بالأبيض والأسود... شاب من غزة يروي تراث فلسطين عبر فيسبوك
كتبت-دعاء الفولي:
في صغره، كان منتصر ترزي مولعا بالتاريخ، يُنقب عنه، يحتفظ بقصاصات الصحف والصور القديمة، يطرب قلبه حين يجد حكاية لم تخرج للنور من قبل، يرويها بسعادة على من حوله، حتى بعد استكمال دراسته في التجارة، لم ينس الشاب القاطن بقطاع غزة الفلسطيني، هوايته، حتى قرر عام 2013 أن ينشيء صفحة عبر فيسبوك يعرض فيها ما يجده.
"غزة أيام زمان" هي مشروع منتصر لتوثيق تراث فلسطين بالصور، بدأها قبل أعوام والآن ينشر الصور عبر حسابه الشخصي. يعمل الشاب الثلاثيني معيدا بجامعة الأزهر بالقطاع، يستغل كل المصادر المتاحة للحصول على الصور "أحيانا من مكتبة الجامعة الإسلامية أو من مكتبة الأزهر"، فيما يقوم بجولات ميدانية بأوقات أخرى لكبار السن في القطاع، يُعطونه صور قديمة يملكونها "أو من بعض الكتب السياسية القديمة لكتاب فلسطينيين".
الرئيس الراحل ياسر عرفات، الكاتب محمود درويش، غسان كنفاني، ناجي العلي، مساجد أثرية، كنائس عتيقة وتفاصيل كثيرة يرويها منتصر عبر صفحته، يستعين بخبراء التاريخ أحيانا "لأنه الأمر بيحتاج تنقيح ومراجعة".
لا يتم البحث دائما بسهولة "قلة المكتبات والمصادر المتاحة في القطاع تجعل العمل أصعب"، لكن حُب منتصر للأمر يهّون كل شيء، فيما يساعده المتابعون أحيانا بصور لأهاليهم أو صور عامة قديمة. قد يستغرق البحث عن صورة أياما كاملة "مثل صورة المظاهرات في غزة ترحيبا بقدوم الجيش المصري بعد خروج القوات الدولية في فترة الخمسينات"، لكن السعادة التي يشعر بها منتصر بعد نشرها على فيسبوك تجعله يستمر.
بالنسبة لمنتصر، ثمة صور يفضلها أكثر "مثل صور الرئيس الراحل جمال عبد الناصر مع الرئيس ياسر عرفات"، تلك الصور أيضا لاقت إعجابا كبيرا من الجمهور "وكذلك صورة لكنيسة القديس بيرفيروس في العشرينات وصورة للشهيد أحمد ياسين ودكتور جورج حبش".
لم تنفذ الصور بجُعبة تاريخ فلسطين، يجتهد منتصر للحصول على أكبر قدر منها وكتابة تعليق يشرحها، يتمنى فتح معرض يضم ما حصل عليه "وأن يتم تجميعها في أرشيف واحد لنحافظ عليها من الضياع"، فيما يحلم الشاب الحاصل على ماجستير باستكمال الدكتوراه في مصر.
فيديو قد يعجبك: