بعد غيابه في رمضان.. طبق الكشري أول وجبات العيد: "مانعيدش من غيره" (صور)
كتب وتصوير- عبدالله عويس:
زحام كبير أمام محال الكشري، في الساعات الأولى من صباح اليوم الأول لعيد الفطر، فالوجبة المحببة لدى كثيرين كانت بعيدة المنال طيلة شهر رمضان، بعدما أغلقت كثير من محال الكشري أبوابها كعادة سنوية خلال الشهر الكريم، يستغلها أصحاب المحال في التجديد، وينتظرون في بداية العيد زبائن يصلون إليهم من كل اتجاه.
خرج كمال محمود رفقة 4 آخرين من المنوفية وصولا إلى شبرا الخيمة، ومن هناك سيتجه الـ5 إلى حديقة الحيوان، لكن رغبة الأصدقاء في طبق كشري يملأ معدتهم صباح أول أيام عيد الفطر، دفعتهم إلى محل يقع على مقربة من الطريق الذي أتوا منه، واعتادوا ذلك الأمر منذ أعوام مضت حتى صارت عادة سنوية. فذلك الطبق مميز لدى عدد كبير من المصريين، سواء لرخص سعره نسبيا بالمقارنة مع وجبات أخرى، أو لمحبة البعض له وتقديمه على وجبات امتلأت بها بطونهم خلال شهر رمضان.
«بالنسبة ليا وجبة الكشري دي مقدسة، لو مكلتهاش يبقى عيدي مش مظبوط» يحكي كمال وعلى وجهه ابتسامة، قبل أن يضع ملعقته داخل طبق متوسط الحجم، ليأكل بعض الكشري، فيبادر صديقه علي مصطفى بالحديث: «كل الأكل موجود قدامنا في رمضان، لكن الكشري بتبقى محلاته قافلة، وعشان كده بناكل منه أول يوم وبنيجي هنا مخصوص عشان محبة المكان».
منذ اليوم الـ19 من رمضان، ومحمد أبو طالب يشرف على أعمال تجديد محل الكشري الذي يديره وآخرون قرب محطة مترو شبرا الخيمة، فمن شأن ذلك جذب زبائن أكثر، ويستغل تلك الفترة في تجهيز المحل بكل احتياجاته لأيام العيد وما يعقبها من أيام، ويكون الزحام على أشده خلال الساعات الأولى من أول أيام عيد الفطر، لقرب المكان من المترو ومحطة أتوبيس وموقف سيارات أجرة تصل وتذهب إلى عدد من محافظات الوجه البحري: «بيجيلنا ناس كتير من كل حتة أول يوم، ولازم نكون جاهزين ليهم» يحكي الرجل، الذي دعم المحل بعدد كبير من العاملين، للوفاء باحتياجات الأعداد التي تصل تباعا.
«الشغل هنا على شيفتين، كل واحد فيه حوالي 40 عامل، لكن في أيام العيد العمالة بتزيد طبعا عن كده» ويرى الرجل تلك العمالة الزائدة المؤقتة رزقا: «بتبقى سبوبة فترة وخلاص، ولو حد منهم كفاءة وعايز يكمل بنرحب بيه طبعا».
كراسي جديدة، وساحة مخصصة للأكل، إضافة إلى المكان الرئيسي، أمور يلجأ لها المحل في العيد، وتظل أسعار الكشري كما هي، فالطبق لديه يبدأ من 6 جنيهات ويصل حتى 16 والطواجن تبدأ من 9 وتتخطى الـ14 وفق رغبة كل زبون: «عدد الكراسي ممكن تبقى 170 لكن في أيام العيد ممكن توصل لـ300 وأكتر كمان».
قبل أن تبدأ صلاة العيد، كان بعض الصبية يحجزون أماكن داخل أحد المحال الشهيرة في محيط مسجد السلطان حسن بالقاهرة، يؤكدون للقائمين على تجهيز الكشري، أنهم سيعودون عقب الصلاة، وفي حال ما إذا لم يجد أحدهم مكانا، فإن لذلك عواقب، قد تكون حرمان المحل من ثمن الأكل، فيبتسم لهم العامل: «بس روحوا صلوا وتعالوا متقلقوش».
الكبار والصغار على حد سواء، كانوا داخل المحل عقب الصلاة، ومن لم يجد لنفسه مكانا، اشترى علبا جاهزة وأخذها لمنزله، وكان طارق محمود محظوظا لوجود مكان شاغر استطاع الجلوس فيه رفقة زوجته وأختيه: «من صغرنا متعودين نخلص صلاة العيد نروح نفطر طوالي، دي أهم حاجة لازم تحصل خلال اليوم الأول» قالها الشاب، بينما كان أحد عمال المطعم يضع الكشري أمامه، وطبق امتلأ بالصلصة وآخر بالشطة: «أنا كييف كشري ومعيدش من غيره».
أمام محل كشري بالسيدة عائشة، كان وائل سعيد يجلس على كرسي، ينتظر أن يملي صديقه الطلبات، ليلتهم وجبة كشري معها بعض السلطة والحلويات. ورغم أن الشاب قادم من الفيوم، إلا أنه يعتبر الكشري في القاهرة تحديدا له طعم مميز: «ممكن يبقى عندنا كشري بس أنا بحب اللي هنا».
إلى جواره كانت مجموعة أخرى تجلس، مؤلفة من 5 صغار، أكبرهم لم يتم الـ16 بعد، ولاتجاههم إلى القلعة فإن جلوسهم بمحل كشري يقع على مقربة منها أمر ضروري: «كان ممكن نقعد في أي مكان بس هنا قريب من القلعة»، قالها عبدالرحمن سامي، بينما كان رفاقه كمال ومحمد وأحمد وسامي، يناشدونه سرعة الانتهاء من طعامه: «ضرب الكشري صباح العيد دي أول عيدية بالنسبة لي».
فيديو قد يعجبك: