لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

"قد السما".. رحلة ذوي قدرات خاصة للفوز بمسابقة ملكات الجمال

04:33 م الأحد 02 يونيو 2019

رحلة أصحاب القدرات الخاصة في فيلم قد السما

كتب- محمد مهدي:

يُصبح الحُب أحيانًا طوق نجاة، لمن اختارت لهم الحياة مسارات أصعب عن غيرهم، هذا ما اختبرته المُخرجة ندى عمرو، في فيلمها الأول "قد السما" حينما شرعت في تصويره مع "تسنيم" و"هايدي" من أصحاب القدرات الخاصة، خلال رحلتهما للاشتراك بمسابقة ملكات جمال، وتجربة كلا منهن مع أمهاتهن. وكيف تحولت تلك العلاقة إلى منطقة آمنة تدفع عنهن الآذى "حسيت إني قدام حدوتة حلوة، حبيت أشاركها مع الناس" تقولها ندى بسعادة.

منذ أيام، عُرض "قد السما" بمركز الهناجر، ضمن ملتقى "رؤية" لسينما الشباب، بتنظيم من المركز القومي للسينما، صمت حلّ بالقاعة مع بداية الفيلم، قبل أن تنفجر الضحكات تارة في مشاهد طريفة أو يتأثر البعض في أجزاء من الفيلم، فيما تقف المخرجة عيناها مشدوهة نحو وجوه الحاضرين، تراقب انفعالاتهم، وردود أفعال أبطالها "أول ما الناس ضحكت أول مرة وتفاعلوا مع الفيلم اطمنت شوية، حسيت إن الفيلم وصلهم" بعد 25 دقيقة انتهى الفيلم وسط تصفيق من الحضور، قبل أن تتلقى ندى خبرا سعيدا بحصولها على جائزة خاصة في ختام الملتقى ومنحة لإنتاج فيلما جديدا.

صورة 1رحلة الفيلم تعود لنحو عامين حين قرأت ندى خبرا صحفيًا عن إقامة مهرجان لملكات جمال من ذوي القدرات الخاصة، تواصلت مع عدد من المشتركين كمصورة صحفية تبحث عن قصة جديدة لا تتعدى الدقائق تُضاف لرصيد مميز من أعمالها، حتى استقرت في النهاية على لقاء تسنيم وهايدي رفقة ذويهم "لما قابلتهم اكتشفت إن القصة لازم تبقى أكبر، وإني هأركز على علاقة كل واحدة مع مامتها، مش بس عن المهرجان".

خلال اللقاء، دارت الأسئلة والتخوفات عن التصوير وكيفية ظهور الفتاتين "بس متهيألي لما اتكلمنا وحسوا بالأمان، الأمور اختلفت" تركت الكاميرا جانبًا لعدة أيام. تقول الفتاة العشرينية -تسنيم "كنا بنتكلم كتير من غير الكاميرا، مع الوقت بقينا صُحاب" حاولت المخرجة خلق حالة من التواصل مع أبطالها "عملت حالة من الألفة، حتى مع التصوير كنت متفهمة إننا نشوف اللي اتصور ونغير حاجات" كما توضح والدة هايدي.

صورة 2

يُظهر شريط الفيلم، تلقائية في ظهور وكلام الأبطال، لم يكن ذلك صدفة "كنت مقررة إني هصور بعفوية، علاقة الحب مع أمهاتهم مش هتبان لو كل مشهد كانت متصمم وفيه توجيهات مباشرة" أرادت ندى أن ينسى أبطالها الكاميرا، لا يشعرون بها، وأن تصل تلك الحالة إلى الجمهور، التركيز على أفعالهم اليومية العادية المعبرة في الوقت نفسه عن مدى قربهما مع والدتهما "رغم إن ده مخيف، لأن الكادرات ممكن متطلعش أفضل حاجة فنيًا، لكن حسيت إن ده الأنسب لحالة الفيلم" مع الوقت شعرت بتجاوبهم معها ومحبتهم للتجربة "لأني مش مخبية هايدي، بالعكس وجودها في الفيلم بيدعم الأهالي اللي عندهم أطفال من ذوي الاحتياجات الخاصة، يقولهم إننا بنقدر نعمل حاجات كتيرة" والدة هايدي.

في 8 أيام أنهت ندى تصوير "قد السما" ما بين بيوت الأبطال أو نادي "تسنيم" أو السفر إلى الإسكندرية لتصوير يوم إعلان النتائج في مهرجان ملكات الجمال، ثم انتقلت إلى مرحلة المونتاج مع رفيق رحلة الفيلم، المونتير مصطفى عيسى "الماتريال اللي جاي كان بيقول إن اللي عمل الفيلم فريق كامل مش مصورة واحدة" ألقى كلا منهما نظرة على المواد المصورة. تقول ندى "طبعا اكتشفنا مشاكل في كادرات، أو الصوت، خاصة إن الفيلم اتنفذ بأقل الإمكانيات، كاميرتي ومايك عادي وأحيانا كنت بسجل على الموبايل".

صورة 3

كان عيسى قد عايش رحلة الفيلم منذ بدايته، فصار لديه تصور مُسبق عن الشكل النهائي للعمل، ومضى نحو 3 أشهر في عملية المونتاج للخروج بأفضل صورة ممكنة "كتبنا الفيلم 12 مرة" قبل الانتهاء من النسخة الأولى "فكرت مع ندى إننا نحتفظ ببعض المشاهد اللي صوتها بيظهر فيه، عشان ميزة الفيلم هو البساطة والتلقائية، ولو خرجنا عن السياق ده مش هنوصل للجمهور" كما قررت المخرجة استبعاد بعض المشاهد والحوارات رغم موافقة الأبطال عليها "حسيت إن في حاجات ممكن تجرح مشاعرهم، أو تدخلنا في مساحة الصعبانيات، كنت بفكر في إحساسهم وأنا بختار هنظهر إيه".

توقف العمل على الفيلم لعام لعدم توافر إمكانيات مادية، إذ تبقى مرحلة المكساج -تعديل الصوت- والتلوين "فضلنا فترة نحوش لحد ما قدرنا نعمل النسخة النهائية للفيلم" ثم جاءت فُرصة عرضه في ملتقى "رؤية" لسينما الشباب، أمام لجنة تحكيم مكونة من الفنانة "سلوي محمد علي" والمخرج "محمود سليمان" والدكتور "وليد سيف". حينما تلقى عيسى الخبر شعر بالفخر "فيلم بإمكانيات أولية وبدائية جدًا، يتعرض في سينما ويدخله جمهور دي مش حاجة بسيطة أبدًا" بينما نقلت المخرجة الخَبر إلى أبطال فيلمها "اتبسط إن هايدي هتتفرج على نفسها في الشاشة الكبيرة، لأنها بتحلم تمثل".

صورة 4

بعد العرض كانت ردود الأفعال مدهشة كما تصف ندى "كنت قلقانة شوية خاصة من رد فعل الأهالي، لكن كلامهم طمني" والد هايدي أبلغها بمشاعره "كنت جاي وإيدي على قلبي وخايف بنتي هتطلع إزاي بس توقعاتي كلها اتحولت لانبساط" بينما شعرت تسنيم بالفخر حينما شاهدته رفقة أسرتها وخطيبها "اتبسط بكلام الناس بعد العرض، حسيت إني شاركت في تجربة مهمة" كانت ليلة جميلة، تكللت بعدها بأيام بفوز الفيلم بمنحة إنتاجية وشهادة من المركز القومي للسينما "حسيت إننا كنا صح، مش الإمكانيات بس هي اللي تعمل فيلم أو تحكي حدوتة حلوة، لكن الناس وصدقهم يقدروا يعملوا ده".

صورة 5

رحلة الفيلم ماتزال في بدايتها، سيتم عرضه قريبًا في عدد المحافظات بتنظيم من المركز القومي للسينما، فيما تنوي ندى رفقة عيسى التقدم لعدد من المهرجانات المحلية وخارج مصر لعرض "قد السما" على أكبر عدد من الجمهور، في الوقت نفسه يدفعها ردود الفعل حول عملها الأول للتفكير في خوض تجارب جديدة "متهيألي إن هحب أعمل أفلام تانية، أكيد دلوقتي ممكن أعمل شيء مختلف عن السنتين اللي فاتوا" فيما تتمنى لها والدة هايدي التوفيق في خطواتها القادمة "مخرجة شاطرة.. ربنا يديها الحظ".

صورة 6

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان