لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

في ختام مهرجان القلعة.. كيف تفاعل الأطفال مع موسيقى عمر خيرت؟

06:56 م الإثنين 02 سبتمبر 2019

كتب- محمد زكريا:

تصوير: محمود عبدالناصر

على بعد أمتار قليلة، من مقعد الموسيقار عمر خيرت، وفي قلب ألحان بديعة، راحت تصدح في أرجاء مسرح قلعة صلاح الدين، بختام الدورة الـ28 من مهرجان القلعة للموسيقى والغناء، كان مدحت إيهاب وأخوه يوسف مشدوهين إلى ذلك البيانو الكبير، هي فرصة انتظرها الطفلان طويلا، لسماع خيرت عن قرب.

رقة الألحان، لم تكن وحدها ما شغل الطفلان، لكن تلك الآلة التي تُصدرها. والد مدحت ويوسف، يعمل رجل أمن بدار الأوبرا المصرية، الأب اعتاد اصطحاب الصغار إلى مكان عمله، فؤادهما معلق بذلك البيانو الموجود بساحة الأوبرا، يلعبان على أوتاره كلما سنحت الفرصة لذلك، وكان ذاك التعلق فرصة تدخل الأطفال إلى عالم الموسيقار الكبير.

مدحت ويوسف، سمعا عن عمر خيرت أول مرة، من والدهما، عندما أخبرهما بأنه أكفأ المصريين لعبًا بالبيانو، وقتها أحب الصغيران ذلك الرجل، حلما بحضورهما حفله وهو ما كان في مهرجان القلعة، بعد أن نجح والدهما في حجز المقاعد لهما. طوال الحفل، يتجاوب الطفلان مع موسيقى خيرت، يرددانها كأنها كلماتٍ وليست ألحانًا، بينما يتمنيان أن يُكتب لهما مستقبلا كهذا.

ياسمين سيد أيضا، كانت مشدودة إلى موسيقى عمر خيرت، الطفلة تتمايل مع حركات أصابعه، بينما لا تعرف لأي كلمات غَزِلت، لكن سحرتها الأجواء في القلعة.

لم تسمع الطفلة عن الموسيقار قبل تلك الليلة، ولا تعرف أيًا من أعماله، لكنها غنت "فيها حاجة حلوة" عندما عزفها في ختام الحفل، تحب الفتاة أغنية فيلم عسل أسود للفنان أحمد حلمي، رددتها مرتين، الأولى عندما لعبها خيرت على البيانو وسط تصفيق حار من الحضور، والثانية عندما طلب الجمهور منه أن يُعيدها.

ياسمين ليست من جمهور الحفلات، تلك هي الأولى للطفلة، تقول والدتها إنها فرصة مثالية للاستمتاع، وسط أجواء مبهجة، لا يترتب عليها تكاليف تُثقل كاهل الأب، فالتذكرة حُدد لها 20 جنيها للفرد، وهو ما يناسب دخل الأسرة متواضعة الحال.. لم يكن ممكنًا أن تفوت الأسرة فسحة كتلك التي عاشتها في تلك الليلة.

لم يكن حال بدر مختلفا كثيرا عن ياسمين، الطفل الكويتي لم يسمع عن عمر خيرت من قبل، كما لم تُسنح له الفرصة لحضور أي حفلٍ في الكويت، فكانت فسحته إلى مصر فرصة لتجربة الأمر، مع أقارب له في القاهرة حضر إلى القلعة، استمتع صاحب الـ13 عاما بالأجواء الاحتفالية، أعجب بالموسيقار وألحانه، وعلى الرغم من أنه يجد مع مطربي الكلمات متعة أكبر، أحس سعادة لا توصف في ليلة ختام مهرجان الموسيقى والغناء.

من الإسكندرية، حضرت لارين أحمد، من أجل ختام الحدث الفني، والذي انطلق في عام 1990 برعاية وزارة الثقافة، الطفلة تعرف عمر خيرت جيدًا، تسمع موسيقاه في سيارة والدها، تطلع على أخباره، لكن لم يسنح لها فرصة قبل الآن للاقتراب منه.

صاحبة الـ12 عامًا، مُدت بتلك الثقافة، من خلال والدتها، فالأم من عشاق فن الموسيقار الكبير، تعتبره من التراث، لكن آخر حفلاته التي حضرتها قبل أكثر من 20 عامًا، لذا وجدت السيدة في مهرجان القلعة ظرفًا مناسبًا، لن يكلف الأسرة الكثير من المال، وفرصة تتقرب فيها طفلتها من فنه الراقي، الذي طالما حدثتها عنه.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان