قصة مزاد مفتوح على بورتريه للسيدة الأشهر في حادث انفجار الأورام
كتبت- رنا الجميعي:
وردة نبتت في رأس الصغير، فيما يحتضن جسده الأم، كي تنأى به عن الأذى، ذاك ما تخيله الشاب محمود محمد الشهير بـ"ياسين"، حينما شاهد النظرة المذعورة للست أم عبد الرحمن التي رجت مواقع التواصل الاجتماعي، فينفعل مع حادث انفجار معهد الأورام ممسكََا بأقلام الحبر يرسم السيدة وصغيرها، معلنََا مزاد لبيع البورتريه، يذهب ربحه للسيدة.
منتصف ليل الأحد الماضي كان ياسين يبحر عبر موقع الفيسبوك مثل الجميع، ليجد أنباء عن الحادث، وفي اليوم التالى تنتشر صور المرضى والمنقذين، ليرى بينهم صورة الأم، لا يهم ياسين إن كانت تلك الصورة هي الأشهر في حادث انفجار المعهد أم لا، أكثر ما آلمه خلال متابعته للحادث "إن فيه ناس بتقاسي بسبب المرض وممكن تكون ضاعت منها آخر فلوس كانت معاها بسبب الحادثة دي" ، نظرة أم عبد الرحمن لخصت كل ذلك كما شعر ياسين، لذلك قرر رسمها "حسيت من نظرتها اد ايه هي قاست مش مجرد زعل".
تلك كانت المرة الأولى التي ينفعل فيها ياسين لحادث يهم الرأي العام، بدأ ياسين الرسم منذ أن كان عمره ١٦، أي منذ ثماني سنوات، الرسم هو وسيلة نجاة لياسين عبر العالم، لذا تمتلأ صفحته بتجاربه الشخصية، وبرغم أنه لم يدرس الرسم أكاديميََا، إلا أنه يقوم بتعليم نفسه بنفسه "بتعلم من كتب وفنانين أعرفهم وبقرأ ادب كتير عشان تفتح ليا أبواب تانية".
استشار ياسين العديد من اصدقائه قبل البدء في المزاد "عشان أعرف التصرف ده صح ولا لا"، لم يبيع الشاب رسوماته سوى في مرات قليلة "ممكن عشان أجيب ادوات رسم تاني بس".
نشر ياسمين بورتريه أم عبد الرحمن منذ ثلاثة أيام، ثم أعاد نشرها مجددََا يوم الخميس معلنََا عن فتح المزاد، وعلق قائلََا" من ساعة ما رسمت الصورة دي فكرت في كذا حاجة الناس دي هتكمل علاجها ازاي"، وأشار في المنشور أن النزاد سيغلق يوم السبت في الثانية عشر مساء.
لماذا رسم ياسين الورد على رأس الصغير عبد الرحمن؟ يقول" الورد بالنسبة من الحاجات الجميلة الضعيفة اللي محتاجة عناية كبيرة، لو مفيش عناية هتدبل"، رسم ياسين الوردة طويلة ودون أي انحناء فيها، يبدو أنه على امل أن يتعافي الصغير من السرطان فيشب صحيحَا.
فيديو قد يعجبك: