"لفّة" في بلاد أفريقيا.. الحياة البرية تغير نظرة شاب عن القارة السمراء
كتبت- شروق غنيم:
حين تدق كلمة أفريقيا في أذنه، كان يستدعي هشام صورة نمطية كوّنها عن بلادها، حروب أهلية أو مجاعات، مكان غير مُكتشَف بالنسبة له، ولم يفكر ذات مرة في السفر إلى هناك، لكن مع عام 2011 شعر أنه يريد قرع أبوابها، يعايش الأجواء، ويختبر إحساس الحياة البرية.
التطوع كان مفتاح الشاب العشريني للقارة السمراء، كان يفكر مليًا لماذا يذهب أغلب المشاهير إلى هناك، ما الشيء الساحر في بلاد لا يُسمع من أخبارها سوى كوارث، غير أنه حين ذهب، لأول مرة إلى أوغندا، عرف الإجابة، ذاق حلاوة ابتسامة أهل المكان، لأول مرة يشعر بالخِفة، لا ضغوطات أو تعقيدات هنا، عاد إلى بلدته لكن لم تغادره تفاصيل الحياة البرية، ومنذ تلك اللحظة، وبدأت جولاته في بلادها.
من أوغندا، انطلقت جولات هشام في بلاد أفريقيا، عام 2011 ذهب إلى هناك بغية التطوع في إحدى دور الرعاية، التصقت روحه بالمكان وبالطاقة الإيجابية الكامنة في البلاد الأفريقية، بعدها وجد نفسه يتنقل في تنزانيا، مالاوي، بوركينا فاسو، وليبيريا، يأخذ وقتًا كي يُعدد باقي الدول "كل واحدة من دول ليها طابعها الخاص جوايا".
قبل ثمانية أعوام قرر هشام تأسيس مشروع للتطوع في القارة السمراء "كنت حابب ناس تانية تروح المكان وتتعرف على ثقافات مختلفة"، ومثلما تأخذ نفسًا هادئًا في بلادها "اللي يسافر يديها برضو من وقته وخبراته"، أطلق على فكرته "سفراء" وصارت قِبلة من يريد اكتشاف أفريقيا ويمنحها قبس من علمه وحياته، سواء في المجال الطبي، رعاية الأطفال، البناء والتدريس.
على مدار سنوات "سفراء" سافر المئات إلى البلاد الأفريقية "ومنهم ناس مكنوش عتبوا أفريقيا قبل كده، كنت مبسوط إن في ناس كتير مهتمة بده"، يتذكر نظرته إلى المكان قبل سنوات طويلة "مكنش لسة في سوشيال ميديا بالتأثير بتاع دلوقتي أو حاجة تعرفنا على المكان"، لذا يُثمّن الشاب العشريني تجربته الأولى في أوغندا وقد غيرت مجرى حياته وآخرين كثر.
في كل مرة يسافر هشام إلى بلدة أفريقية يخلع رداء القلق، بداخلها ينسى لحظات الضغط كأنما لم يمر بتلك المشاعر من قبل "هناك العيشة بسيطة، أنت مش حاسس إنك لازم تدخل في دايرة شغل وتطحن نفسك عشان تشتري عربية، ولا موبايل جديد"، تبدو الحياة أقرب للطبيعة "أنت بتصحى مع الشروق وبتنام تقريبًا مع غروب الشمس أو بعدها بشوية، كل حاجة ببركتها"، يشعر بقيمة اليوم صافية دون تشتيت "مفيش زحمة وتضييع وقت في مواصلات".
يزداد شعور الشاب العشريني بالأمان هناك، عكس ما يُشاع عن المخاطر الجمّة التي تواجه الفرد "أنت في دايرة ناس كلها عارفة بعض، حتى اللي هناك خلاص عرفونا، محدش بيئذي غيره"، رغم ذلك يعلم مدى صعوبة تلك الحياة على بساطتها "مش كل الناس بتبقى مستعدة تتخلى عن ستايل حياتها المعتاد"، تعيش دون ثلاجة أو أجهزة طبخ، لا وجود للإنترنت "بيبقوا بيعملوا ده وعارفين إنهم هيرجعوا لحياتهم العادية بعدها"، لكل احتياجاته لكن هشام ألف المعيشة هناك "في ناس بتستغرب طريقة الحياة البرية، رغم إن هي دي العيشة الطبيعية".
تابع باقي موضوعات الملف:
"إفريقيا السعيدة".. "سارة" انتقلت إلى كينيا لمساعدة "الأطفال اللاجئين"
مغامرة في أوغندا.. أميرة تركت "كركبة" العاصمة من أجل الحياة البرية
14 يوما خارج نطاق الخدمة.. مغامرة طبيب مصري في بحيرة فيكتوريا
"مياه آمنة".. حين توسّع مشروع مصري ليروي بلاد أفريقيا
57 يوما في قَلب إفريقيا.. كيف غيرت القارة السمراء حياة "مرام"؟
فيديو قد يعجبك: