التقطها حاج من أستراليا.. كواليس صورة لرجل يساعد كفيفا في الطواف
كتب- محمد مهدي:
داخل الحرم المكي تختفي الحيرة والآلام والأحزان، ثمة مشاعر لا يمكن وصفها تجتاح زوار بيت الله الحرام، كان "مازن أبو الزلف" القادم من أستراليا منشغلًا بتلك الحالة في مكة، لكنه وثق بعض المشاهد التي لفتت انتباهه، من بينها صورة انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي لرجل يُمسك بآخر كفيف يساعده في الطواف حول الكعبة "شعرت بأهمية مشاركتها مع الناس حتى يتعرفوا على جمال هذا الموقف الذي يحدث من أجل الله" يقولها أبو الزلف لمصراوي بينما يروي تفاصيل القصة.
تلك المرة العاشرة التي يحج فيها الرجل الأربعيني إلى بيت الله الحرام، يعمل كمتطوع في مؤسسة "اتحاد مُسلمي أستراليا" المعنية بالدعوة واصطحاب المسلمين هُناك للحج والعُمرة كل عام وتوعيتهم بالمناسك وإرشادهم.
جاء أبو الزلف من سيدني قبل أيام من بداية الحج، وذات يوم بينما كان قريبًا من الحجر الأسود شاهد الرجلين "اعتقدت في البداية أن الرجل الأصغر خائف من الضياع في الزحام، لكنه ظل متمسكًا بالرجل الطويل حتى عندما ابتعدا عن الحشد" اخترق الصفوف حتى اقترب منهما للتعرف على سر الأمر ليكتشف المفاجأة "أدركت أن الرجل طويل القامة كفيف، والرجل الثاني يمسك به لكي يوجهه حول الطواف، كان يدعمه ويشرح كل ما يحدث حولهما حتى يتمكن الكفيف من تجربة جمال الطواف".
لم ينتظر المتطوع الأسترالي كثيرًا، سرعان ما أخرج هاتفه ليلتقط عدة صور لهما، بينما قلبه يدق من سعادته بما يرى "حقا هذه التجربة جعلتني أشعر بعاطفة كبيرة، وشكرت الله على نعمة بصيرتي وجمال الأخوة في الإسلام" استكمل الأسترالي الطواف بينما عيناه مشدوهتان إلى الرجلين حتى اختفيا في الزحام، وفي نهاية يومه حينما وصل إلى غرفته قرر نشر الصورة على صفحته الشخصية بموقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، مرفقة بتدوينة صغيرة عن قصتهما.
ترك جهازه لساعات قبل أن يُدرك انتشار الصورة على نطاق واسع "بالتأكيد لم أتوقع أن تصبح هذه الصورة حديث الساعة، اعتقدت فقط أن أصدقائي سيشاهدونها، لكن الكثير من الأشخاص والصفحات شاركوها وعلقوا عليها" شعر الحاج الأسترالي بفرحة غامرة لوصولها إلى أكبر عدد ممكن من الناس، والرسالة التي تحققت من خلالها بأن يشارك الجميع التجربة الروحانية التي يعيشها خلال وجوده في مكة لأداء فريضة الحج.
تحمس أبو الزلف كثيرًا لنشر مزيد من الصور المميزة خلال أداء مناسك الحج، هاتفه لا يفارقه، كلما وجد شيئا ذا قيمة وثقه سريعًا منه صورة لصبي يدفع والدته التي تجلس على كرسي متحرك خلال الطواف "أردت أن يرى الناس هذا الطفل، إنها صورة جميلة لما تعلمناه في الإسلام عن طاعة الوالدين، خاصة أنه يفعل ذلك بإخلاص رغم صغر سنه ما جعله كبيرًا في عيني"، تلك اللحظات التي عايشها الرجل الأربعيني زادت من سعادته خلال أداء مناسك الحج، "في كل عام أعود إلى الحج تكون التجربة دائماً أكثر متعة وروحانية".
فيديو قد يعجبك: