إعلان

بدائل أرخص.. كيف تعامل الأهالي مع زيادة اشتراك باصات المدارس؟

06:03 م الثلاثاء 03 سبتمبر 2019

حافلة مدرسية

كتب- محمود عبدالرحمن:

"أنا مش هشترك في باص المدرسة تاني".. جملة عزم عدد كبير من أولياء الأمور على تطبيقها مع ارتفاع مصاريف "أتوبيسات المدارس"، ومع اقتراب بدء العام الدراسي الجديد، اختار كل منهم وسيلة بديلة توفر النفقات وتؤمن أولادهم في نفس الوقت.

قبل بدء العام الدراسي، توجه "محمد عبد العزيز"، ولي أمر طالبين توأم بمرحلة رياض الأطفال، إلى مدرسة الواحة للغات، للاشتراك لهما في باص المدرسة، لكنه فوجئ بزيادة الرسوم المخصصة لكل طفل ألفين جنيه عن العام الماضي، وأصبح مطلوبًا منه دفع 16 ألف جنيه للطفلين بخلاف مصروفات المدرسة والكتب والزي الرسمي.

يقول ولي الأمر، صاحب الـ35 عامًا: رسوم الباص العام الماضي، كانت 5650 جنيهًا، زادت هذا العام ووصلت إلى 7750 جنيهًا، فضلًا عن زيارة المصروفات المدرسة التي وصلت إلى 16 ألف جنيه للطفل الواحد، بعدما كانت 13 ألف جنيه، وهو ما ضاعف الأعباء.

عبر الجروب المخصص لأولياء الأمور بالمدرسة على "الفيس بوك"، تواصل "محمد" مع العديد منهم للتشاور حول وسيلة أخرى أرخص من الباص المدرسي، ليخبره أحد أعضاء الجروب عن إعلان لإحدى الشركات تنقل طلاب المدارس مقابل 500 جنيه عن كل شهر دراسي "أي ما يقارب من ثلاثة آلاف جنيه ونصف خلال العام، فبادر الأب بالاتصال بالشركة، بعدما رأى العرض مناسبا، غير أن موظف الشركة أخبره بارتفاع الأسعار إلى 5 آلاف جنيه كسعر موحد لهذا العام، وعلى الرغم من عدم رضاء الأب بشكل كبير عن التعاقد مع الشركة إلا أنه مجبر على ذلك كونها أرخص.

هذا العام، لم يصدر بيان رسمي من وزارة التربية والتعليم ـ كما حدث بعد زيارة أسعار الوقود العام الماضي ـ يحدد نسبة الزيادة في خدمة سيارات نقل طلاب المدارس الخاصة، لحماية أولياء الامور من أي زيادة عشوائية قد تحددها المدارس، كما سمتها الوزارة في بيانها العام الماضي.

"محمد علي" والد الطفلة شمس التي تلتحق للمرة الأولى بمرحلة "البيبي كلاس" بمدرسة السعودي للغات وقع في الحيرة ذاتها، يقول الرجل: اشتراك الباص زاد الضعف عن العام السابق، وأثناء التقديم لابنتي ديسمبر الماضي، أخبرتني الموظفة أن مصروفات الباص تحدد في سبتمبر قبل بداية الدراسة مباشرة، موضحة أن مصروفات الباص العام الماضي كانت 2400 جنيه لمنطقة فيصل، والتي رأى أنها "سعر مقبول عملت حسابي عليه ولم أتوقع أن تكون الزيادة الضعف".

يسكن "محمد" بمنطقة قريبة من المدرسة، لذا ظن أنه سيدفع اشتراك بسيط، "لقيتهم بيقولوا مصاريف الباص5800 جنيه، ومش بتفرق قريب من بعيد أهم حاجة إن على الخط ده". في النهاية لا يملك "محمد" اختيارًا غير الالتزام بشروط المدرسة كاملة كونها السنة الأولى لطفلته.

مسئول بحسابات مدرسة سعودي للغات برر رفع رسوم اشتراك الباص، بأن الباصات ليست مملوكة للمدرسة وإنها تتعاقد مع شركة نقل خاصة، "احنا مجبرين على تقبل سعر الشركة".

عادة، ما تلجأ بعض المدارس إلى التعاقد مع شركات نقل أو شركات النقل التشاركي من أجل تقديم خدمة نقل الطلاب بدلا من توفير ميزانية لشراء وإدارة وصيانة الباصات، كما يقول مسؤول تشغيل ومركبات مدرسة خاصة.

كيمو copy

قبل ثلاثة أيام، أعلنت شركة متخصصة في نقل طلاب المدارس عبر صفحتها على الفيس بوك، تأجيلها غلق باب الحجز حتى التاسع من شهر أكتوبر المقبل، بناء على رغبة أولياء الأمور للتعاقد لأبنائهم في خدمة الشركة، يقول سامح حسين مدير إدارة الشركة "بنحاسب على المحطة مش الخط بأكمله زي ما بتعمل بعض المدراس علشان كده علينا ضغط".

زيادة الاقبال جاءت رغم رفع الأسعار 30% عن العام الماضي، وهو ما برره "سامح" بارتفاع أسعار الوقود، ورفع رواتب المشرفين في كل باص، وأيضاً ارتفاع تكاليف الصيانة الدورية للباصات وتغيير الزيوت وغيرها.

يذكر سامح الذي ينتقد تعامل بعض المدارس مع أولياء الأمور دون مراعاة قرب أو بعد المسافة بين مقر سكن كل طفل بالنسبة للمدرسة "احنا عندنا اللى بينزل في الطالبية بفيصل غير اللى بينزل في محطة تاني أبعد" موضحًا أن أقصى مسافة لا تتعدى الـ6 آلاف جنيه.

ارتفاع أسعار الوقود نفس السبب الذي استند عليه مسؤول بمدرسة ميدل إيست الدولية لغات بمنطقة الهرم، لتبرير زيادة رسوم الباص، حيث بلغ اشتراك الباص في محيط منطقة فيصل والهرم 8160 جنيه للكاش و8600 في حالة التقسيط على 4 دفعات، يقول المسؤول "البنزين أثر على الأسعار وكمان المدرسة ليس لديها باصات خاصة، ولكنها عبارة عن تعاقد مع شركات".

لم تتوقف الزيادات الكبيرة على حدود التنقل في القاهرة، وامتدت أيضا للمدارس الخاصة بالمحافظات. تقول "نور عبد الغفار"، (أم لطفلين) بمدرسة نور الإسلام الخاصة بالقناطر الخيرية، إنها قررت التنازل عن خدمة الباص، توفيرًا لسد مصروفات المدرسة الأساسية.

وتضيف: "ولادي كانوا في مدرسة حكومي الأول وكانت المصاريف على قد الحال"، لكن قبل عامين اتخذت وزوجي قرارًا بتحويلهم إلى مدرسة خاصة، وتدبير المصروفات اللازمة لهم عن طريق الجمعيات السنوية و"يدوب كنا بنقدر على المصاريف".

تنفق الأسرة على التعليم سنويًا ما يقرب من 50 ألف جنيه، مقسمة على مصاريف المدرسة التي تصل إلى 20 ألف جنيه، بخلاف الكتب والزي الموحد بجانب رسوم الباص قبل هذا العام، تقول الأم "كنت بشترك في الباص لكن دلوقتي صعب أدفع ليهم 6 آلاف جنيه تاني".

مثلها "أسماء عادل"، والدة 3 طلاب بمراحل التعليم المختلفة بمدرسة الفاروق للغات بمنطقة الهرم بالجيزة، التي تبحث عن وسيلة مواصلات عادية أقل من تكلفة الباص.

تقول أسماء التي تعمل مهندسة ديكور: "في الأول يدوب كنا بنكفي المصاريف أما دلوقتى لازم استغنى عن حاجة علشان أقدر أكمل في المدرسة"، خاصة أنها وزوجها كانا ينفقان 13.5 ألف جنيه على أطفالهم الثلاثة بواقع 4.5 آلاف لكل طفل، في حين أنهما سيدفعان هذا العام 18 ألف جنيه للأطفال الثلاثة، وكأنه بات لديها طفلا رابعا في المدرسة. وطالبت "أسماء" وزارة التعليم بفرض رقابة على المدارس الخاصة.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان