لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

عقاب ودرس للأحزاب.. كيف يرى "توانسة مصر" انتخابات رئاسة بلدهم؟

07:27 م الخميس 19 سبتمبر 2019

انتخابات الرئاسة التونسية

كتب ـ محمود عبدالرحمن:

منذ فتح باب الترشح للانتخابات الرئاسية التونسية أغسطس الماضي، لم يخلو حديث معز عبد الحميد التونسي المقيم بمصر، مع رفاقه من الجالية التونسية بمنطقة وسط البلد بالقاهرة، من الأخبار والتطورات التي وصل إليها السباق الرئاسي بين 26 مرشحا، من أجل الوصول إلى كرسي الحكم خلفًا للرئيس الباجي قايد السبسي الذي توفي في 25 يوليو الماضي.

ضمت القائمة الأولية للمرشحين للانتخابات الرئاسية التونسية 26 مترشحًا، اثنان منهم ليس لهما تاريخ سياسي معروف، "مكنتش متوقع خروج الأحزاب السياسية وصعود اثنين من خارج النظام"، ذكرها معز صاحب الأربعين عامًا، مبديًا استغرابه من نتيجة الجولة الأولى التي أعلنتها الهيئة العليا المستقلة للانتخابات، الأحد الماضي، وتضمنت صعود المرشحين، قيس سعيد، ونبيل القروي، وسقوط ممثلي الأحزاب السياسية الرئيسية.

يصف "معز" الذي يعمل مهندس أجهزة طبية بالقاهرة، النتيجة بأنها عبارة عن عقاب من الشعب التونسي للمرشحين السياسيين الذين لم يقدموا شيئًا للبلد على مدار فترة الحكم منذ الثورة "الشعب عاوز يشوف ناس جديدة ممكن يكون فيها الأمل".

الصورة الأولي

ورغم قلق معز، المقيم في مصر منذ 4 سنوات، من المخاطرة بتولي شخص جديد الرئاسة، إلا أنه يرى أن تغير الوجوه كان لابد منه، بعد فشل الحكومات السابقة في تحقيق آمال الشعب التونسي، "أخذوا مننا أكثر من فرصة وفي كل مرة لم يتبدل الوضع إلى الأحسن".

يتوقع الرجل فوز قيس سعيد المرشح البسيط كما يصفه، لما كسبه من حب الشباب ودعمهم، موضحًا أن حملته الانتخابية كانت مقتصره على صفحة على الفيس بوك بخلاف المرشحين الآخرين، "رجل بسيط وواقعي وليس متكلف في حديثه".

الصورة الثانية

عبر وسائل الإعلام المختلفة المرئية والمسموعة، تابع مؤمن زعبل التونسي، موظف بإحدى المنظمات التي تهتم بأحوال اللاجئين السوريين والأفارقة بمصر، يوميًا الأحداث التي تدور داخل بلده.

من وجهة نظر الرجل الثلاثيني، أنه أصبح مجبرا على الاختيار بين مرشحين ليس لديهما أية خبرة سياسية سابقة، سوى السمعة الطيبة، موضحًا أن سقوط الأحزاب السياسية من الجولة الأولى من الانتخابات له مميزات أبرزها التغيير للبحث عن الأفضل، بينما العيب غياب الخبرة لدى الأشخاص الجدد، ما قد يهدد قدرتهم في تحقيق آمال الشعب.

"في مرشح محتجز لقضايا فساد"، من ضمن المرشحين الذين وصلا إلى الجولة الثانية، هو إعلامي معروف ويمتلك قناة فضائية، وعليه العديد من القضايا، قالها الرجل بغضب، متسائلًا كيف لشخص محتجز في قضايا فساد الاستمرار في الانتخابات، "لو فاز هيبقى مش حلو وهيكون له تأثير سلبي علي الرأي العام التونسي"، لذا يتوقع أن يتم الاستعجال في محاكمته وذلك للبت في استمراره من عدمه.

الصورة الثالثة

"الشعب التونسي أعطى للقوى السياسية درسا لن ينسوه"، رددها محمد بن علي، تونسي وصاحب إحدى الشركات المتخصصة في مجال اكسسوارات الملابس داخل مصر، عند سؤاله عن رأيه في الجولة الأولى للانتخابات، موضحًا أن كل مواطن تونسي بات لديه الوعي بما يدور في البلاد بخلاف السنوات الماضية، وله حق الاختيار في كل ما يخص مصلحة بلاده.

"فقدنا الثقة في الحكومات السابقة قولنا لازم نغير"، يستكمل بن علي، أن الرموز السياسية السابقة لم تعد صالحة للاستمرار في الحكم، لأن الشعب أصبح يرفضها لما قدمته من وعود لم تف بأي منها "لابد من التغير وإعطاء الفرصة لأشخاص مستقلين لا ينتمون إلى أي من الأحزاب السياسية".

يتمنى صاحب الـ45 عامًا، الذي يقطن بمنطقة المعادي، أن يربح المرشح الرئاسي، قيس سعيد خبير القانون، والذي لا ينتمي إلى أي من الأحزاب السياسية، لما يشهد له من الكفاءة، ونظافة اليد، وتبنيه فكرة عدم التدخل الأجنبي في الدولة تونس، وما حققه من أعلى النتائج على المنافسين في الجولة الأولى، "برنامجه الانتخابي واقعي جدا، ويقدم حلولا منطقية".

بدورها، تؤيد فاطمة علي، تونسية تقيم بمصر، المرشح نبيل القروي المحتجز على خلفية إحدى قضايا التهرب الضريبي، لما يقوم به من أعمال خيرية ومساعدة البسطاء في العديد من القرى داخل تونس، "بيعمل خير كتير وبيساعد الناس".

من وجهة نظرها فإن قرار احتجازه ما هو إلا عملية مدبرة لإبعاده عن الانتخابات لما حققه من حب الناس، موضحة أن القضية التي تم إيقاف القروى من أجلها هي قضية التهرب الضريبي كما يدعون، متسائلة "القضية دى بقالها 5 سنوات لماذا تم إيقافه في تلك الأيام".

"الانتخابات مصالح، وأنا داخله أدلي بصوتي في ناس طلبوا مني أعطيه لمرشح آخر"، تتذكر السيدة الخمسينية منذ أيام عندما ذهبت إلى السفارة التونسية بمصر للإدلاء بصوتها للمرشح نبيل القروي، لتتفاجأ بأحد الأشخاص يسألها عمن سوف تدلي بصوتها من أجله، ليقترح لها اسم أحد المرشحين المنافسين "عرفت أنهم تبع المرشح ده ورفضت استجيب إليه".

وعلى الرغم من احتجاز القروي، إلا أن فاصمة ترى أن الفوز سيكون حليفه في الفترة المقبلة من الانتخابات "اللى بيعمل خير وبيساعد المحتاجين ربنا بيوقف معاه".

الصورة الرابعة

"كنت عارف إن الوجوه الجديدة هي اللي هتصعد"، بثقة قالها مدحت بدير، مدير خدمة العملاء بأحد البنوك بمصر، قبل أن يوضح: "الناس كانت بتتواصل مع بعضها وكان لازم نشيل الحكومات اللي بقالها فترة بتحكم، وقيس سعيد أبهر الناس والشباب بتفكيره الجيد".

رغم تأييد مدحت للمرشح قيس سعيد، إلا أنه يرى أن الجولة النهائية ستكون مختلفة تمامًا، "ممكن المرشحين اللي خرجوا يغيروا الوضع"، ولكن ما يطمئنه أن الانتخابات لم تشهد خروقات يمكن أن تتسبب في تزيف العملية الانتخابية.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان