في أول يوم لافتتاحها.. ركاب مترو نادي الشمس: "راحة بس التذكرة غالية"
كتبت-رنا الجميعي:
تسكن أماني منذ عشرين عامًا في الجهة المقابلة لفندق السلام برفقة أسرتها، وتعلم جيدًا التغييرات التي حدثت داخل الشارع الكبير المسمى "جسر السويس"، وحين نظرت أمس من شرفتها المُطلة على مترو نادي الشمس، الذي ظلّ تحت الإنشاء منذ 2014، وجدت بضعة عساكر يقفون عليها، أدركت حينها أن المترو قد فتح أبوابه للمواطنين أخيرًا.
في صباح اليوم اتجهت أماني بحماس نحو المحطة للتأكد، وجدتها بالفعل مفتوحة "مفيش من برة أي علامة تبين إنه فتح"، فرحت كثيرًا لافتتاحها. تعمل أماني في منطقة الظاهر، ولأعوام طويلة اضطرت لاستخدام مواصلتين "باخد ميكروباص لحد العباسية ومن هناك بنزل المترو لحد محطة الجيش"، ترى أماني أن المترو وسيلة مُريحة لها، ويختصر وقتها كثيرًا.
يعتبر اليوم هو بداية التشغيل الرسمي لثلاث محطات جديدة ضمن الخط الثالث هم (هارون-ألف مسكن-نادي الشمس)، وقد أعلنت وزارة النقل في بيان لها-الخميس الماضي-أن مسافة الرحلة من محطة العتبة حتى محطة الأهرام تستغرق 17 دقيقة، وحتى محطة نادي الشمس تستغرق 25 دقيقة.
داخل المترو شرعت أماني في دفع ثمن التذكرة، أخبرها الموظف أن ثمنها سبعة جنيهات، حيث تصل عدد محطات المترو التي ستمر بها نحو 11 محطة، وقد أعلنت وزارة النقل في بيان لها -الخميس الماضي- أن سعر التذكرة للخط الثالث يبدأ من خمسة جنيهات، بواقع تسع محطات، وسبعة جنيهات لـ16 محطة، وعشرة جنيهات لما يزيد عن ذلك.
داخل المترو في رحلة العودة لأماني من محطة الجيش، جلست برفقة زميلتها في العمل، يتناقشان في أمر افتتاح المحطات، علا صوتهما لينضم إليهما بعض الطالبات المُتجهات إلى كلية البنات، وهي إحدى محطات الخط الثالث، لتقول لهما إنها عند دفع التذكرة أخبرها الموظف بأنه لم يعد هناك وجود للتذكرة الصفراء لمستخدمي الخط الثالث، تفاجأت الفتاة، فقد اعتادت على دفع ستة جنيهات، ذهاب وعودة، من محطة العتبة وحتى كلية البنات "دلوقت هدفع عشرة جنيه في المشوار".
بجوارها جلست ريهام السيد، طالبة أخرى بكلية البنات، كانت تُمسك في يديها ورق تُذاكر فيها لامتحانها القادم، لتقاطعهم قائلة "أنا بقى جاية من الجيزة، كانت تذكرتي بسبعة جنيه، دلوقت بدفع عشرة جنيه".
على الرغم من ارتفاع ثمن التذكرة، إلا أن الراحة كانت تعلو وجه حسين مصطفى القادم من سانت تريزا إلى محطة ألف مسكن "أنا بقالي سنين بركب المترو، بشتغل في شركة فلاتر مية في ألف مسكن، وبروح أماكن كتير جدًا بحكم شغلي"، كان مشوار مصطفى مُرهقًا حيث يستقل الميكروباص إلى أقرب محطة مترو لها، وهي الحلمية، وبالنسبة له فإن سعر التذكرة الآن يقارب ما كان يدفعه في استخدام وسيلتي مواصلات.
كان حال أمنية رجب قريبًا من مصطفى، فطبيعة عملها تضطرها للذهاب لمشاوير عديدة "أنا بشتغل في شركة توصيل"، لذا تستخدم المواصلات بكثرة، ليس لاتجاه واحد فقط "أنا بصرف مرتبي على المواصلات"، لذا جاء افتتاح المحطات الثلاث الجديدة رحمة لها.
كذلك بالنسبة لماريان بيشوي، فقد قام بتأجيل المشوار لديها لشهور عديدة "أنا بكره استخدم الأتوبيس أو الميكروباص"، فالمترو هو الوسيلة الأكثر راحة لها، لذا ظلّت تؤجل مشوارها حتى افتتاح المحطات "كل شوية كان بيقولي هيتفتح، مرة في 25 يناير اللي فات واتنشر على المواقع وقتها"، تنفّست الصعداء حين تم افتتاحه، كما أنها سعدت لأنها ستتمكن من الذهاب لوالدتها التي تسكن في منطقة الهرم كثيرًا الآن "الطريق كان طويل وكنت باخد ساعة ونص في المشوار، دلوقت هيبقى أسرع".
الراحة كانت أيضًا من نصيب ماريا جرجس وابنتها، التي تصطحبها لزيارة أقاربها في ألف مسكن، كان تلك الزيارة هامة بالنسبة لها "لازم أروح مرتين في الشهر"، وبسبب ذلك كانت تستقل التاكسي من محل سكنها في منشية الصدر حتى ألف مسكن "كنت بدفع 30 جنيه ودا كان كتير عليا في الشهر".
داخل المترو أيضًا كانت قوت القلوب عائدة من العباسية، نزلت محطة نادي الشمس، اعتقدت أن منزلها قريب من المحطة، لتفاجئ أنه أقرب لمحطة ألف مسكن "فكرت إن المحطة دي قدام النادي على طول"، حيث تقع المحطة عند فندق السلام الواقع بجوار نادي الشمس، لذا ستضطر لأن تمشي تلك المسافة على قدميها.
لكن قوت القلوب تجد افتتاح المحطات الثلاث اختصر عليها الكثير، وكان ليختصر عليها إذا افتتح قبل ذلك بسنين، حيث كانت تعمل كموظفة بالشهر العقاري في منطقة الإسعاف، التي تقع عندها مترو جمال عبد الناصر "أنا لسة طالعة على المعاش من فترة"، كانت قوت القلوب تضطر حينها لاستخدام ميكروباص حتى مترو عين شمس، ومن هناك تتخذ المترو حتى الإسعاف "عين شمس كان ملتقى الناس كلها، وزحمة أوي، دلوقت هيخف الضغط عليها".
ورغم الراحة التي سيُوفّرها افتتاح المحطات الثلاث، إلا أنها لا تُوفر السعر المناسب للمواطنين، تتذكر قوت القلوب أبنائها الثلاث المشتركين في نادي هيليليدو القريب من سينما روكسي "شوفي بقى أولادي لما يروحوا النادي هيدفعوا كام"، حيث سيدفع أبنائها الثلاث حوالي ثلاثين جنيه ذهاب وعودة، للاتجاه نحو محطة الأهرام الواقعة على بعد أربع محطات منهم فقط.
فيديو قد يعجبك: