لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

رغم إدراجها في برنامج الرئاسة لتطوير القرى.. "كوم جعيف" تعاني والمحليات ترد

11:54 ص الإثنين 24 يونيو 2019

قرية كوم جعيف في البحيرة

كتبت-إشراق أحمد:

منذ نحو 5 أشهر، نشب حريق بأحد منازل قرية كوم جعيف، في محافظة البحيرة، لساعات تكاتف الأهالي لإخماده، فيما لم تصل سيارة الإطفاء، يعلم سكان القرية التابعة لمركز إيتاي بارود أن المسافة بينهم وأقرب وحدة إطفاء تصل لنحو 12 كيلومترًا حال جميع الخدمات المتوفرة في المدينة، وانتظارها يعني وقوع كارثة، لكن مع كل حادث لا يمنعون أنفسهم من السؤال كما يقول عصام أبو زيد، مواطن في القرية "مش إحنا ضمن برنامج الرئاسة لتطوير القرى الأكثر احتياجًا ليه مشوفناش تغيير لغاية دلوقت؟".

في سبتمبر 2014 أعلن مصطفى هُدهد المحافظ السابق لمحافظة البحيرة عن إدراج 4 قرى ضمن برنامج الرئاسة لتطوير القرى الأكثر فقرًا الذي وجه لتنفيذه في ذلك العام، بين تلك القرى كانت كوم جعيف التابعة لمركز إيتاي البارود في المحافظة. عامان مرا بعد ذلك القرار، شهد فيها الأهالي العمل على إنشاء محطة صرف صحي ومركزًا للشباب، تابعوا المستجدات بأمل وفرحة قبل أن ينطفي طموحهم في توفير خدمات غابت لسنوات طويلة "المحطة اتعملت ومشتغلتش وعملوا ملعب في مركز الشباب ووقف الشغل من ساعتها" يقول أبو زيد.

1

تفتقد كوم جعيف للخدمات؛ تصلها المياه بصعوبة من محطة إيتاي الرئيسية "دلوقت وصلت أنها أحيانا بتيجي ربع ساعة في اليوم" حسب قول أبو زيد، والوحدات الصحية والبيطرية غير متوفرة، وحتى المدارس يحتاج الأبناء لقطع كيلومترات سيرًا على الأقدام للوصول إلى أقرب مقر تعليمي، ولا مكان لمواصلات سوى التوك توك "عشان نروح للمدينة بندفع مش أقل من 50 أو 60 جنيه" وهو ما يمثل عبء مادي، فضلا عن طول المسافة التي قد يقطها مريض للوصول إلى مستشفى، وحتى أعمدة الإنارة صارت معطلة بفعل الزمن، ولازال الاعتماد على خزان الصرف "الطرنش" قائم في القرية، كما يذكر ابن قرية جعيف، معربًا عن شكواه مما وصفه "إهمال الموظفين من أداء عملهم لسنوات".

تبلغ عدد القرى المصرية 4741 قرية يتبعها 30888 عزبة وكفر ونجع، وهي ما تمثل 60% من تعداد سكان مصر حسب موقع وزارة التنمية المحلية.

لا يعلم أهالي كوم جعيف سبب التوقف عن استكمال خطة التطوير، التي تتضمن رصف القرية وإنارتها، وإنشاء مجمع خدمات تضم وحدة صحية وبيطرية ووحدة إسعاف وإطفاء، وكذلك إنشاء محطة صرف صحي ورفع كفاءة المياه، وتخصيص موقف للسيارات ودفعه بها، ورغم الحصول على الموافقة بشأن الموقف إلا أنه لا يعمل حتى الآن كما يقول أبو زيد.

كذلك محطة الصرف الصحي المغلق أبوابها على مبنى ولافتة تميزها، يقول إنها لم تعمل رغم اكتمالها "لسه الوصلات متركبتش للبيوت ومش عارفين أمتى ده هيحصل.. كل اللي عارفينه أنه بين يوم وليلة كل حاجة وقفت" يضيف أبو زيد.

2

وفقا لموقع وزارة التنمية المحلية، حددت الوزارة احتياجات المحافظات والقرى الأكثر احتياجا، في إطار مشروع تنفيذ وصلات الصرف الصحي. وكان من بين المحافظات، البحيرة، وذُكر أن الخطة تقوم على تنفيذ عدد 15088 ألف وصلة صرف صحي في عدد 5 قرى يستفيد منها 80221 نسمة بتكلفة 57.5 مليون جنيهًا، على أن يتم الانتهاء من البرنامج على مستوى محافظات مصر، في 182 قرية خلال فترة الرئاسة من يوليو 2018 وحتى يونيو 2022.

تردد أهالي كوم جعيف على الوحدة المحلية والمحافظة، آخرها في فبراير المنصرف، التقوا المحافظ اللواء هشام أمنة كما يقول أبو زيد، أعلموه بالوضع القائم ودعوه لكي يحضر بنفسه إلى القرية ويرى شكواهم بعينيه، فيما استقبلوا قبل نحو 4 أشهر المتحدث باسم المحافظة جمال أبو الفضل، لكن لم يحدث جديدًا كما يقول الأهالي.

في مارس 2019 أجرى المتحدث باسم محافظة البحيرة، جمال أبو الفضل، مداخلة هاتفية في إحدى البرامج التليفزيونية وقال إن القرية تتبع وزارة الآثار لتضمنها مواقع أثرية، وجاري إجراءات نقل تبعية القرية للوحدة المحلية "عشان نقدر نوفر لها كل الخدمات"، وهو ما أكد عليه محمد كُجك رئيس الوحدة المحلية لمركز ومدينة إيتاي بارود التابع لها كوم جعيف، وقال لمصراوي "يوم ما تتنقل التبعية للوحدة المحلية 80% من مشاكل القرية هيبقى سهلة الحل"، فيما أشار إلى أن مطلع هذا الأسبوع استلمت وزارة الآثار كافة الأوراق المتعلقة بتحويل تبعية القرية.

وفيما يتعلق بمحطة الصرف الصحي، أوضح كُجُك أنها تعمل لكن الوصلات لم تصل جميع المنازل، قائلاً إن نحو 70% منها امتد لها شبكة الصرف، وعن مجمع الخدمات المفترض له ضم الوحدات الصحية والإسعاف والإطفاء، قال رئيس الوحدة المحلية إن وزارة الصحة رفضت تنفيذ المشروع لعدم توافر الشروط الملائمة للمكان لاقترابه من المقابر، وليس هناك أرض بديلة تملكها الدولة في القرية، حسب قوله.

3

وبشأن موقف السيارات، قال كجك إنه خُصص له المكان وسمح بتواجد السيارات لكن هناك مشكلة تتعلق بطبيعة القرية النائية "ممكن تقعد أكتر من نص ساعة تحمل فمفيش حد عايز يفتح بيت ويكفي مصاريف عربية بيستمر في الشغل"، وأضاف رئيس الوحدة المحلية أن كوم جعيف من أكثر قرى البحيرة البالغ عددها 442 قرية، التي شهدت اهتمامًا في الفترات الأخيرة، لدخولها ضمن برنامج تطوير للمناطق الأكثر احتياجاً حسب قوله.

لازال أبو زيد وأقرانه، من أبناء كوم جعيف يشكون توقف عملية التطوير مع تخصيص ميزانية لها مسبقًا، فيما يراودهم السؤال "ليه المحافظ مينزلش يشوف بنفسه على الأرض ويحاسب المقصرين؟".

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان