيارات، وهتافات راكبيها لم تتوقف، حتى مع دقائق الإفطار، لم يشغل أحمد حسام وأصدقائه أحاديث الطعام، فيما سيطرت عليهم تكهنات لخطة المباراة.
من المنزل، أحضر حسام السقا، ما يكسر صيامه، زجاجات مياه، عصائر؛ مانجو وتمر، ليتناول وأطفاله الاثنين تلك المشروبات، داخل السيارة، في الطريق الذي ازدحم بالحاضرين، إلى ملعب برج العرب، فيما احتفظ بوجبات "رز وبنيه" موضوعة في "أطباق فويل"، لما بعد الدخول إلى المدرجات.. تناولت الأسرة إفطارها مع قرب صلاة العشاء.
في الطريق الممهد، إلى ستاد برج العرب، تراصت ٣ كمائن، لتنظيم دخول الجماهير، التي طبعت لها حوالي ٦٠ ألف تذكرة، وكان الزحام الذي شهده الطريق منذ بداية اليوم، فرصة لمحمد سليم وأصدقائه، للإفطار بداخل مائدة رحمن، أعدت على جانب الطريق، بينما سهل مهمتهم أنهم حضروا دون سيارة، مما جعل قرار الإفطار وسط الشارع حلا سهلا، تناول كل واحد وجبة، وراحوا يهتفوا "تعالى نكسب إفريقيا"، وهم داخلين إلى الملعب.
قرارا شبيها، اتخذه باسل حسن وأصدقائه، الذين ركنوا سيارتهم في طريق فرعي، إلى جانب ذلك الذي ازدحم بالسيارات، فيما دخلوا إلى قرية عبد العزيز، بيت يبيع المشويات، تناولوا إفطارا "على الواقف"، دفعوا مقابله، وهموا إلى المباراة.
على جانبي الطريق، انتشر بائعي العصائر والعجوة، فيما توزع شباب أعلى سيارات، تحمل كراتين من زجاجات المياه المعدنية، تمشت السيارات مع الطريق الذي تحرك ببطأ، وعليها ينادي الشباب بييع المياة، وبالطبع ضاعفوا أسعارها.
على بعد أمتار من ملعب المباراة، كان هناك ما يشبه محل بيع، خيمة كبيرة، يحرسها رجال أمن، ويتوزع بمحيطها، السندويتشات وأكياس الشيبسي والبسكويت، وكانت بديل محسن إبراهيم، الذي صادف مروره على نقطة تفتيش أمني وقت آذان المغرب، ما أضطره إلى استكمال العبور، إلى مكان يركن فيه سيارته، ليشتري طعاما يصبره من تلك الخيمة، ويدخل إلى الملعب.
لكن على بوابات التذاكر، تستطيع أن تميز أصواتا شاهقة، من فرط السير والجري، تعبر عن عدم تناولها لأي طعام من موعد السحور، محمود عادل كان واحد منهم، ليتجه إلى بائعين يتوزعون في كل مدرج بالاستاد، اشترى كيس شيبسي صغير وزجاجة مياه صغيرة وعبوة كيكة، ودفع ٣٥ جنيها.
صلاح أحمد، رجل ستيني، حضر إلى المباراة النهائية كمشجع، بدفع من حفيده، الذي يصفه بعاشق للزمالك، الطفل يرتدي تي شيرت أبيض بخطين حمر، بينما يهذب شعره كلاعبه المفضل، نجم ليفربول الإنجليزي، محمد صلاح، الجد لم يتناول إفطاره، إلا بعد انتهاء رحلة شاقة، انتهت بجلوسه على أطراف مدرجات الدرجة الثالثة يمين علوي، فيما لم يسمح لحفيده بالأمر نفسه، راح أثناء تلك الرحلة الطويلة يعطيه سندوتش بين الحين والآخر، حتى لا يصاب بهبوط في الدورة الدموية.
على عكس عادة ملاعب كرة، هناك من وجد في الساعة التي سبقت بدأ مباراة الآياب، التي انتهى ذهابها بهدف للفريق المغربي، على أرضه ووسط جمهوره، فرصة لتناول وجبات أحضروها من بيوتهم، ولم تسعفهم ساعة الإفطار في تناولها.
عكس هيثم ماهر، الذي انشغل بتشجيع لاعبي الزمالك، حتى قبل أن تبدأ المباراة، لم يتناول الشاب العشريني إفطاره، فقط شرب كوب عصير مع كيس بسكوت، فيما الطعام لا يشغله في تلك الساعات، الشاب لا يفكر إلا في فوز الزمالك بنهائي الكونفدرالية الإفريقية، وحمل كأس لم تعرفه خزائنه على مدار تاريخه، يردد بكل حماس: "الليلة مش هزار.. أفريقيا يا أبطال".
فيديو قد يعجبك: