برسالة لـ"مو صلاح".. خطة "فرحات" لدخول الاستاد "من غير تذكرة"
-
عرض 4 صورة
-
عرض 4 صورة
-
عرض 4 صورة
-
عرض 4 صورة
كتبت- إشراق أحمد ودعاء الفولي:
تصوير-دعاء الفولي:
جاء وحيدا كعادته منذ عرفت خطاه طريقها إلى الاستاد. كرة القدم بالنسبة لمحمد هاني فرحات متنفس، والتشجيع فرصته الذهبية للسعادة؛ عبره يحظى بوقت يتناسى فيه معاناته النفسية لعدم ايجاده وظيفة، والجسدية لولادته ب٨٥% إعاقة حركية.
أحب فرحات الكرة صغيرا، التمس ممارستها قدر استطاعته مع والده وأشقاءه، وظلت طقوسه في التشجيع مقتصرة على أسرته في المنزل، خاصة وأن أصدقائه "ملهمش في الكورة"، فيما ظل حلمه الذهاب للتشجيع في المدرجات حتى جاء الفرصة.
الصدفة قادت فرحات للذهاب إلى استاد السلام في القاهرة، كان طالبا بالصف الثاني الإعدادي تواجد بالقرب من مكان المباراة التي كان أحد طرفيها ناديه المفضل الأهلي، فحقق فرحات أمنيته ومن وقتها لم يبرحها.
تلك المرة العاشرة لفرحات في حضور مباريات داخل الاستاد. بعد الظهيرة وصل ابن المنوفية إلى البوابة الواقعة في شارع يوسف عباس، ارتدى قميص يحمل رقم 10 واسم محمد صلاح، فيما حملت قبضة يده اليسرى إشارة الاهلي، أما اليمني أمسك بها لافتة وردية اللون، فيها خط بقلم رصاص كلمة "مو صلاح"، يقول بوجه باسم "معيش تذكرة بس سايبها هي الله ادخل ضمن أصحاب الإعاقات زي ما حصل في ماتشات قبل كده".
رغم رفض أسرة فرحات لما يقوم به "بيبقوا خايفين عليا عشان بكون لوحدي" لكنه عود نفسه على الاستقلال، أخذ يسافر خارج قريته ويجوب مناطق عده مشجعا، لا يحمل هم شيئا.
يذكر الشاب حينما كان في القطار عائدا من طنطا بعدما أتم أوراق رسمية سافر لتخليصها، حينها علم بتدريب للأهلي، قبل المباراة النهائية للبطولة العربية. غير الشاب وجهته إلى القاهرة. "لما روحت الملعب حد من إدارة الأهلي شافني ودخلني"، يبتسم هاني بينما يستعيد كيف اتصلت أسرته به فعلمت أنه ذهب إلى القاهرة، فمن أجل كرة القدم يتجاوز هاني أي شئ حتى المرض.
قبل أربعة أشهر مرض فرحات بالالتهاب الرئوي، ساءت حالته واستلزمت ايداعه العناية المركزة لكنه لم يلتزم بالقرار الطبي "بعد ساعتين خرجت اتفرج على ماتش الاهلى اللي شغال ورجعت تاني" مبتسما يقول إنه ما كان ليضيع مشاهدة مباراة لناديه أو المنتخب المصري "الماتشات الشئ اللي بيخليني مبسوط".
لكل مباراة حكاية عند فرحات، يتذكرها باللفتة، حضر أغلبها في مدرجات الدرجة الثالثة، فيما حالفه الحظ بأخرى فكان موجودا على أرض الملعب "زي ماتش مصر والكونغو اللي صعدنا بيه كاس العالم"، تفاصيل ذلك اليوم لا تغيب عن ذهنه، كانت أرض الملعب تهتز بسبب التشجيع، لكن أمل الجماهير انتهى حين أحرز الفريق المنافس هدفا في المنتخب "ساعتها فقدت الوعي محستش بحاجة من الخوف وصحيت على فرحة الناس لما جابنا ضربة جزاء".
الكرة تحتل الشق الأكبر في ذاكرة فرحات، يهرب بها من وحدته بين جنبات المستشفيات، يصبح ملكا حين يتعلق الأمر بالرياضة، يستشيره أصدقاؤه فيما يتعلق باللعبة "لما بنتفرج سوا بحلل الماتش".
قبل الذهاب للاستاد ثمة أشياء لا يستغنى عنها ابن محافظة المنوفية؛ تي شيرت يحمل كلمة مصر او صلاح "عندي لصلاح بس ٤ تي شيرتات مختلفين"، يضحك الشاب قائلا "صحابي بيقولوا لي انت معندكش غيرهم"، إذ يمتلك في منزله ما لا يقل عن عشرة تي شيرتات للنادي الأهلي، فيما أحضر للمرة الأولى اللوحة الورقية لأجل "مو صلاح": "هو مش مجرد لاعب.. اسمه برة مصر بقى بيسوق للبلد.. الأجانب عارفين مصر بالهرم ومحمد صلاح".
داخل قلب محمد أمانيٌ كثيرة أراد لو حققها، ليس الأمر متعلقا فقط بوظيفة أفضل، بل بالكرة أيضا، تمنى لو حضر مباراة للاعب محمد أبو تريكة قب اعتزاله "بشوفه أحسن حد لعب كورة غير أخلاقه العالية
مع كل رحلة يقطعها المشجع الأهلاوي للنادي، لا يحمل هم الحصول على تذكرة "الأمن لطيف معايا ومع متحدي الإعاقة عموما وبيخلينا ندخل"، يخرج من منزله واضعا المباراة فقط نصب عينيه.
إعاقة فرحات لم تمنعه يوما عن فعل ما يريد، إلا لعب الكرة بكثرة "يمكن عشان كدة بشجع بقلب"، يدعمه والداه في المنزل حينما يريد السفر وأحيانا يخافان عليه، يفتخر الشاب بعزيمته وانتماءه، فلولاهم ما قابل اللاعبين الذين يحبهم على أرض الملعب.
لمتابعة كل ما يتعلق ببطولة كأس الأمم الأفريقية 2019 (اضغط هنا)
فيديو قد يعجبك: