بالصور- الهروب للطبيعة.. فعالية تجديف ومراقبة الطيور للعودة إلى المصريين القدماء
-
عرض 9 صورة
-
عرض 9 صورة
-
عرض 9 صورة
-
عرض 9 صورة
-
عرض 9 صورة
-
عرض 9 صورة
-
عرض 9 صورة
-
عرض 9 صورة
-
عرض 9 صورة
كتابة وتصوير- شروق غنيم:
لم تستطع هايدي يحيى مقاومة جَمال المشهد؛ مساحة فسيحة من النيل بينما قطع خضراء على مّد البصر، يتخللها أصوات عذبة من الطيور القاطنة بالمكان، لذا كانت آخر من غادر المياه من باقي الفريق الذي شارك الأسبوع الماضي في جولة لممارسة رياضة الـ"Kayak"، ومشاهدة الطيور.
عام 2016 بدأ التعاون بين واتر بحري، الباحث البيئي ومراقب الطيور، وفريق Nile Kayak، حاول الثنائي العودة إلى مهارات المصريين القدماء، حيث مارسوا تلك الرياضة، بارتياد مراكب من ورق البردي والتجديف في النيل "لكن ده مش متوفر دلوقتي فبنعمله بمراكب بلاستيك"، فيما يحاول الباحث البيئي التشجيع على اكتشاف حياة الطيور سواء ابنة المدينة أو المهاجرة.
قبل بدأ الجولة، يبدأ الباحث البيئي في التعريف بنفسه، ومشروعه الذي أسسه لمراقبة ورصد الطيور في مصر، يحدثهم عن أنواع الطيور التي من الوارد رؤيتها خلال الحدث "ولازم منزعجش الطيور اللي هنا، ويبقى في مسافة بينا وبينهم عشان ميخافوش مننا، وفي أماكن التعشش هنقعد كام ثانية ونتحرك حتى لو مشوفناش طير، أهم حاجة يبقوا مرتاحين في بيئتهم"، فيما يأتي دور يوسف أنس لإخبارهم بكيفية استخدام المجداف داخل المياه والحفاظ على توازنهم "ولو حتى حد اتقلب في المياه ميخافش، إحنا موجودين وهتكون لابس اللايف جاكت.. المهم النهاردة نتبسط سوا".
مركب مُخصص لشخص واحد، مِجداف، وسترة نجاة البحر، الأدوات الأساسية التي يُعتمد عليها خلال جولات الـ" Kayak"، بعد بحث وقع اختيار الفريق على جزيرة بمحافظة الجيزة، كونها تضم طيور من بيئة المدينة "في منها اللي عايش هنا والمهاجر". في صباح أمس بدأ الفريق جولتهم، عشر أشخاص داخل المراكب، يتقدّمهم الباحث البيئي، ويتخلّفهم يوسف أحد أعضاء فريق "Nile Kayak" للتأكد من أمان كل شخص في الجولة.
حوالي كيلو ونصف يُبحِر المشاركون، من حولهم تحوم بعض الطيور، لا تنقطع أصواتهم عن "الزقزقة"، يُدقق الفريق النظر في السماء كلما مر طائر مختلف، ببينما يحاولون السيطرة على توازنهم داخل المركب. يأخذهم البحري إلى أماكن جانبية من الجزيرة حيث تقبع أصناف مختلفة، تنجذب ريهام إلى أحد الطيور الواقفة على الشجر، تشير السيدة الخمسينية للباحث البيئي عليه فيبدأ في سرد اسمه وصفاته، كذلك يفعل مع كل مرة تقع أعين المشاركون على نوع طائر مختلف "شوفنا النهاردة حوالي 22 طير، ما بين الشجرية والمائية وجوارح".
لا يشعر المشاركون بالإنهاك خلال الجولة التي تمتد قرابة أربعين دقيقة في مياه النيل، يحاولون الانبساط بقدر المستطاع دون إصدار أصوات صاخبة، تبدو الدهشة على الوجوه كلما التقطوا طائرًا جديدًا يحاول التخّفي بين النباتات المتواجدة "محدش يصرخ أو حاجة عشان ميخافوش ويجروا مننا"، ينبههم البحري، فيما يخبرهم بأن أروع ما في التجربة حين تقترب من الطائر ولا يغادر مكانه "إحنا بقالنا 3 سنين بنعمل ده، ففي طيور خلاص خدت علينا وعارفة إننا مش هنإذيهم فبيأمنو لنا ويفضلو مكانهم".
حين وصل أيمن البوهي رفقة ابنتيه إلى الحدث في الصباح، تفاجأ أن هناك مراقبة للطيور برفقة الجولة البحرية "كنا حاجزين على أساس إنه Kayak بس"، لكنهم شعروا بالامتنان للتجربة الفريدة، بالنسبة لهم أول مرة يخوضون ممارسة تلك الرياضة، كذلك فكرة مشاهدة الطيور ومعرفة اسمائها وأنواعها "إحنا أول مرة نعرف حتى إن عندنا جزيرة هنا في الجيزة حلوة كدة".
قبل يوم واحد من انطلاق الحدث حجزت الابنة الكبرى "ملحقناش نحضر حاجة غير إننا نصحى بدري"، تحكي الابنة ياسمين، تحب صاحبة الـ21 ربيعًا المغامرة مع أسرتها في رياضات عدة "هما اللي بيشجعوني، خروجاتي مع صحابي تقليدية شوية نروح مول مثلًا كافيه، لكن مع بابا بنلّف ونكتشف سوا حاجات جديدة"، اندهش الأب الخمسيني من روعة المكان، هدوئه ومكانه الساحر على نهر النيل "كلمت والدتهم واختهم التالتة ييجوا عشان نكمل اليوم كله هنا".
بالنسبة للباحث البيئي فثمة فوائد عدة للمزج ما بين "الكاياك" ومراقبة الطيور، فخلال الجولة يتفاعل العقل مع الطيور "بتحاول تركز وتحدد مكانه ونوعه، فده مجهود ذهني"، فضلًا عن العضلي بتحريك الجسد خلال التجديف "وكمان نرجع لمهارات المصريين القدماء اللي افتقدناها بفعل دوشة العاصمة".
كانت تجربة النشاطين سويًا ملهمة بالنسبة لهاجر عمر، حتى أنها جاءت خصيصًا من مدينتها بورسعيد إلى الجيزة من أجل حضور الحدث "جربته مرة واحدة ومن ساعتها وأنا بقول لازم أعمل ده تاني"، خلال الثلاث أعوام الماضية رافق الباحث البيئي مئات من المشاركين "في اللي بيكون مبتدئ وناس تانية غاوية، بس حتى المبتدئين بيتحمسوا يكرروا التجربة".
تبلورت التجربة في اكتشاف الجزر النيلية بالجيزة "الناس متخيلة المحميات ده مصطلح بيتقال على أماكن بعينها، في حين الجزر هنا تعتبر محمية"، ومنذ عام 2016 رصد الباحث البيئي قرابة 42 نوع من الطيور في الجزيرة "في جزء علمي في التجربة إننا نعمل رصد في فترة الخريف والربيع، إيه أنواع الطيور اللي بتيجي والتغيرات المناخية اللي بتحصل عليها".
قبل عامين راسلت هايدي الباحث البيئي لترتيب يومًا ترصد معه الطيور، لكن لم يفلح الأمر "وكان نفسي أجرب الكاياك مرة تانية، فجأة لقيت نفسي بعمل الحاجتين اللي كان نفسي فيهم سوا"، تمتن للتجربة، وللمكان الذي منحها للحظات السلام، لأصوات الطيور "وشكلها اللي يجنن".
فيديو قد يعجبك: