منشدا «المسك فاح» في عربة المترو: «نفسنا لما نكبر نبقى مبتهلين ودكاترة»
كتب- عبدالله عويس:
كان صوتهما يطغى على صوت قطار المترو، وهو في اتجاهه إلى محطة حلوان، وسكتت همهمات الركاب، إلا من عبارات الثناء، وبينما كان عمار وسيف ينشدان «المسك فاح لما ذكرنا رسول الله» كانت عدسات الهواتف موجهة إليهما، قبل أن تتحول تلك المقاطع المصورة، إلى حديث الناس على مواقع التواصل الاجتماعي، بعد أن حققت شهرة كبيرة.
«أشكي لمين وجدي وحالي.. وأقول لمين النبي غالي» يصدح الشقيقان، طالبا المرحلة الابتدائية بما تيسر لهما من الأناشيد الدينية، وهما في طريقهما للمنزل داخل إحدى عربات المترو، وكانا عائدين من بروفة لفرقة أعلام المصطفى، ولأنهما اعتادا الإنشاد بذلك الشكل في كثير من الأماكن، فلم يكن غريبا عليهما أن يلتقط لهما البعض صورا أو مقاطع فيديو، لكن الذي أدهش الصغيران، ما حققه الفيديو على مواقع التواصل.
يدرس عمار بالصف السادس الابتدائي، ويدرس أخاه سيف بالصف الثالث من المرحلة نفسها، ويذهبان سويا إلى مدرسة الإنشاد الديني للتدريب منذ 3 أشهر، لكن حبهما للإنشاد بدأ قبل ذلك بكثير: «أنا من صغري بحب الإنشاد، ولما كنت بسمع حاجة بحفظها، فبابا خد باله من ده وابتدى يخليني أنشد وأنا في البيت» يحكي عمار، الذي اكتشف في أخيه حلاوة الصوت، قبل أن يلتحقا معا بمدرسة الإنشاد: «وكمان لينا أخ اسمه مالك صوته حلو برضه، بس لسة رايح أولى ابتدائي».
أمام شاشة التلفاز كان الأب، مجاهد فرج، يتابع صغيريه وهما يقلدان الأصوات الحسنة، فتمنى أن يصيرا منشدين، وأن يكون هناك مكان لتدريبهما، أختى عرف مؤخرا بمدرسة الإنشاد الديني، التابعة لنقابة الإنشاد الديني: «ولما راحوا المدربين اتبسطوا بيهم، وبقوا مهتمين بيهم جدا». يعمل الأب في محل ملابس يملكه بحلوان، ولم يتوقع أبدا ذلك الانتشار لمقطع الفيديو: «كان في كذا فيديو وكذا حد صور بس أول مرة يتشهر ليهم حاجة، ولعل ده خير ليهم».
في مدرستهما الابتدائية، يكون الإنشاد من نصيب الأخوين، وحصلا على شهادات تقدير وجوائز في الإنشاد، ويتمنى عمار أن يصبح منشدا حين يكبر في السن، وأن يصير طبيبا كذلك، ويحب من المنشدين والمبتهلين نصر الدين طوبار والنقشبندي ومحمود التهامي وعبد الرؤوف السوهاجي، ويحب أخاه نفس المنشدين: «وإحنا الاتنين شاطرين في المدرسة وبنحفظ قرآن، ومدرسة الإنشاد بنروحها يوم واحد في الأسبوع».
يتمنى الأب لطفليه مستقبلا في عالم الابتهالات، ويحرص على أن تكون لدراستهما أهمية، فإذا طغى أمر على الآخر، حاول إعادة ذلك التناغم بين الإنشاد والدراسة: «وفي البيت والمدرسة والشارع والمواصلات، أي مكان هما فيه بينشدوا، وزي ما مامتهم بتذاكرلهم، زي ما بنقعد نسمعهم ونشجعهم».
كانت سعادة الصغيران بانتشار الفيديو، الذي صور يوم الاثنين الماضي كبيرة، وحين كانا ينشدان، كان بقية الفريق الذي أدوا معه إحدى البروفات، يقومون بدور البطانة لهما، بينما يقف الركاب للاستمتاع بالصوت ولتوثيق تلك اللحظة.
فيديو قد يعجبك: