لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

جيران الاستاد يستعدون لمباراة الليلة: اللمة حلوة والزحمة "ونس"

06:44 م الجمعة 21 يونيو 2019

جيران الاستاد يستعدون لمباراة الليلة

كتبت- دعاء الفولي:

داخل محل لبيع العصائر بجانب ستاد القاهرة الدولي، بدا التأفف على وجه البائع، فرغم توافد عدد كبير من مشجعي المنتخب المصري للشراء من المحل، غير أنه ظل يردد "هي الدوشة دي هتخلص امتى؟!"، فيما يترامى لسمعه أصوات الصافرات وتشجيع الواقفين قبل ساعات من المباراة الأولى في بطولة الأمم الأفريقية، والتي يتنافس فيها مصر زيمبابوي.

جيران الاستاد الذين انتعشت الشوارع المحيطة بهم، اختلفوا في استقبالهم للاحتفالات والزحام، فبينما آثر بعضهم مشاهدة الأمر من شرفة منزله، قرر آخرون النزول والتقاط الصور في الحدث لا يعايشونه كثيرا، كذلك فعل عاطف علي القاطن بالمنطقة، وقف رفقة ولديه علي وعمر عقب صلاة الجمعة يتفرجون، فيما رافقهم سكان آخرون.

"أتمنى المنتخب يؤدي بشكل حلو عشان منبقاش شوفنا الدوشة دي على الفاضي"، يبتسم عاطف معتبرا أن الزحام "عامل ونس لشارع يوسف عباس كله"، إذ لا يتذكر الأب الثلاثيني المرة الأخيرة التي شاهد فيها الشارع بذلك الزحام.

لم يحضر عاطف مباريات داخل الاستاد من قبل "بحب أتفرج وسط لمة العيلة".

مع اقتراب الساعة الخامسة عصرا ازداد توافد المشجعين، توزع رجال الشرطة أمام بوابة الاستاد، تراصت طوابير القادمين لمشاهدة المباراة، ازدحمت المطاعم المحيطة، ساد اللون الأحمر والأسود على الأجواء، بينما كان المهندس نبيل حجازي يسير متفرجا عما يحدث، ممسكا بيده إحدى الصافرات.

2

منذ أكثر من أربعين عاما يقطن المهندس السبعيني في المكان "مفتكرش كان فيه مباريات فيها زحمة كده زي النهاردة"، يعيش الأب بمفرده في المنزل "قلت أنزل أتمشى وأشوف"، لكن وجد نفسه يشتري صافرة "الناس عندها كبت من ضغوط الحياة خليهم يتبسطوا يوم"، لا ينزعج من الأصوات المتداخلة، بل دعا ابنه وزوجته لمشاهدة المباراة معه "عشان نحس بروح الاستاد".

على العكس، يجلس عمرو إبراهيم في مدخل محله، يظهر عليه الضيق "البيع مش حلو أوي"، لا يعمل عمرو في المنطقة فقط بل أحد سكانها، يتذكر كيف تغير شكل الاحتفالات بين المباريات المختلفة، أفضل تلك المرات كانت في كأس الأمم الأفريقية عام ٢٠٠٦ "بعت أعلام كتير وكانت الناس أخلاقهم أفضل مكنتش قلقان زي دلوقتي".

لمشاهدة المباريات طقوس عند عمرو "مبحبش أحضر في الاستاد"، بل يتابع داخل المكتبة التي تبعد أمتارا عن البوابة "روقان وبراحتي وكأني جوا الملعب".

ممسكا بهاتفه وقف أحد العاملين بمطاعم المنطقة، ينقل الاحتفالات في بث مباشر عبر موقع فيسبوك، قبل أن يقاطعه صديقه ليلتقطا صورة سويا، فيما كانت حنان محمد رفقة ولديها آدم وجانا، استجابت أخيرا لإلحاحهما للخروج ورؤية "الحفلة".

منذ علمت جانا صاحبة الست سنوات أن الاستاد سيضم محمد صلاح "اتجننت هي وأخوها.. جبت لهم طواقي وزمامير عشان مكنش هينفع ندخل الاستاد"، تشير الأم لصغيرها قائلة "آدم بيقولي أنا هطلع صلاح أما أكبر"، تتابع الأم الثلاثينية الكرة، تشاهدها مع الزوج الذي يعمل حارسا لأحد عقارات المنطقة "طلعنا لقينا نفسنا أهلاويين زي عيلتنا".

"الدوشة اللي الشباب عاملينها حلوة"، تقولها الأم بسعادة، مضيفة "طالما مش بيضايقوا حد خلاص واهي ليلة وتعدي".

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان